تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعليقات بسام على كتاب (استمتع بحياتك) للدكتور محمد العريفي]

ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[12 - 06 - 08, 10:22 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تعليقات بسام

على كتاب (استمتع بحياتك)

للدكتور محمد العريفي

كتبها الدكتور بسام الغانم العطاوي

أستاذ السنة وعلومها في جامعة الملك فيصل في الدمام

مقدمة التعليقات

إن الحمدلله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلامضل له، ومن يضلل فلاهادي له، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن أخي الكريم صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي حفظه الله تعالى وسدده ووفقه له جهود بارزة في ميدان الدعوة إلى الله، وكثر ظهوره في كثير من القنوات الفضائية الطيبة والخبيثة، وانتشرت أشرطته انتشارا عظيما، أسأل الله تعالى أن ينفع بها، وأن يجزي الشيخ العريفي خير الجزاء على جهوده ونشاطه في الدعوة إلى الخير. ومع إقراري بفضله وكثير نفعه إلا أنني لاحظت كما لاحظ غيري من طلبة العلم أن الدكتور العريفي جزاه الله خيرا لايتثبت من صحة بعض مايذكره في محاضراته، فربما استرسل في ذكر أحاديث أو أخبار أو مسائل قبل أن يتثبت من صحتها وسلامتها. وهذا شيء يلاحظ أيضا على جمع من الدعاة الذين يكثر ظهورهم في الفضائيات، لكن أكثرهم ليسوا من أهل العلم والاختصاص فلايستغرب إذا كثرت أخطاؤهم بسبب قلة علمهم بالشريعة، وجرأتهم على الكلام في دين الله بغير علم، لكن الدكتور العريفي أحد المختصين بالشريعة، ويحمل درجة الدكتوراه في العقيدة الإسلامية، وهو أستاذ جامعي يعرف أصول البحث وقواعد التأليف، فالعتب عليه أشد. وقد يكون السبب في ذلك الإكثار من المحاضرات والدروس مع ضيق وقت الإعداد لها. ولاشك أن الإكثار مظنة الخطأ، وقد روى البخاري رحمه الله بسنده

عن عبد اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما أنه قال لأبيه: إني لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كما يحدث فُلَانٌ وَفُلَانٌ؟ قال: أَمَا إني لم أُفَارِقْهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يقول:"من كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ "، قال ابن حجر رحمه الله في شرحه: وفي تمسك الزبير بهذا الحديث على ما ذهب إليه من اختيار قلة التحديث دليل للأصح في أن الكذب هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه سواء كان عمدا أم خطأ، والمخطئ وإن كان غير مأثوم بالإجماع لكن الزبير خشي من الإكثار أن يقع في الخطأ وهو لا يشعر؛ لأنه وإن لم يأثم بالخطأ لكن قد يأثم بالإكثار؛ إذ الإكثار مظنة الخطأ، والثقة إذا حدث بالخطأ فحُمِل عنه، وهو لا يشعر أنه خطأ؛ يُعمل به على الدوام؛ للوثوق بنقله، فيكون سببا للعمل بما لم يقله الشارع، فمن خشي من الإكثار الوقوع في الخطأ لا يؤمن عليه الإثم إذا تعمد الإكثار، فمِنْ ثَمَّ توقف الزبير وغيره من الصحابة عن الإكثار من التحديث، وأما من أكثر منهم فمحمول على أنهم كانوا واثقين من أنفسهم بالتثبت، أو طالت أعمارهم فاحتيج إلى ماعندهم فسئلوا فلم يمكنهم الكتمان رضي الله عنهم (فتح الباري 1/ 201). وقبل عدة سنوات استمعت إلى حديث للدكتور محمد العريفي يبث على الهواء مباشرة، فبعثت إليه تصحيحا لمارأيته أنه أخطأ فيه، وهي ملحوظات قليلة، فماكان منه إلا أن اتصل علي في اليوم التالي وحدثني بأخلاقه الكريمة المعروفة، وشكرني على رسالتي، واعتذر لي بأنه أحيانا تصل إليه الدعوة إلى البرنامج متأخرة، فلايجد من الوقت مايكفي للتحضير والإعداد والمراجعة على الوجه المطلوب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير