تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن هذا العذر لايرد في تعليل كثرة الأخطاء في كتاب يراد نشره على أوسع نطاق، أعني كتاب الدكتور العريفي (استمتع بحياتك)، فهذا الكتاب فيه فوائد طيبة، إلا أن فيه أخطاء كثيرة، وكان ينبغي للدكتور العريفي أن يتأنى في إخراج الكتاب حتى يراجعه، ويعرضه على أهل العلم والاختصاص ليراجعوه أيضا، فيخرج الكتاب بعد ذلك محكما متقنا عظيم النفع، لكن الذي رأيته أن العناية بشكل الكتاب ومظهره طغت على العناية بمضمونه، فقد طبع الكتاب على ورق صقيل فاخر، بألوان متنوعة زاهية، ورسوم وزخارف بديعة. وقد رأيت أن هناك حرصا كبيرا على نشر أكبر قدر ممكن من هذا الكتاب، ورأيت عدة مكتبات يجعلون هذا الكتاب في مكان مميز بارز، وبشكل جذاب ليقبل الناس على شرائه، وقد انتشر في الإنترنت انتشارا كبيرا. وقد ذكر الدكتور العريفي في مقدمة هذا الكتاب أن طبعات بعض كتبه تجاوزت مليوني نسخة، وهذا كله يؤكد ضرورة العناية بمضمون الكتاب وتصحيحه حتى يتم الانتفاع به، لكن الواقع أن الكتاب طبع طبعة أخرى، ولم يصحح شيء من أخطائه مع الأسف، وإنما اكتفي بتغيير سعره، فالطبعة الأولى كانت تباع باثنين وعشرين ريالا، ثم أعيد طبعه فصار يباع بسبعة وعشرين ريالا.

فرأيت أن أكتب تعليقات على بعض المواضع في هذا الكتاب بمايسمح به وقتي دون استقصاء لكل ماورد فيه مما يحتاج إلى تعليق، فالكتاب كبير يقع في نحو أربعمائة صفحة، والتعليق على جميعه صعب ولا يتسع وقتي له فاكتفيت بالتنبيه على بعض المواضع، ليستنير القارىء بها في قراءة الكتاب، وحسبك من القلادة ماأحاط بالعنق. وأرجو ألا أكون بهذه التعليقات عند أخي الدكتور محمد العريفي كزميله الذي وصفه في هذا الكتاب تحت عنوان (لاتنتقد) فقال: أسألُه عن كتاب ألفتُه، وقد أثنى عليه أناس كثيرا، وطبع منه مئات الآلاف، فيقول ببرود: والله جيد .. ولكن فيه قصة غير مناسبة ..

وإني أؤكد على أن هذه التعليقات والملحوظات على كتاب الدكتور العريفي لاأقصد منها التحذير منه أو التنفير من سماع محاضراته، فمعاذ الله أن أقصد هذا، وإنما قصدت من ذلك أمرين، وهما:

الأمر الأول: النصيحة لأخي الدكتور العريفي بحثه على تحري الصواب في كل مايقدمه للناس، وإعادة النظر في هذا الكتاب ومراجعته وتصحيحه؛ فهذا مقتضى الأمانة، وواجب النصيحة، وهو حق أتباعه عليه أن ينصح لهم بتقديم ما هو صحيح، وألا يقدم شيئا حتى يتثبت منه، فهو يظهر في القنوات الفضائية فيشاهده الملايين ممن يحبه ويثق فيه فإذا أخطأ تابعوه في خطئه، وربما استمروا عليه ولم يقبلوا من أحد تصحيحه؛ ثقة منهم في الدكتور العريفي، وهذا حال كثير من الناس مع متبوعيهم قديما وحديثا.

وقد ذكر السيوطي في مقدمة كتابه تحذير الخواص من أكاذيب القصاص أنه أنكر على أحد القصاص ذكره أحاديث مكذوبة باطلة في مجالسه، وأفتى بأنه لاتحل رواية ذلك ولاذكره، وخصوصا بين العوام والسوقة والنساء، وأنه يجب على هذا الرجل أن يصحح الأحاديث التي يرويها في مجلسه على مشايخ الحديث، فما قالوا: إن له أصلا؛ يرويه، وما قالوا: إنه لا أصل له؛ لا يذكره، قال السيوطي: فنُقِل إليه ذلك، فاستشاط غضبا وقام وقعد، وقال: مثلي يصحح الأحاديث على المشايخ؟! مثلي يقال له في حديث رواه: إنه باطل؟! أنا أصحح على الناس، أنا أعلم أهل الأرض بالحديث وغيره إلى غير ذلك من الفشارات ثم أغرى بي العوام فقامت علي الغوغاء وتناولوني بألسنتهم، وتوعدوني بالقتل والرجم، فلما بلغني ذلك أعدت الجواب، وزدت فيه: " ومتى لم يصحح الأحاديث التي يرويها على المشايخ وعاد إلى رواية هذا الحديث بعد أن بين له بطلانه، واستمر مصرا على نقل الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتيت بضربه سياطا " فازداد هو حدة، وتزايد الأمر من عصبة العوام شدة، وثاروا ثورة كبرى، وجاءوا شيئا إمرا ... إلى آخر ماذكره

والمقصود أن كثيرا من العوام يفتنون بمن يعجبون به، فيأخذون مايقوله على أنه مسلمات لاتقبل النقاش.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير