تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتعجبني كلمة قالها العلامة الألباني رحمه الله تعالى حين كلمه أحد طلبة العلم، وناقشه في تصحيح أحد الأحاديث، فقال الطالب: لعلي أثقلت عليك، فقال الشيخ الألباني: كيف تثقل علي وأنت تخفف عني بعض ذنوبي في تصحيح بعض الأحاديث، ونحن نستفيد منك (إقامة البرهان للمؤذن /13).

وقد قيل: احذروا زلة العالِم؛ فإنه إذا زَلَّ زَلَّ بزلته عالمَ.

وقيل أيضا: ويل للعالِم من الأتباع، وويل للأتباع من العالِم، يَزِلُّ العالِم زلة فيرجع عنها، ويحتملها الأتباع فيذهبون بها في الآفاق.

الأمر الآخر: النصيحة لمستمعي الشيخ العريفي ومحبيه ومستمعي غيره أيضا من مشاهير الدعاة في الساحة الذين كثرت جماهيرهم، بحثهم على الاستفادة منهم - إن كانوا من أهل الاعتقاد الصحيح والمنهج السليم من البدع والخرافات والجهل - مع تحري الصواب، وأن يكون همهم معرفة الحق بدليله، وألايتابعوا من أخطأ على خطئه، وإنما عليهم أن يعرضوا ذلك على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ومنهج أهل السنة والجماعة بقدر استطاعتهم، وأن يستعينوا في ذلك بأهل العلم والاختصاص الراسخين فيه.

التعليقات على كتاب (استمتع بحياتك)

سأجعل تعليقاتي تدور على عدة محاور رئيسة، وهي:

المحور الأول: عنوان الكتاب وموضوعه.

المحور الثاني: المنهج العام للكتاب.

المحور الثالث: عبارات أطلقها المؤلف، وفيها نظر.

المحور الرابع: الأحاديث النبوية المذكورة في الكتاب.

المحور الخامس: الآثار المذكورة في الكتاب.

المحور السادس: القصص والأمثال المذكورة في الكتاب.

المحور الأول: عنوان الكتاب وموضوعه

قال المؤلف حفظه الله في مقدمة الكتاب في ص 3: " لما كنت في السادسة عشرة من عمري وقع في يدي كتاب " فن التعامل مع الناس " لمؤلفه "دايل كارنيجي"، كان كتابا رائعا قرأته عدة مرات. كان كاتبه اقترح أن يعيد الشخص قراءته كل شهر، ففعلت ذلك، جعلت أطبق قواعده عند تعاملي مع الناس فرأيت لذلك نتائج عجيبة .... إلى أن قال: فبحثت في تاريخنا فرأيت أن في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومواقف المتميزين من رجال أمتنا مايغنينا، فبدأت من ذلك الحين أؤلف هذا الكتاب في فن التعامل مع الناس، فهذا الكتاب الذي بين يديك ليس وليد شهر أو سنة بل هو نتيجة دراسات قمت بها لمدة عشرين عاما ".

أقول: يتوهم بعض الناس أن موضوع التعامل مع الناس شيء جديد، وأن الغرب سبقونا إلى وضع قواعده وأسسه، وتدريب الناس عليه، وصار بعض المثقفين يقيمون دورات في فن التعامل مع الناس على غرار الدورات التي تقام في الغرب، وبعض هذه الدورات يدرس فيها أخلاق الغربيين وأسس تعاملهم، وهذا منكر، فديننا العظيم يغنينا عن أخلاقهم، ومن المعلوم أن الأخلاق لاتبنى إلا على أساس من عقيدة، وعقيدتهم فاسدة فكيف نأخذ منهم أخلاقهم؟!

إن معاملة الناس ليست موضوعا حديثا، وإنما هي جزء من دين الإسلام، والقرآن الكريم فيه البيان التام للمنهج القويم والصراط المستقيم في معاملة الناس، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جدا، بل فيه قواعد جامعة لأصول معاملة الناس، كقوله تعالى: {خذ العفوَ وأمُرْ بالعُرْفِ وأعرضْ عن الجاهلين} (الأعراف: 199) قال الشيخ السعدي رحمه الله: " هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم. فالذي ينبغي أن يعامل به الناس أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبعائهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل، أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم، ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال، وتنشرح له صدورهم، {وأمر بالعرف} أي: بكل قول حسن، وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد. فاجعل ما يأتي إلى الناس منك إما تعليم علم، أو حثا على خير، من صلة رحم، أو بر والدين، أو إصلاح بين الناس أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية، أو دنيوية. ولما كان لا بد من أذية الجاهل، أمر الله تعالى أن يقابل الجاهل، بالإعراض عنه، وعدم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير