تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمقصود أن بناء قاعدة على مثال أو مثالين يقابله مايعارضه غير صحيح. فلوقال العريفي: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث الشاب بما يحتاج إليه وينفعه، لكان هذا مقبولا.

ومن أمثلة ذلك قول المؤلف في ص 71: " جلس صلى الله عليه وسلم يوما مع زوجه عائشة، فماالأحاديث المناسب إثارتها بين الزوجين؟ هل كلمها عن غزو الروم، ونوع الأسلحة التي استخدمت في القتال؟ كلا فليست هي أبوبكر [كذا، والصواب: أبابكر]، أم حدثها عن فقر بعض المسلمين وحاجتهم؟ كلا فليست عثمان، إنما قال لها بعاطفة الزوجية: إني لأعرف إن كنت راضية عني، وإذا كنت غضبى. قالت: كيف؟ قال: إذا كُنْتِ رَاضِيَةً قلت: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وإذا كُنْتِ غَضْبَى قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إبراهيم، فقالت: نعم والله يا رَسُولَ اللَّهِ لا أَهْجُرُ إلا اسْمَكَ. فهل نراعي هذا نحن اليوم؟ "

أقول: وهل كل الأحاديث التي دارت بين النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة أحاديث عاطفية كما يوهم كلام المؤلف؟ إن عدد الأحاديث التي روتها عائشة رضي الله عنها تزيد على ألفين ومائتي حديث، فهل هذه الأحاديث كلها من جنس ماذكره المؤلف؟ اللهم لا، فهي أحاديث متنوعة تشمل أبواب الدين. وإليك أمثلة على ذلك، منها الحديث الذي أخرجه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لها:" أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوْا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عن قَوَاعِدِ إبراهيم " فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ ألا تَرُدُّهَا على قَوَاعِدِ إبراهيم؟ قال:" لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَفَعَلْتُ"

وفي رواية لمسلم: "إِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا من بُنْيَانِ الْبَيْتِ وَلَوْلَا حَدَاثَةُ عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ أَعَدْتُ ما تَرَكُوا منه فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ من بَعْدِي أَنْ يَبْنُوهُ فَهَلُمِّي لِأُرِيَكِ ما تَرَكُوا منه " فَأَرَاهَا قَرِيبًا من سَبْعَةِ أَذْرُعٍ.

ومنها مارواه البخاري عن ابن أبي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النبي صلى الله عليه وسلم كانت لَا تَسْمَعُ شيئا لَا تَعْرِفُهُ إلا رَاجَعَتْ فيه حتى تَعْرِفَهُ، وَأَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من حُوسِبَ عُذِّبَ" قالت عَائِشَةُ: فقلت: أو ليس يقول الله تَعَالَى {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}؟ فقال:" إنما ذَلِكِ الْعَرْضُ وَلَكِنْ من نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكْ "، ورواه مسلم أيضا، فهو متفق عليه.

ومنها حديث عَائِشَةُ رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ فإذا كَانُوا بِبَيْدَاءَ من الأرض يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ " قالت: قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ،كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ وَمَنْ ليس منهم؟ قال:" يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ثُمَّ يُبْعَثُونَ على نِيَّاتِهِمْ " متفق عليه.

فهل هذه الأحاديث من جنس ماذكره المؤلف؟ والمقصود أن الحديث الذي ذكره المؤلف لايعني أن كل الأحاديث التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة أحاديث عاطفية كمايوهم كلامه.

وهذا المأخذ أعني استدلاله بأحاديث ليس فيها دلالة على مايريد تقريره، أو دلالتها عليه غير واضحة لايقتصر على الأحاديث، وإنما يشمل بعض القصص التي يذكرها.

ومن أمثلة ذلك قول المؤلف في ص 243: " نايف أحد الأصدقاء كان له أم صالحة لاترضى أن يبقى في البيت صور أبدا؛ لأن الملائكة لاتدخل بيتا فيه كلب ولاصورة. كان عندها طفلة صغيرة عندها ألعاب متنوعة إلا الدمى العرائس كانت الأم تمنعها من شراء الدمى والعرائس وتأذن لها في بقية أنواع الألعاب. أهدت إليها خالتها دمية عروسة وقالت لها: العبي بها في غرفتك واحذري أن تراها أمك. وبعد يومين علمت الأم فأرادت أن تقدم النصيحة بأسلوب مناسب. جلسوا على الطعام فقالت أم نايف: ياأولاد من يومين وأنا أشعر أن البيت ليس فيه ملائكة لاأدري لماذا خرجت، لاحول ولاقوة إلا بالله. والبنت الصغيرة تسمع وهي ساكتة. وبعد الغداء رجعت الصغيرة إلى غرفتها فإذا بين يديها ألعاب كثيرة، والعروسة من بينها فالتقطتها وجاءت بها إلى الأم، وقال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير