[كذا]: ماما هذه التي طردت الملائكة، افعلي بها ماشئت.
فما أجمل هذه الأساليب ليكون أحدنا مصلحا لأخطاء الناس ناصحا لهم ".
أقول: لقد استحسن المؤلف هذه القصة لأنها أدت في النهاية إلى ما أرادته الأم من التخلص من الدمية، وفاته جانب آخر من القصة، وهو أنها استعملت الكذب في تربية أولادها، والمؤلف نفسه حذر من هذا في ص 288، وذكر حديث أبي داود " أَمَا إِنَّكِ لو لم تعطيه شيئا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ "، وهاهي تلك الأم تكذب على أولادها فتدعي أنها تشعر بوجود الملائكة وبعدم وجودهم. والفعل الذي فعلته البنت بالعروسة يدل على أنها أيقنت صدق مازعمته الأم، وبالتالي صارت البنت تعتقد أن أمها أو غيرها يمكنهم الشعور بوجود الملائكة وعدم وجودهم، وهذه عقيدة فاسدة. وهل هذه المرأة خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يشعر بما زعمت أنها شعرت به، فقد روى مسلم في صحيحه عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قالت: " وَاعَدَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ عليه السَّلَام في سَاعَةٍ يَأْتِيهِ فيها، فَجَاءَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ ولم يَأْتِهِ، وفي يَدِهِ عَصًا فَأَلْقَاهَا من يَدِهِ وقال: ما يُخْلِفُ الله وَعْدَهُ ولا رُسُلُهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ فإذا جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فقال: يا عَائِشَةُ مَتَى دخل هذا الْكَلْبُ ها هنا؟، فقالت والله ما دَرَيْتُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ فَجَاءَ جِبْرِيلُ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَاعَدْتَنِي فَجَلَسْتُ لك فلم تَأْتِ فقال: مَنَعَنِي الْكَلْبُ الذي كان في بَيْتِكَ؛ إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولا صُورَةٌ ".
فمنذ دخول الكلب البيت حتى مجيء وقت موعد جبريل لم يشعر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الملائكة غير موجودة في البيت، فكيف تزعم تلك المرأة أنها تشعر بعدم وجودهم؟!
وأمر آخر وهو أن الدمى أو مايسمى بالعرايس التي تلعب بها البنات مستثناة من النهي عن اتخاذ الصور، فقد ثبت عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قالت: كنت أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي فَكَانَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا دخل يَتَقَمَّعْنَ منه فَيُسَرِّبُهُنَّ إلي فَيَلْعَبْنَ مَعِي متفق عليه.
قال ابن حجر: واستدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات واللعب من أجل لعب البنات بهن، وخص ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وبه جزم عياض ونقله عن الجمهور، وأنهم أجازوا بيع اللعب للبنات لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن (فتح الباري 10/ 527).
وإن كان بعض علمائنا المعاصرين يرون الاقتصار على العرايس التي تصنع من الصوف والقماش ونحوذلك دون أن تظهر معالم كاملة للوجه، لكن القصة التي ذكرها المؤلف ليس فيها تفصيل.
4 - المأخذ الرابع: أن الكتاب خلا من النقل عن العلماء والاستفادة من كلامهم، وهذا شيء غريب، فكثير من موضوعات هذا الكتاب قد خدمها العلماء بالبحث والدراسة ولهم فيها كلام نفيس، لكن المؤلف لم ينقل عنهم شيئا. وفي هذا الكتاب نحو خمسة وثلاثين ومائتي حديث، ومؤلفات أهل العلم في شرح الأحاديث واستنباط فوائدها قديما وحديثا لاتكاد تحصى، ومع ذلك لم ينقل المؤلف في هذا الكتاب شيئا منها
5 - المأخذ الخامس: أن المؤلف لم يعتن بلغة كتابه، فوقع في الكتاب كثير من الأخطاء النحوية واللغوية.
من أمثلة ذلك: ص 8: أليس كلاهما أب. ص 71: فليست هي أبوبكر. ص 107: الآن أنهيت العمرة فلم أنساك من الدعاء. ص 139: وتركت أبواي يبكيان. ص 247: ألا تصليان أي ألا تقوما الليل.ص 257 مَن الاثنين؟. ص323: أحد الأراضي.
والأشد من ذلك أنه أكثر من استعمال العامية، وهو أمر غير مقبول مطلقا، والذي يظهر أن أصل الكتاب محاضرات مسجلة فَفُرِّغت كماهي، وجعلت في كتاب، ومن المعلوم أن أسلوب الحديث في المحاضرات والمجالس غير أسلوب الكتابة والتأليف.
من أمثلة استعمال العامية: ص: 118وينك ياحمار. ص 121: الملاقيف. ص 121: طالع مشوار.
ص 249: طنش. ص 254: من باب الميانة. ص:288 بنشر علي الكفر. ص 337: نحن خدامينك ص362: الله ياهي بتنبسط البنت اللي بتتزوجك.
¥