[(دعوة لتحرير التراجم المزيدة على التقريب)]
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[13 - 04 - 02, 11:21 م]ـ
من يحيى العدل إلى الاخوة الفضلاء سلام الله عليكم، أما بعد:
فقد طرح الأخ عبدالله العتيبي موضوعًا حول نقد طبعة أبي الأشبال لكتاب (التقريب)، وشاركته فيه (ولا زلت مواصلاً في نقد الطبعة وذكر زوائدها)، وقد نبهت في تلك المشاركه إلى أمور كثيرة منها:
أنه زاد تراجم كاملةً قمت بإحصائها، وسوف أضيفها تباعًا.
ونبهت مرارً في أثناء تلك المشاركة على أن التراجم الزائدة تحتاج لتحرير، ولكن ليس عندي من الوقت ما يجعلني أتتبع تلك التراجم بمفردي فهذه دعوة للمشاركة في تحرير تلك الزوائد لأهميتها، فلو أن كل شخص أخذ ترجمة وحرر سبب زيادتها، وسبب إهمال الحافظ لها (إن وجد) ونوعها، لأفاد الجميع.
وهذه مشاركة مني في ترجمة واحدة من تلك التراجم كمثال لما ذكرت.
11 ـ (2529) س سلمة بن يزيد الأشجعي، صحابي، له حديث في قصة بروع بنت واشق.
قلت: هذا الراوي من زوائد المحقق ولم يذكره أحد قبله.
وقصة بروع بنت واشق أخرجها النسائي في الكبرى برقم (5515) أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله، عن زائدة بن قدامة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، قالا: ثم أتي عبد الله في رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها، فتوفي قبل أن يدخل بها، فقال عبد الله: سلوا هل تجدون فيها أثرًا.
قالوا: يا أبا عبد الرحمن ما نجد فيها (يعني أثرًا).
قال: أقول برأيي فإن كان صوابًا فمن الله لها كمهر نسائها، لا وكس ولا شطط، ولها الميراث، وعليها العدة.
فقام رجل من أشجع، فقال: في مثل هذا قضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فينا في امرأة يقال لها: بروع بنت واشق تزوجت رجلاً فمات قبل أن يدخل بها فقضى لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمثل صداق نسائها، ولها الميراث، وعليها العدَّة.
فرفع عبد الله يديه وكبر.
وهو في (المجتبى) روى الحديث برقم (3354) فقال: أخبرنا عبد الرحمن (كذا) بن محمد بن عبد الرحمن، قال حدثنا أبو سعيد ... الحديث وفيه ((فقام رجل من أشجع)) (1).
ثم أردفه بحديث (3355): أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله: ثم أنه أتي في امرأة تزوجها رجل فمات عنها، ولم يفرض لها صداقًا، ولم يدخل بها. فاختلفوا إليه قريبًا من شهر لا يُفتيهم، ثم قال: أرى لها صداق نسائها لا وكس ولا شطط، ولها الميراث وعليها العدة، فشهد معقل بن سنان الأشجعي ... .
وهذا منه بيان لمن يكون المبهم.
وقد وقع كذلك مصرحًا به في رواية لأبي داود برقم (2114).
ثم إن أصحاب المبهمات فسروه بذلك الخطيب، وابن طاهر، وابن العراقي.
ووقع في بعض الروايات (معقل بن يسار) وهو وهم.
ووقع في بعض الروايات: أنه شهد له بذلك الجراح وأبو سنان الأشجعيان.
وقد سئل أبو زرعة عن روايات الباب فقال: ((معقل بن سنان أصح)) كذا في العلل لابن أبي حاتم (1/ 426).
قلت: هنا يتبارد سؤال هام:، كيف ورد اسم سلمة بن يزيد هذا في الرواية؟ وهل المحقق على صواب بزيادته له أم لا؟.
والجواب: وقع الرجل مبهمًا في رواية النسائي المصدر بها بلفظ ((فقام رجل من أشجع)).
لكن قال الحافظ في النكت الظراف (11461): ((رويناه في الجزء الثاني من حديث ابن مسعود لأبي محمد بن صاعد: من رواية ابن صاعد: عن عبدالله بن محمد (شيخ النسائي فيه) فقال في آخره: ((فقال سلمة بن يزيد الأشجعي)).
وعليها اعتمد المحقق في زيادة هذا الراوي، لكنه لم يحرر المسألة.
وهذا ليس في الرواية، بدليل أن النسائي لم يثبته وهو عندنا أجل من ابن صاعد مع اعترافنا بإمامته ومعرفته.
لكن إذا اتضح لك سبب هذا البيان زال العجب (بإذن الله تعالى).
أخرج الإمام أحمد (4/ 279 ـ 280) الحديث ثنا أبو سعيد، ثنا زائدة، ثنا منصور، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود .... وفيه فقال رجل من أشجع (قال: منصور أراه سلمة بن يزيد).
ومن هنا علمنا من أين وقع بيان هذا المبهم، وأن البيان الذي ورد في رواية ابن صاعد، وانفرد به، وقع منه على سبيل الفائدة.
وقد يكون من شيخهما علمه النسائي، لكن لم يعتمده.
والأظهر أنه ليس في الرواية، وأنه من زيادة ابن صاعد، وهذا القوال إنما هو رأي رآه منصور.
ولما كانت الرواية وقعت لابن صاعد من طريقه أثبت ما رآه.
والشواهد تدل على خلافه، إذ المعتمد كما قدمنا أن ذلك معقل بن سنان.
وعليه فسلمة بن يزيد ليس من رجال النسائي، ولا يصح ذكره في رجال (التقريب).
وهو من رجال أحمد في المسند، ولم يذكره ابن حجر ولا من سبقه، ولم يستدركه إكرام الله فيما أستدرك (والله أعلم).
(1) تنبيه: شيخ النسائي ((عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن)) وقع كذا في المجتبى (طبعة أبي غدة) وهو تصحيف صوابه ما في الكبرى. فيعدل في النسخة. وهو مترجم في معجم (شيوخ النَّبَل)) برقم (500).
وكتبه/ يحيى العدل.
¥