تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي مسند أحمد 4/ 203 أن رجلا قال لِعَمْرِو بن الْعَاصِ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً مَاتَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُحِبُّهُ أَلَيْسَ رَجُلاً صَالِحاً؟ قال: بَلَى. قال: قد مَاتَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُحِبُّكَ وَقَدِ اسْتَعْمَلَكَ. فقال: قَدِ استعملني فَوَاللَّهِ ما أدري أَحُبًّا كان لي منه أَوِ اسْتِعَانَةً بي وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ بِرَجُلَيْنِ مَاتَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُحِبُّهُمَا عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ وَعَمَّارُ بن يَاسِرٍ.

وسنده ضعيف لانقطاعه أيضا.

وروى الطبري في تاريخه 2/ 146، والبيهقي في دلائل النبوة 4/ 399 أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار عمرو ابن العاص لأن من بعثه إليهم كانوا أخوال أبيه، فأراد أن يتألفهم بذلك. ولكنه ضعيف لإرساله.

المحور الخامس: الآثار المذكورة في الكتاب

ذكر المؤلف في كتابه نحو خمسة عشر أثرا، ولم يخرج منها سور أثر واحد فقط، وذكر سائر الآثار بلا عزو ولا تخريج، وبعض هذه الآثار غير ثابت، وبعضها باطل، ومع ذلك احتج بها.

من أمثلة ذلك ماذكره الدكتور العريفي في ص182 فقال: " وزع عمر رضي الله عنه ثيابا على الناس، فنال كل واحد قطعة قماش تكفيه إزارا أو رداء، ثم قام يخطب الناس يوم الجمعة فقال في أول خطبته: إن الله كتب لي عليكم السمع والطاعة. فقام رجل من القوم وقال: لاسمع لك ولاطاعة، فقال عمر: لمه؟ قال: لأنك قسمت علينا ثوبا ثوبا وأنت تلبس ثوبين جديدين أي إزارك ورداؤك كلاهما نلحظ أنه جديد، فتلفت عمر في المصلين كأنه يبحث عن أحد حتى وقعت عينه على ابنه عبدالله فقال: ألست دفعت إلي ثوبك لأخطب به؟ قال: نعم. فقعد الرجل وقال: الآن نسمع ونطيع. وانتهت المشكلة. عزيزي لاتعجل علي أنا معك أن أسلوب الرجل لمااعترض على عمر غير مناسب لكن العجب هو من قدرة عمر على استيعاب الموقف وإطفاء النار ".

أقول: هذه القصة تذكر في كتب الأدب ونحوها بلا إسناد، وهي قصة منكرة باطلة ظاهرة البطلان، ومع ذلك احتج بها العريفي عفا الله عنه، والعجيب أنه مختص في العقيدة الإسلامية ولم يتنبه لمافيها من مناقضة لمعتقد أهل السنة والجماعة. إن الرجل الذي اعترض على عمر رضي الله عنه هو سلمان الفارسي رضي الله عنه كما في مصادر هذه القصة، فكيف يتصور أن سلمان يعلن عصيانه لأمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر على الملأ لأنه ظن أنه استأثر بثوب زيادة عليهم؟! هل هذه هي أخلاق الصحابة رضي الله عنهم؟ هل كانوا عبيدا لبطونهم فإذا فاتهم أي نفع ولو حقيرا عصوا إمامهم وتمردوا عليه؟ حاشاهم رضي الله عنهم. أين معتقد أهل السنة والجماعة في أنه لايجوز الخروج على الإمام المسلم ولوكان ظالما جائرا؟ أليس ممايقوله أهل السنة في عقائدهم:" ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يدا من طاعة، نتتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة "؟ أين قول النبي صلى الله عليه وسلم:"عَلَيْكَ السَّمْع وَالطَّاعَة في عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ "، وقوله لأصحابه:"إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا" قالوا: فما تَأْمُرُنَا يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال:" أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ "، وقوله صلى الله عليه وسلم:" من كَرِهَ من أَمِيرِهِ شيئا فَلْيَصْبِرْ فإنه من خَرَجَ من السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً "، ومافي حديث عبادة رضي الله عنه: دَعَانَا النبي صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْنَاهُ فقال فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا على السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ في مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إلا أَنْ ترو كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ من اللَّهِ فيه بُرْهَانٌ. ونحوها من الأحاديث وكلها في الصحيح. فكيف يتصور أن ينقض سلمان رضي الله عنه أمام الصحابة كل تلك الأحاديث، ولاأحد ينهاه عن ذلك ويبين له خطأه؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير