[دفن الميت في البحر ... (إلقاؤه فيه) ..]
ـ[أبو ظفير]ــــــــ[14 - 06 - 08, 01:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
مسألة إلقاء الميت في البحر أو ما يعبر عنه بعض أهل العلم بدفنه فيه من المسائل المشهورة في كتب الفقه من المذاهب الأربعة ..
وقبل عرض الأقوال أنبه:
أولا: أجمعوا على وجوب غسله وتكفينه والصلاة عليه.
ثانياً: أجمعوا على وجوب دفن الميت في البر إذا كان البر قريبا, ولم يخش تعفنه وتغيره.
وأريد في هذه العجالة إيراد أقوال المذاهب الأربعة في المسألة ويا ليت الإخوة يذكرون لنا أقوال العلماء المعاصرين:
المذهب الحنفي: أنه يلقى في البحر بعد الغسل والتكفين والصلاة عليه, ويرمى في البحر وهو مقيد, وذلك إذا لم يمكن دفنه في الأرض.
[شرح فتح القدير 2/ 141 , البحر الرائق 2/ 208]
المذهب المالكي: أنه يلقى في البحر مكفناً إن لم يرج البر, قبل تغيره, فإن رجي البر في اليوم وشبهه ليدفنوه فيه فإنه ينتظر البر, وإن كان البر بعيداً أو خيف عليه التغير شدت عليه أكفانه ورمي في البحر مستقبل القبلة, محرفاً على شقه الأيمن, وقيل يقال: بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
واختلف هل يثقل بحجر أم لا؟ والمذهب الإثقال بالحجر.
ومنعه البعض لأنه قد يلقيه البحر إلى الأرض فيدفنه فيها من وجده.
[مختصر خليل ص: 58 , جواهر الإكليل 1/ 117 ,حاشية العدوي 1/ 370]
المذهب الشافعي: إن لم يستطيعوا دفنه في الأرض فإنه يجعل بين لوحين ويربطوهما بحبل ليحملاه إلى أن ينبذه البحر بالساحل, فلعل المسلمين أن يجدوه؛ فيواروه, قال الشافعي: وهو أحب إلي من طرحه للحيتان يأكلوه, فإن لم يفعلوا وألقوه في البحر رجوت أن يسعهم.
وحمل بعضهم قول الشافعي في ربطه بين لوحين فيما إذا كان أهل الجزائر الذين يرجى أن يصلهم الميت مسلمين وأما إن كانوا كفاراً فيلقى مثقلا بحجر.
[الأم 1/ 304 , روضة الطالبين 1/ 660 , المجموع 5/ 249]
المذهب الحنبلي: أنه يغسل ويحنط ويكفن ويجعل في رجله شي ثقيل ويصلى عليه ويطرح في الماء, وهذا فيما إذا لم يرجوا أن يجدوا له موضعاً يدفنوه فيه, وإلا فإنهم يحبسوه يوما أو يومين ما لم يخافوا عليه الفساد.
ويلقى في البحر سلاً كإدخاله في القبر.
[مسائل أحمد برواية عبد الله 2/ 459 ,المغني 3/ 431 , الإنصاف 2/ 505]
استفدت هذا من كتاب إسعاف أهل العصر بأحكام البحر لأبي محمد الشمراني.