تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المهم هو أن إحدى المعلومات الكيميائية التي ذكرت في الموضوع وسمعتها في نص الفتوى من ضمن البحث ليست دقيقة، وهي هامة لأنها اعتمدت عليها الفتوى الصادرة من العلامة. هذه المعلومة هي أن للوصول إلى مستوى كحول في الدم 0.08 يحتاج إلى 6 غرامات من الكحول (ذكرت عدة مرات بأنها 0.8 وهذا بالطبع خطأ نقلي، ولكن للعلم 0.8 يكون الإنسان ميتا!). هذه المعلومة الحسابية خطأ، والصحيح هو (ويبدو أنه أيضا خطأ نقلي) أنه 50 غراما وليس 6.

(هناك أيضا مسألة مستوى السكر، فذكر مستوى 0.03 على أنه الحد القانوني في أمريكا، وذلك غير دقيق فالصحيح هو 0.08 مثل فرنسا وذلك المتبع في عديد من الدول الغربية)

بالعودة إلى الخطأ النقلي فإن الرجل الذي يزن 75 كيلوغرام يحتاج إلى 1.6 إلى 1.8 أونصة من الكحول الصافي 100% لأن يتم شربها في أقل من ساعة للوصول إلى 0.08 كمستوى كحول بالدم، هذا طبقا لإجماع المصادر الطبية العالمية وبناءا على قياسات عديدة. 1.6 أونصة سائلة تساوي 47.337 غرام. بناءا على ذلك يكون شرب الكمية المذكورة 9.3 ليتر والتي تحتوي على 37 غراما لن تصل بمستوى الكحول إلى هذه الدرجة من التركيز في الدم.

ومن المعروف أن كأس البيرة العادية "الباينت" والتي يتناولونها في أمريكا مع الغداء تحتوي على 5% كحول أي 20 غراما، ونعلم أنه يتناولونها ويقودون سياراتهم عائدين إلى مكاتبهم وأعمالهم فلا يعقل بديهيا أن يكون ثلاث أضعاف الحد المسموح جزء من غداء العمل عندهم. وهذا الاختلاط في الأرقام هو ما أراه وراء خلاف الأخوة حول نقطة "حيث أن القانون الفرنسي والأميركي لا يعاقب على شرب كأس أو كأسين من الخمر لأن هذا لا يسبب السكر لمن اعتاد عليه" وبين بقية الأرقام.

توجد أيضا نقطة أهم تتعلق بما "يسكر كثيره" و"ما أسكر الفرق منه" وهي لأهل العلم الشرعي لتفصيل معناها ومدى الحكم منها (أي هل القرف للتحديد أم وصفا للكثرة)، وهذه النقطة هي أن جسد الإنسان يتخلص من الكحول تلقائيا بمرور الوقت (بفضل الكبد) ولذا فإن الرقم المذكور هو كمية الكحول المطلوبة شربها في الساعة. فإذا توقف الشرب استمر مستوى الكحول في الانخفاض حتى يتلاشى. فقدرة الإنسان على السكر تعتمد على وزنه وكذلك على قدرته على استيعاب السوائل في وقت محدد، فلا يمكن مثلا أن يشرب أحد القرف مرة واحدة لأن سعة المعدة لن تحتمل. ليس ذلك وحسب بل إن الجسد يتعرض لخطر الموت إذا شربت حتى ماءا صافيا بكميات كبيرة بدون انتظار (تسمى تسمم مائي حيث يفقد الجسم تركيز الإليكترولايت والصوديوم لدرجة تموت معها الخلايا ويموت الشخص). هذه الكمية هي أكثر من جالون (معظم الناس لن يتمكنوا من ذلك أصلا ولكن حالات الموت كانت عند تعدي ذلك الكمية في فترة محدودة). ولذا فنأخذ من ذلك أنه هناك تركيز منخفض من الكحول لا يستطيع الإنسان أن يحصل منه نشوة أو سكر مهما شرب لانعدام قدرته الحيوية على ذلك، فقياسا إن شرب القرف (9 ليترات) لا يمكن أن يتم إلا على مدى ثلاثة ساعات وإلا مات الشخص من التسمم المائي والفشل الكلوي. بناءا على ذلك إذا أردتم كعلماء فقه حساب السكر بناءا على مستوى 0.08 وليس 0.11 أو 0.21، يكون أقل كمية كحول مطلوبة للوصول إلى ذلك للرجل البالغ وزنه 75 كغ هي 47 غراما كما ذكرت.

لذا يكون أضعف تركيز يمكن فعل ذلك باعتبار قدرة الشرب القصوى جالونا أي 4 ليترات في الساعة، هي 47\ 4 = 11.75 غراما في الليتر أو 1.175%. فحتى إذا تم شرب جالون من هذا الشراب كل ساعة سيتمكن الجسد من التخلص من الكحول قبل أن يصل إلى مستوى 0.08.

فإذا أردتم أخذ مقاييس فربما اعتبرتم بذلك المستوى أو غيره (مستوى 0.11 حيث يضعف القدرة على التحكم بحتى الوقوف، أو مستوى 0.59 والذي يكون هناك نقص في الحكمة وشعور واضح بالنشوة) أو إذا أردتم اعتبار الوزن عند 60 كغ، فوفقكم الله في اجتهادكم الفقهي وأتمنى أن أكون أفدتكم بالمعلومات الدنيوية قدرما أفدتموني بعلمكم الشرعي والفقهي، فلكم الآن التحليل والمناقشة وليوفقكم الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير