تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر الجزائري

ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[19 - 06 - 08, 03:34 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله

كثيراً ما نشاهد في هذا المنتدى (منتدى أهل الحديث) وغيره، أسئلة يضعها بعض طلاب العلم أو بعض أبناء أمة الإسلام المتصفحين للشابكة (الإنترنت)، يستفسرون فيها عن أمر ما، وهم طبعاً ينتظرون إجابةً عليه، والمزيّة المفترضة لهذه الإجابة في هذا المنتدى أنها ستحمل صبغة شرعيّة يركنُ إليها السائل ويعدّها صالحة للنشر والتداول.

ومن ذلك أن أحد الإخوة وضع سؤالاً يستفسر فيه عن شخص الأمير عبد القادر الجزائري، وسبب سؤاله فيما يبدو أنه سمع أو اطلع على كلام عن الأمير جعله يتشكك في أمره، لذلك وضع هذا السؤال لكي يحصل على إجابة علمية شرعية يطمئن إليها.

ولكن، ويا للأسف، فقد استنفر للإجابة عن هذا السؤال أشخاص فيما يبدو ليسوا من أهل العلم والورع في الحكم على الرجال، فكانت النتيجة أنهم أساؤوا بتسرعهم ونشرهم كلاماً يؤاخذون عليه دنيا وآخرة. ومن هذه الأجوبة إحالة إلى مقال الأخ المتسمي بـ (محمد المبارك) لا أدري هل هذا اسمه الحقيقي أم لا؟ والموسوم بـ (فك الشفرة الجزائريّة وفتح الأيقونة الباريسيّة).

وطبعاً القارئ لهذا العنوان المبهرج يظن أنه سيقع على جواب دسم ومفيد، والحقيقة خلاف ذلك!

وسأبدأ إن شاء الله بالرد على الشبهات التي أثارها صاحب المقال، وذلك ضمن حلقات تأتيكم تباعًا إن شاء الله، تحت عنوان:

(الأمير عبد القادر الجزائري؛ بين عدل أهل الحديث وظلم أهل التدليس) وقبل أن أبدأ بالرد على مغالطات صاحب المقال، أود أن أبدأ بمسألة ذكرها صاحب المقال معتمدًا عليها؛ ويذكرها بعضُ من خاض في عرض الأمير عبد القادر ويظنون أنها ثابتة أو صحيحة ويبنون عليها أحكامهم، ويبالغ بعضهم كاذبًا فيقول إنها متواترة!! ويحاول البعض أن يدلّس على الناس فيوهمهم أنّ بعض علماء الحديث الكبار في عصرنا هذا؛ قد أثبتها!!

وهذه المسألة هي ما رواه عبد الرحمن الوكيل في المقدمة التي كتبها لكتاب الإمام برهان الدين البقاعي رحمه الله (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي) نقلاً عن الصفحة الأولى من نسخة الشيخ محمد نصيف الذي أهدى هذا الكتاب إلى الشيخ محمد حامد الفقي ليطبعه حيث قال: وقد كتب الشيخ الجليل محمد نصيف على نسخته ما يأتي: "أقول أنا محمد نصيف بن حسين بن عمر نصيف: سألت السائح التركي ولي هاشم عند عودته من الحج في محرم سنة 1355هـ عن سبب عدم وجود ما صنفه العلماء في الرد على ابن عربي، وأهل نحلته الحلولية والاتحادية من المتصوفة؟ فقال: قد سعى الأمير السيد عبد القادر الجزائري بجمعها كلها بالشراء والهبة، وطالعها كلها، ثم أحرقها بالنار، وقد ألف الأمير عبد القادر كتاباً في التصوف على طريقة ابن عربي. صرّح فيه بما كان يلوّح ابن عربي، خوفاً من سيف الشرع الذي صرع قبله:" أبو الحسين الحلاج "، وقد طبع كتابه بمصر في ثلاث مجلدات، وسماه المواقف في الواعظ والإرشاد، وطبع وقفاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله".انتهى [ص14]

وأقول: إذا كان ما رواه الوكيل عن الشيخ محمد نصيف صحيحًا، فإننا مع احترامنا للشيخ محمد نصيف ولمنزلته، لا يمكن أن نقبل هذا الكلام لأنه كلام غير مقبول أبداً وليس علمياً ولا منطقياً!! والذين يقبلونه هكذا على علاّته عندهم مشكلة ولا ريب، ونحن مسلمون نكتب في منتدى أهل الحديث، فيجب علينا أن نقتفي طريقة أهل الحديث في قبول الروايات وردّها، فما بالك برواية عجيبة كهذه؟!

أوّلاً ـ لماذا لم يترجم الشيخ نصيف لشخصية السائح التركي ولي هاشم؟ من هو، وما منزلته العلمية، ومتى ولد، وما عمله واختصاصه، وعَمَّن تلقى تلك الرواية عن الأمير؟ أسئلة كثيرة يجب أن تُعرف قبل القبول برواية شخص مجهول الحال!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير