فهو خلدون بن محمد مكي بن عبد المجيد بن عبد الباقي بن محمد السعيد بن محيي الدين الجزائري الادريسي
فهو من ذرية أخ السيد عبد القادر و هو السيد محمد السعيد!!
ثانيا: زعم أن كتاب المواقف ليس للأمير و لا يعرف أحد ذكر هذا ممن عاصر الأمير من العلماء, و أن نسخ المواقف كلها مكذوبة و انها لمجهولين هكذا قال.
فأقول:
إن أعظم ما يرد به على خلدون هو تلميذ الأمير عبد القادر الجزائري و هو عالم معاصر قرأ و لازم الأمير عبد القادر الجزائري و هو أعلم بالأمير من حفيد حفيد ابن أخي الأمير و هو الشيخ عبد الرزاق البيطار.
قال الشيخ بهجة البيطار في ترجمة جده عبد الرزاق: ((لازم فقيدنا المرحوم الأمير الملازمة التامة, و أخذ عنه الفصل بالعدل في القضايا العامة, و لقد كان يرد على الأمير قدس سره كثير من الخصومات بين الخلق, إذ كان هو المرجع للناس في دمشق فكان يحولها إليه, و يحيل أصحابها عليه, فيكون قوله الفصل بإجراء الحكم على سنة العدل, و لقد استفاد المرحوم من أخلاق الأمير و آدابه, حتى عد ثاني الأمير في حياته و عهد إليه بتربية أولاده و تعليمهم)) حلية البشر 1/ 10.
يقول الشيخ عبد الرزاق البيطار في (حلية البشر) 2/ 904: ((و كان لي بحمد الله منه الحظ الأوفى الأوفر و الإلتفات الأجدى الأجدر, و العناية العالية و البشاشة السامية, و حضرت عليه مع من حضر كتاب فتوحات الشيخ الأكبر, و رسالة عقلة المستوفز له, و كتاب المواقف للمترجم المرقوم و هو كتاب كبير في الواردات التي وردت عليه و نسبت إليه)).
و هذا النص يكفي في الرد على خلدون في زعمه أن الأمير كان سلفيا و أنه لم يدرس شيئا من كتب ابن عربي, و أن كتاب المواقف كتاب مكذوب عليه, و هذا تلميذ المؤلف و ملازمه يقول أنه حضر درس الأمير عبد القادر في الفتوحات المكية و المواقف للأمير!!
فمن نصدق بعد هذا؟!
و قد نسب إليه هذا الكتاب ابنه الأمير محمد باشا, و زعم خلدون أن الكتاب لا يعتمد عليه لأنه حرق و أعاد محمد باشا كتابته و أعانه عليه آخرون فلهذا لا يمكن الإعتماد عليه!! و لا أدري هل يعتبر خلدون الأمير محمد باشا مختلط العقل أم مجنونا حتى لا يدرك أن لوالده كتابا اسمه المواقف!! أفنصدق ابن الأمير أم حفيد حفيد ابن أخي الأمير!!
و هذا الشيخ الأديب علي الطنطاوي يقول في ذكرياته 1/ 138:
((و أنا أكتب هنا للحق و التاريخ فلا أستطيع أن أختم الكلام عن جدنا -محمد بن مصطفى الطنطاوي- من غير ما أعرض إلى أمر صنعه, ما أدري هل أحسن فيه أم أساء؟
هو أن الأمير عبد القادر العالم المجاهد كان (و ليته لم يكن) ممن يقول بوحدة الوجود, و شيخ القائلين بها ابن عربي و أكبر كتبه الفتوحات المكية, و كان منه نسخة كاملة في قونية بخط المؤلف فبعث الأمير جدنا الشيخ محمدا و تلميذه محمد الطيب المدفون في المزة في أجمل بقعة منها إلى قونية لنسخ صورة عنها و طبعها, هذا هو الذي صنعه, وللأمير عبد القادر كتاب اسمه (المواقف) مملوء بمذهب وحدة الوجود.
ألزمت و انا صغير بالمشاركة بتصحيح تجارب طبعه فلما رأيت ما فيه استعذت بالله و تركته)). و قد أشار أيضا الطنطاوي في فتاويه إلى أن جده هو الذي قدم بالفتوحات.
فإذا لم يكن الأمير صوفيا بل و غارقا فلماذا يرسل اثنين من تلامذته لنسخ فتوحات الشيخ الأكبر قدس سره؟!!
و يؤيده ما جاء في روض البشر للشطي ص 181 نقلا عن محمد باشا بن الأمير و هو أعلم بوالده من غيره فضلا عن حفيد حفيد ابن أخ الأمير:
((و في سنة 1289هـ قرأ الفتوحات المكية مرتين بعد أن أرسل عالمين لتصحيحها على نسخة مؤلفها الشيخ الأكبر الموجودة في قونية)).
و السيد خلدون هداه الله يزعم أن عم جد جده كان على طريقة ابن تيمية و غيرهم, و يتجاهل كل هذا التصوف الذي كان عليه,
و ينسى أن الأمير عبد القادر رحمه الله أخذ الطريقة القادرية و لبس الخرقة القادرية من يد السيد عبد القادر بن محمود القادري نقيب الأشراف,
و أخذ الطريقة النقشبندية عن خالد النقشبندي,
و أخذ الطريقة المولوية عن الدرويش صبري شيخ الطريقة المولوية في الشام,
و أخذ الطريقة الشاذلية عن العارف الشيخ محمد الفاسي شيخ الطريقة الفاسية
و اختلى الأمير في غار حراء!! و مجد شيخه بقصيدة و قال فيها:
و أعني به شيخي الإمام و عدتي ... لهيبته تغضي له الأسد و النمر
و من الفوائد أن الأمير عبد القادر الجزائري التقى بالعارف بالله مولاي سيدي محمد بن علي السنوسي في مكة و كان صغيرا و قد بشره السنوسي بعدد السنوات التي يحارب فيها الفرنسيين كما هو في الفوائد الجلية للشيخ عبد المالك بن علي الدرسي.
و يقول المؤرخ الشيخ أحمد الحضراوي في نزهة الفكر 2/ 222 و هو أحد من لازم الأمير و صحبه في الحجاز و ترجم له ترجمة جميلة جدا: ((و أما هو فعالم فاضل صوفي أخذ الطريقة الشاذلية عن أهلها)).
إنتهى نقل المقصود المفيد هدى الله كاتبه لمحض الصواب
¥