تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[21 - 06 - 08, 05:08 ص]ـ

أيها الإخوة السلام عليكم جميعًا

1ـ بدايةً أشكر الشيخ الفاضل أبا مصعب البكري على مروره الكريم.

2ـ وأشكر الأخ أبو عبد الله بن جفيل على مشاركته، وأحب أن أنبّهه إلى أنّ ما أورده عن الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله إنما مصدره فيما يبدو هو رواية الشيخ محمد نصيف التي نحن بصدد بيان عدم صحتها، لذلك لا يُعد هذا نقلاً جديدًا يعضد الرواية الأولى، ثم إن رواية الشيخ نصيف ليس فيها ذكر إحراق كتب ابن تيمية أو ابن القيّم!!! والذي يريد اتهام الأمير بحرقها فعليه أن يأتي بدليل على ذلك وإلاّ كان مفتريًا عليه بغير حق!! ونحن إذا أردنا أن نثبت القضية على الأمير فيجب علينا إحضار رواية صحيحة مسندة تثبت تلك الحادثة وهذا ما لم يفعله أحدٌ إلى الآن!!!، فلا يجوز للمسلم شرعًا وديانةً أن ينسب مثل هذا الفعل لأي شخص مهما كانت عقيدته دون إحضار دليل صحيح.

ومسألة أنّ الأمير يتابع ابن عربي أو يوافقه على مذهبه لا تعني أبدًا أن من لازم ذلك أن يحرق كتب ابن تيمية!!

وإلاّ فإنّ كل محبي ابن عربي وأتباعه يمكن أن تتهمهم بالتهمة نفسها! وهذا غير مقبول عقلاً وشرعًا!

وعلى طريقتك يمكن أن يفهم البعض من كلامك أنه عليهم أن يتهموا الحافظ السيوطي بإحراق الكتب التي ترد على ابن عربي، أو كتب ابن تيمية، لأن السيوطي هو الذي ألّف كتابًا يُدافع فيه عن ابن عربي ويردُّ فيه على الإمام البقاعي وعلى كل من يُكفّر ابن عربي. وبالطبع هذا شيء لا يقرّ به مؤمن بالله.

ثم يا أخي ألم تنتبه لما ذكرته لك من أنّ كتب شيخ الإسلام لم تحرق أبدًا وبقيت محفوظة في دمشق وفي المكتبة الظاهرية التي أنشئت بدعم من الأمير وتلميذه الشيخ طاهر!!

إذن فدعوى إحراق كتب ابن تيمية باطلة أصلاً، فكيف يجوّز البعضُ لأنفسهم ذكرها دون أي دليل؟!

أرجو أن تتأمل في ردي الذي كتبته مرة أخرى، وأن تعيد النظر في المسألة فنحن هنا للتناصح إن شاء الله، وليس هناك شخص من البشر فوق النقد (حاشا الأنبياء)، وأنا لا أتكلّم عفو الخاطر ولا أتعصّب لشخص الأمير، فإذا بيّن لي أي أخ منكم دليلاً على تلك الحادثة فأنا أوّل الشاهدين.

وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لو يُعطى الناسُ بدعواهم لادَّعى ناسٌ دماءَ رجالٍ وأموالهَم ولكن اليمين على المدعى عليه))

وبما أنّك استشهدت بكلام الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله، فأنا أُحيلك أيضًا إلى كتابه القيّم [تصنيف الناس بين الظنّ واليقين]، فقد ذكر فيه القواعد التي يجب على من يريد تصنيف الناس أو جرحهم أن يتبعها بحيث يكون على مأمن من غضب الله تعالى.

والأصل يا أخي كما تعلم أن المسلم على البراءة الأصلية مالم تكن هناك بيّنة.

فالذي يريد أن يتهم الأمير هو المطالب بإحضار البينة الصحيحة وليس العكس!!!

ولقد ذكرت في ردّي أنه لا يوجد في تراث الأمير المكتوب أو المنقول أي عبارة فيها نقد أو تعريض بشيخ الإسلام!!! وهذا الأمر هو الذي يجب الاعتماد عليه لا على الأوهام. واستشهادي بكلام أخي الأمير أقوى بكثير من استشهادك بكلام الزركلي الذي لم يُعاصر الأمير و لا أبناءه، وهو ليس من علماء الشريعة وما رواه ليس فيه أي دليل على ما ذهبتَ إليه. بارك الله فيك وهداني وإيّاك إلى الحق بإذنه.

3ـ الأخ عبد الرحمن المقّري شكرًا لمشاركتك الطيبة، نفعني الله وإيّاك بالعلم.

4ـ الأخ أبو عثمان، أشكر لك مشاركتك أيضًا. ولكن اسمح لي أن أقول لك يا أخي:أنك ابتعدت عن المقصود من كلامي!

مع أنني نبّهت في ردّي أنني لست بصدد إقرار صحة ما قاله الأمير أو بطلانه، فيما يخص نسبة بعض الكتب لابن عربي. ولكن يا أخي أنا أبحث في مسألة أخرى. قضيتي هي أننا أمام نصٍّ صريح للأمير يرفض فيه أن يصدَّق نسبة تلك الكتب لابن عربي. وهذا يُستفاد منه أنه لا يُقرّ بما فيها، ولا يُستفاد منه بطلان نسبة تلك الكتب لابن عربي.

وأنت تعلم يا أخي موقفي من المتصوفة وبدعهم وانحرافاتهم، أظن أنّ هذا لا يخفى عليك!

وأنا هنا لا أدافع عن كتب ابن عربي أو عن معتقداته، وإنما أبحث في قضيّة يُتّهم بها الأمير عبد القادر دون أي بيّنة وهذا هو العجيب في الموضوع.

وبحثي سيأتيكم في سلسلة حلقات، أتعرّض في كل واحدة منها لمواضيع مستقلّة.

والحلقة الأولى هذه: الغرض منها الحديث عن تهمة إحراق الكتب التي ترد على ابن عربي، أو إحراق كتب شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيّم.

فهل وجدت فيها أي كلام غير علمي؟ وإذا كان لديك أي نقل علمي صحيح يتعلّق بإثبات حادثة إحراق الكتب فليتك تخبرني به , وأنا لك من الشاكرين.

والحديث عن فكر وعقيدة الأمير سيأتي في حلقة مستقلة إن شاء الله فأرجو أن تترفقوا بي وتصبروا قليلاً إلى حينها. وحتى إذا ثبت أن الأمير له بعض المعتقدات التي لا يُقر عليها شرعًا فهذا لا يعني أنه مُباح العرض فيتهمه كل أحد بما شاء! جزاك الله خيرًا لغيرتك على شرع الإسلام، وجعلني وإيّاك ممن يغارون للحق بالحق.

وأرجو من جميع الإخوة القرّاء أن يكون التعليق منحصرًا في موضوع كل حلقة على حدة، حتى لا يتشتت البحث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير