تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد صرف أبو إدريس النصّ - مع الأسف - للوصول إلى المطلوب، وتغافل عن الكتب المسمَّاة فيه، وجعله دليلاً على استقلال عبدالقادر عن ابن عربي وغيرته على الشريعة، وإنكاره لعقيدة الحلول والاتحاد، واستسمن النصّ إلى أن جعله مُلزماً للذين ينسبون كتاب المواقف إلى عبدالقادر! ثم قال (وهذا ميزان علمي صحيح)!!

والواقع أن هذا النصّ لا يُثبت إلا شيئاً واحداً، وهو أن مؤلف كتاب المواقف - عبدالقادر أو غيره - يرى أن كتب الكيمياء وأمثالها خاصةً، مكذوبة على ابن عربي، لأنها مخالفة لروح التصوّف. وهذا كلام رجل ينافح عن ابن عربي، لا كلام رجل لا يتردَّد في مخالفته، فضلاً عن أن يكون كلام رجل يرى أن ابن عربي لديه شذوذ وانحرافات! ومن البديهي أن الذين ينسبون كتاب المواقف إلى عبدالقادر لم ينكروا أن المؤلف ينكر نسبة تلك الكتب لابن عربي، ويرون في إنكاره لها هروباً من مواجهة الواقع!

وإذن فليس في هذا النصّ أيّما حجَّة لأبي إدريس، ولا دلالة على عدم التوافق بين عبدالقادر وابن عربي، ولا إلزام للطرف الآخر بأي شيء!

وإذا كان هناك خلاف فهو بين عبدالقادر وأبي إدريس، لأن عبدالقادر يصرِّح بافتراء تلك الكتب على ابن عربي، وأبو إدريس لم يحزم أمره بعد! بدليل قوله (ولَسْتُ هنا في معرض تصويب أو تخطئة كلام الأمير في نفي تلك الكتب أو إثباتها)!!

ما أسرع ما نقض الأخ غزله أنكاثاً! يقول عن عبدالقادر (لا أجزم من عند نفسي بأنّه كان موافقاً لابن عربي في كلّ شذوذاته وانحرافاته)، فإذا نفى عبدالقادر كتباً هامشية عن ابن عربي لم يستطع أبو إدريس متابعته حتى على القدر الضئيل من الإنكار! وإذن أين الشذوذ والانحرافات التي ثبت عند أبي إدريس أنها موجودة عند ابن عربي؟!

6 - وأقول في الختام:

من الواضح أن أبا إدريس لم يستطع إحضار نصوص صريحة صحيحة من أقوال عبدالقادر، تدلّ على المطلوب، وتربو بمجموعها على النصوص التي تدلّ على عكس ذلك، فلم يجد مناصاً من الاستعانة بنصوص يرى هو أنها منحولة، واتماس نصوص الأقارب والتلاميذ ونسبة مدلولاتها إلى عبدالقادر بدعوى أنهم من مدرسته! هذا مع المبالغة الظاهرة في الجدل غير المثمر، وتزويق الكلام بدعاوى التزوير وأخطاء الترجمة وفساد النويا، لعله من أجل صرف نظر القارئ عن الفارق الهائل بين عِظَم الدعوى وهشاشة الدليل!

ففي هذا المنهج أبلغ الدلالة عن حظّ الرجل من منهج البحث التاريخي الصحيح!

ـ[أبو الحسين الزواوي]ــــــــ[29 - 06 - 08, 07:13 م]ـ

إخواننا الأكارم، بحكم اطلاع الفاضل أبي إدريس الحسني عل تراث الأمير عبد القادر، وبحكم تتبع كل من الأفاضل محمد المبارك وخزانة الأدب والجيرودي عبد القادر بن محي الدين (سمي الأمير) وغيرهم لموضوع النقاش، آمل أن يبقى النقاش علميا لكشف اللبس وتوضيح قضايا تاريخية، وأخشى أن ينزلق إلى الحديث عن عقيدة الأمير ورأيه في ابن عربي و .... لقد سعدت بهذا الموضوع وتتبعته تتبع مستفيد، فاسمحوا للفائدة بالاكتمال .. بارك الله فينا وفيكم أجمعين.

ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[30 - 06 - 08, 01:49 ص]ـ

الأخ "أبو عبد الله بن جفيل"

في مشاركتكم الكريمة ذكرتم ما يلي:

إضافةً إلى ما في (الأعلام) للزركلي (4/ 170) في ترجمته: " أسرف في متابعة ابن عربي الحاتمي صاحب وحدة الوجود، توفي سنة 1300 هـ ".

وقد رجعت إلى كتاب الأعلام للزركلي فلم أجد هذه الجملة في الترجمة؟!

فأحببت تنبيهكم إلى هذا، والسلام عليكم.

ـ[الجيرودي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 03:56 ص]ـ

أخي خزانة الأدب ,قولك:

(الآن ضبطت الكلمة بالشكل! وأنا أصدِّقك بأن هذا مرادك، وأنَّك قصَّرت في ضبطها بالشكل أول الأمر. ولكنّ ذلك لا يغني عنك شيئاً! لأنك جعلت ثبوت التهمة على عبدالقادر أمراً من أموري أنا، بقولك (إن أمرك عجب)، فإذا كنتُ في نظرك لا أُثْبِتُ التهمة فأين موضع العجب؟ وماذا تفعل بقولك الذي يفيض بالتعالي والسخرية (سائحك التركي). وهذا الرجل هو الذي اتَّهم عبدالقادر بتلك التهمة، فلا معنى لنسبته إليَّ إلا أنني أُثبتها أيضاً! وبدلاً من الاعتذار عن تقصيرك في ضبط الكلمة، تقول (أنت من افترى على نفسك)!!)

إني متعجب من شأنك ,تكثر ترداد كلمة (المنهج العلمي) وتظن نفسك قد وقفت على خروق منهجية في مقالة الشيخ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير