تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أشكر الأخ الجيرودي على مشاركته الكريمة، وعلى حسن ظنّه بي، وحسن فهمه لقصدي؛ ولي عنده رجاء (لو تكرّم)

أن يقبل نصيحة الأخ الفاضل أبي الحسين الزواوي، ويتابع معنا الحلقات، ويدع أمر المناقشات الجانبيّة

التي قد تشوش بعض القرّاء. وأجركم على الله

وأشكر الأخ أبا الحسين على تلطّفه.

ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[01 - 07 - 08, 12:31 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة الثالثة

لقد بدأ الكاتب مقاله متعجبًا من سبب اهتمام العالَم بشخصيّة الأمير عبد القادر، وتحدَّث عن أفلام تبثُّها قناة العربيّة وغيرها، وقال: ((وكأن الرجل إنما توفي عن وقتٍ قريب جداَّ)). وبصرف النظر عن صياغة عبارته، فإنها عبارة عجيبة! وهل الاهتمام بالأشخاص يكون تَبَعًا لتاريخ وفاتهم أم بحسب مكانتهم وقَدْرِهم وما تركوه من أثر؟

وحتى لا أطيل أقول للأخ الكاتب ولغيره: لا تعجب أبدًا من اهتمام العالم العربي والغربي بالشخصيات المرموقة والفذّة في أي وقت وعصر، فهذا أمر طبيعي ومطلوب.

ولكن تعجّب من فعلهم ومن خبثهم! نعم إنّ الذي يفعلونه اليوم هو مكرٌ شديد، مستغلين جهل بعض أبناء أمّة الإسلام وغفلتهم.

ثمّ لماذا تتعجب والسيناريو الذي اعتمد عليه الفيلم قريب جدًا من محتوى مقال (فكّ الشفرة)؟!

أمّا قناة العربيّة فليس لها من ذلك الفيلم اللّعين أي دور سوى الترويج له. لأنّ الفيلم قد أعدته قناة أوربية (فرنسية ألمانية) وبثّته في الغرب موجهاً للجالية المسلمة هناك من أجل أغراض فاسدة سأبينها لاحقاً.

فمنذ سنوات اتصلت بي مندوبة تلك القناة وأخبرتني أنّ فريقاً من العاملين في القناة جاء إلى دمشق ويريدون أن يجتمعوا بي ليجروا معي لقاءً تلفزياً، فقلت لها وما الموضوع؟ قالت فيلم وثائقي عن الأمير عبد القادر. قلت لها الأمير مات في القرن التاسع عشر (1883م) ونحن اليوم في القرن الواحد والعشرين فكيف تصورون فيلمًا وثائقيًا عنه؟! ولم يبق أحدٌ ممن عاصره على قيد الحياة! ولا توجد لديكم أي أفلام مصورة في حياته! فما معنى فيلم وثائقي؟ قالت نحن نجتمع مع أفراد من أسرته في عدّة بلدان ونسألهم عنه ثم يكون الفيلم!

قلت وبمن التقيتم؟ قالت لا عليك نحن نريد أن نتحدث معك الآن. قلت حسنًا فأين (سيناريو) الفيلم حتى أطلع عليه. قالت نأتيك به لاحقًا. قلت هل من الممكن أن أرى ما صورتموه إلى الآن؟

قالت سأسأل المدير وأردّ لك الجواب. وبعد أيام اتصلت بي وقالت هل أنت جاهز للتصوير؟ قلت لا حتى أرى ما عملتم سابقًا. قالت أعدك أن ترى كل شيء. قلت هذا لا ينفع. ثم ما جنسية من سيجري معي اللقاء عربي أم فرنسي؟ قالت فرنسي. قلت ومن سيترجم كلامي؟ قالت لدينا مختصون في هذا المجال سيعتنون بذلك. قلت هذا لا يروق لي لأنني أخشى من سوء الترجمة والموضوع حساس فأنتم تريدون الحديث عن تصوّف الأمير وعن سيرته في دمشق. قالت كن مطمئنًا. قلت ومع من سأجتمع؟ قالت مع (المدموزيل) الآنسة فلانة! وفريق التصوير. قلت لها والله أنا لا يمكن أن أجلس مع امرأة فرنسية أو غيرها للحديث أصلاً، فكيف مع التصوير هذا لا يمكن. ثم عاودت الاتصال بي فرفضتُ الأمر جملةً.

ثمّ إنهم ذهبوا والتقوا ببعض أفراد الأسرة (الفاتح بن سعيد بن علي بن الأمير عبد القادر) والسيدة (بديعة بنت مصطفى بن محيي الدين بن مصطفى الأخ الأصغر للأمير عبد القادر)

وقد لامني بعض الأصحاب على امتناعي من اللقاء التلفزي في حينها.

وبعد مدّة ظهر الفيلم إلى الوجود وأذيع في أوربة، ثمّ اشترته قناة العربيّة فيما يبدو.

وعندما شاهدتُ الفيلم حمدتُ الله أنني لم أقع في شَرَك هؤلاء الخبثاء.

فالفيلم لم يعرّج أبدًا على جهاد الأمير للفرنسيين في الجزائر سبعة عشر عامًا وتفاصيلِ ذلك، وإنما بدأ الفيلم بالحديث عن الأمير ومساعدته للمسيحيين وحبّه ومساندته لهم، وعن "ماسونيّته"، ثم صاروا يصورون بعض الشبّان من السياح الفرنسيين في الجزائر فيقول له أحدهم: نعم أذكر أنّ الأمير كان يقول كن مع اليهودي يهوديًا ومع المسيحي مسيحيًا بل ومع المشرك مشركًا!!!

ثم زعموا أن الأمير دفن بجانب قبر الرئيس هواري بومدين!! وكأنّ هواري بومدين مات قبل الأمير! لقد حمل هواري بومدين رُفات الأمير عندما نقلوه من الشام إلى الجزائر، وأوصى أن يُدفن هو بجانب الأمير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير