ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[03 - 07 - 08, 03:14 م]ـ
ملاحظة: تم نقل هذه المشاركة من السيرفر الآخر، مع تعديلها والإضافة عليها
الجيرودي:
مع الأسف، لا أظن أنني سأستفيد منك شيئاً، لأنه ليس لديك إلا الافتراء والشتائم والتطاول على خلق الله، لأن لهم مشرباً غير مشربك!!
كقولك:
سائحك التركي!!
الفهم السقيم!!
أرى منك النقيض!!
كأنك لم تقرأ في الكتب إلا عن رجل مغرق في ضلالات الصوفية!!
نعوت أنت إليها أحوج!!
الشيخ خلدون في موقف درء الشبهة ,وأنت في موقف إثباتها!
سبحان الله: تعرف عني ما قرأت وما لم أقرأ!!
وتظنّ أنني لم أسمع عن جهاد عبدالقادر في الجزائر!!
وتكاد تطَّلع على مكنون ضميري، وتصرِّح بالنيابة عنِّي بأغراضي وأهدافي!
وأما تعليمك لي المنهج العلمي فيكفي في بيان مبلغك من المنهج العلمي أنك تريد منِّي أنا أن أضرب أنا في الأرض بحثاً عن الرجل التركي!! مع أن الذي يتصدَّى لتصحيح التاريخ وتكذيب الناس هو أبو إدريس وفقه الله، فلماذا لا تطالبه هو بأن يضرب في الأرض؟! علماً بأنني لم أطالبه بأن يضرب في الأرض، وإنما طلبت منه أن يقول: حاولتُ!! لا أن يقول بالحرف الواحد (لماذا لم يترجم الشيخ نصيف لشخصية السائح التركي ولي هاشم؟). وإذن فأنا الذي عندي فهمٌ سقيم، وخلل في المنهج العلمي، وأحتاج إلى أن أتعلَّمه على يديك!!
فاسمح لي أن أنصرف إلى مخاطبة الأخ أبي إدريس، صاحب الموضوع، وأن أرجو منه أن يجيب على الاعتراضات المنهجية على طروحاته، وها هي باختصار:
1 - لم تقدِّم أيها الأخ الكريم مسوِّغاً لحكمك الصريح على الرجل التركي بالافتراء والاختلاق، إلا قولك (لماذا لم يترجم الشيخ نصيف لشخصية السائح التركي ولي هاشم؟)، فقرَّرت أولاً أنه مجهول لمجرَّد أن نصيفاً لم يترجم له، ولم تبذل أي جهد للبحث عنه، وقرَّرت ثانياً أنه كذَّاب مختلق! فهل هذا كله يتَّفق مع المنهج العلمي، أم مع التعصُّب للرأي والهوى؟ لماذا يجب على الشيخ أن يترجم للرجال الذين يغشون مجلسه فيروي عنهم حكاية ما؟ ها أنت مثلاً نقلت روايةً ت بل روايات ـ لشارل هنري تشرشل، هي في الصميم من قضية عقيدة عبدالقادر لأنها في موضوع القضاء والقدر، وقد نسبها تشرشل إلى المجاهيل بقوله (كلّما سُئلَ عبد القادر عن عقيدته في هذه الخرافة، أجاب ... إلخ). إن من حقِّك أن تنسب الكلام إلى تشرشل لأنه لا مسوِّغ للتشكيك في ناشر كتابه ومترجمه، ولكنَّك لم تترجم له ولم تُثبتّ عدالته! وأنت تعرف بالطبع أنه نصراني! فضلاً عن أن تُشير إلى انقطاع السند! وكذلك لم تضع احتمالات الخطأ في الترجمات المتكررة لعبارة الأمير عبدالقادر من العربية إلى الإنجليزية ثم إلى العربية (مع أنك أثرت ذلك في موضع آخر!!). أما عندما يروي رجل من فضلاء المسلمين رواية عن رجل سمَّاه، الأصل فيه أن يكون مستور الحال، فأنت تفزع إلى منهج أهل الحديث في الجرح والتعديل، وتتفنَّن في الجدل لإثبات أنه مفترٍ كذَّاب، وتلوِّح إلى أن الراوي عنه مفترٍ كذَّاب أيضا! فالظاهر أن العمدة عندك هي في موافقة الرواية لغرضك أو مخالفتها!! فالرواية المخالفة تُثير عليها كل إشكال تستطيعه، والموافقة تمرِّرها مرور الكرام ولو كنت تقرِّر أنها منحولة ما دام الخصم يقبلها!
2 - إذا صحَّ عندك أن البلاء من التركي، وأنك تحترم الشيخ نصيف ومنزلته، فلماذا التشكيك بصدق الشيخ واستغراب سؤاله ... إلخ؟
3 - لماذا إضاعة جوهر الموضوع بالقضايا الجانبية؟! فلان لم يذكر مصدر العبارة الذي ذكره فلان! إحراق كتب ابن تيمية! التزوير! مشاكل الترجمة! أخطاء تشرشل ... إلخ. اتهام الآخرين بعداء الأمير لأنه مجاهد!! قريب الأمير قال كذا وحفيده فعل كذا!
المسألة لها جانبان رئيسان لا ينبغي الاشتغال بغيرهما:
- الإغراق في التصوف ووحدة الوجود
- العمالة لفرنسا في السنوات الشامية
ونحن نريد أن نسمع ونستفيد منك ومن مناظريك، ولا سيما في تهمة العمالة، ووالله إنني لمرتاب في صحَّتها، وقد ذُهلتُ عندما قرأتها، فأنا أنتظر من الطرفين مزيداً من البيان، ولا أحبَّ إلي من تبرئة ساحة الأمير منها. والمهمّ عندي هو صحة الدليل وصحة الاستدلال.
وأما مسألة التصوف فهي عندي من البديهيات، إلا إذا وجدتُ لديك برهان يسوِّغ لك نسف الصورة المستقرَّة، ولم أجد ذلك إلى الآن، لأن منهجك يقوم على الاستدلال على الدعوى بدعوى هي أحوج إلى الإثبات من الدعوى الأولى (كدعوى تزوير كتاب المواقف)، وبتشعيب الموضوع بالكلام المطوَّل على المسائل الجانبية.
وقد خطر لي أن لك معرفة بالمحاماة، لأن أسلوبك يشابه أسلوبهم في إثبات براءة موكِّليهم!!
ملاحظة:
العبارة المنسوبة إلى الزركلي كنت أظن أنني أحفظها عن كتابه، ولكنني لم أجدها في الطبعة الرابعة الأخيرة، وراجعت الطبعة الثالثة (بيروت 1970)، وهي مصورة عن الثانية (مصر 1957)، وملاحق الثالثة ومستدركاتها، فلم أجد العبارة، مع أنها مرَّت عليَّ من قبل، ولكن أين؟!
¥