تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأقول: ما هذا الكلام أيها الكاتب؟ وكيف رضيته لنفسك وأنت الذي صدّرت مقالك بعنوان فك الشفرة الجزائريّة؟!!

إنّ من يعتمد على مقالة في مجلة ثقافة وفنون ويقرأ فيها كلامًا فيه سقط طباعي وتصحيف شنيع، عليه ألاّ يخوض في الأنساب!!

كيف يتكلم في الأنساب وهو لا يعرف أنّ مؤلف كتاب (تحفة الزائر) هو الابن الأكبر للأمير عبد القادر، أمير الجزائر الذي يريد أن يفكّ شيفرته!!

وبعد كل هذا ذهب الكاتب يتدخّل بباطن الأمير، ويزعم أنّه كان يسعى للوصول إلى القطبية الصوفية!! ولا أدري من أين أتى بتلك المعلومة؟!

إنّ قبيلة الأمير في الجزائر اسمها قبيلة بني هاشم، وأسرة الأمير عبد القادر من أشهر الأسر الإدريسيّة في المغرب ورجال هذه الأسرة جلّهم من العلماء والشيوخ وأصحاب السيادة والوجاهة في تلك الأقطار، وتراجمهم زاخرة في كتب ومؤلفات علماء المغرب والجزائر والشام، وذِكْرُ نسبهم وفروعهم أشهر من أن يدلّ عليه، لا في عهد الأمير عبد القادر بل قبله بقرون!!

فإذا كان الكاتب لا يريد أن يقرّ بنسب الأمير، فماذا سيفعل في كتب العلماء التي ألّفت قبل أن يولد الأمير بل وقبل أن يولد جدّه وجدّ جدّه وجدّهم!!

كل ما على الكاتب أن يفعله هو أن يرجع إلى الكتب التالية ليعلم فداحة خطئه.

1. كتاب "عِقْدُ الجُمان النَّفيس في ذكر الأعيان من أشراف غَريس" للشيخ عبد الرحمن بن عبد الله التوجيني.

2. كتاب "جوهرة العقول في ذكر آل الرّسول" للشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي.

3. كتاب "فتح الرحمن شرح عقود الجمان" للشيخ محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم الجوزي الراشدي المزيلي.

4. كتاب "البستان في ذكر العلماء الأعيان" للفقيه عبد الله الونشريسي.

5. كتاب "رياض الأزهار في عدد آل النبي المختار" للمَقَّرِيِّ التلمساني.

6. كتاب "حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر" للشيخ عبد الرزاق البيطار.

7. كتاب "تعطير المَشام في مآثر دمشق الشام" للعلاّمة جمال الدين القاسمي.

وغيرها ....

هذه الكتب ذكرتْ عمود النسب الخاص بأسرة الأمير باتفاق، وأمّا الكتب التي ترجمت للأمير أو لإخوته أو لآبائه واكتفت بالتنبيه على نسبه الإدريسي الحسني فهي بالعشرات.

وإليكم عمود النسب الخاص بالأمير عبد القادر والمتفق عليه عند أهل العلم، والذي لا يجوز اعتماد غيره: [هو عبد القادر بن محي الدّين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد المختار ابن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن علي بن أحمد بن عبد القوي بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشّار بن محمد بن مسعود بن طاوس بن يعقوب بن عبد القوي بن أحمد بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنّى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه].

فلو أنّ باحثًا متخصصًا بالتاريخ والأنساب قرأ هذه الكتب وغيرها ثم قرّر صحة نسب الأمير من عدمها بطريقة علمية لكان كلامه مقبولاً ومحترمًا.

أما أن يأتي شخص لا خبرة له بالأنساب فيقرأ سلسلة نسب مغلوطة في جريدة أو مجلة ثم يقرر من تلقاء نفسه صحة ذلك النسب أو عدمها، فهذا لا يمكن القَبول به أو السكوت عنه.

ثمّ من أين أتى الكاتب بمسألة ادعاء القطبية عند الأمير؟ نريد مرجعًا!

وكما أسلفت فلا حاجة بالأمير إلى أن يدعي النَّسب ونَسَبُه ثابت قبل أن يولد هو وأبوه وجدّه!!

ولقد غفل الكاتب عن حقيقة دامغة وهي أنّ الشعب الجزائري التفّ حول السيد محيي الدين والد الأمير، لأنه مِنْ أشهر الأدارسة في تلك الأقطار، وهذا مدوّن في كل الكتب التي وثّقت تلك المرحلة!!

وليس للأخ الكاتب أي سلف من العلماء والمؤرّخين! فيما ذهب إليه من التشكيك بنسب الأمير.

وللفائدة فإن درجة القطبية عند المتصوفة لا يشترط فيها النسب أبدًا، وهذا معروف في كتبهم الكبرى، وهناك بعض جهلة الصوفية المتأخرين اشترطوا ذلك فردّ عليهم علماء الصوفية أنفسهم (انظر رسالة الشيخ عبد الله الغماري الصوفي ((كرامات وأولياء)) التي بيّن فيها بطلان قول من قال بشرط النسب الشريف للقطبيّة)

ثم إن ادعاء الكاتب بجواز اكتساب النسب روحانيًا عند الصوفية، ادعاءٌ بدون بيّنة، فليته ذكر لنا مرجعًا من مراجع الصوفيّة ينص على ذلك.

أيها الإخوة إنّ الله تعالى يقول في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} [النساء: 135]

والحمد لله ربّ العالمين

خلدون بن مَكِّي الحسني

للبحث صِلَة

ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[04 - 07 - 08, 04:04 م]ـ

أرجو من الإخوة في الإشراف أن يعدلوا العنوان الأصلي ليكون على النحو الآتي:

[سلسلة حلقات ردّ الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر الجزائري]

جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير