ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - 07 - 08, 10:41 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخنا العزيز خلدون الحسني.
و بالتوفيق ان شاء الله.
ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[07 - 07 - 08, 03:11 ص]ـ
الأخ الكريم محمد المبارك؛ السلام عليكم ورحمة الله
وبارك الله فيكم أيضًا،
وفي الحقيقة إنني أُثمّن مشاركاتكم الطيبة وهي تبيّن صفاء روحكم.
وإنه مما يسر أن يرى الإخوة القرّاء هذا السجال النقدي العلمي الأدبي الذي؛ إن شاء الله؛
لن يعكر أو يخدش أواصر الإخوّة في الله.
سددني الله وإياك.
ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[07 - 07 - 08, 06:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الرابعة
نلاحظ أن الأخ محمد المبارك في مقاله (فك الشفرة) إذا ذَكَرَ الشيخ محيي الدين الحسني وسبب التفاف الشعب الجزائري حوله قال: هو شيخ الطريقة القادرية، وإذا تكلّم عن ثقافة الأمير عبد القادر قال عنه إنه كان يُعد لاستلام الطريقة القادرية بعد أبيه، ولمّا تكلم على جهاد الأمير ونهايته وضع له عنواناً (نهاية الحركة القادريّة!!)
أقول: أيها الإخوة إن والد الأمير عبد القادر وكذلك جدّه كانا من الصوفيّة ولهم طريقة هي القادريّة، هذا أمر لا ينكره أحد. ولكن أن يُقال إنّ الشعب الجزائري التفّ حول الشيخ محيي الدين لأنه قادري فهذا بعيد.
أولاً هناك عدّة طرق كانت منتشرة في الجزائر والقادريّة ليست أوسعها بل التجانية هي أوسع الطرق انتشاراً وكذلك الشاذلية والدرقاوية والرحمانية وغيرها كثير ..
فلماذا يلتف الشعب حول القادرية فحسب ويترك باقي الطرق؟ مع العلم أنّ الذين بايعوا السيد محيي الدين كانوا من مختلف الطرق!
والحقيقة كما أسلفت أن سبب التفاف الشعب حول السيد محيي الدين هو كونه من أعلى وأثبت الأشراف الأدارسة نسباً في تلك الأقطار، ولأنّه من أهل العلم ومن أهل الصلاح والرأي، كما ترجم له علماء المسلمين.
ثمّ إن اقتصار الكاتب على وصف السيد محيي الدين بأنه شيخ الطريقة القادريّة، لا يُعطي الصورة الحقيقية للرجل.
فكل من ترجم للسيد محيي الدين وصفه بالعالم العامل، المشتغل بتدريس الفقه والحديث والتفسير واللغة وغيرها من علوم الشريعة، إضافة إلى تصوّفه.
إذن فهناك فرق بين السيد محيي الدين، وبين من يسمون بشيوخ الطرق الصوفية، الذين ليس لهم أي نصيب من العلم والمعرفة، وإنما حسبهم أنهم يجمعون الناس في زواياهم لأورادهم وأناشيدهم والرقص الصوفي والأكل والشرب.
إنّ زاوية السيد محيي الدين وصفها العلماء بأنها كانت معهداً للعلوم الشرعيّة يدرّس فيها جميع أصناف العلوم. (وللفائدة فإنّ مذهب السيد محيي الدين هو محاربة الرقص الصوفي "الحضرات")
فإذا أردنا أن نصف السيد محيي الدين بإنصاف فإننا نقول عنه: إنه من أهل الدين، صاحب علم وعمل، وجمع إلى ذلك النسب الشريف والخلق الأصيل وكان له معهد للعلوم الشرعيّة، وكان صوفيًا تلقى الطريقة القادريّة ونشرها، وأجاز الناس بأورادها، ولكنه متفقه بالمذهب المالكي ومنضبط به .. وهو من الذين يصنّفون ضمن ما يُسمِّيه الأستاذ سعد الله (بالتصوف السلفي)؛ لا أن نقتصر على وصفه بالقادري وانتهى الأمر، لأننا بذلك نكون قد وجّهنا أذهان القراء إلى صورة واحدة (وهي الطرقيّة أو التصوف الجاهل).
[من الذين وصفهم الأستاذ سعد الله بأنهم من دعاة التصوف السلفي، الشيخ عبد الرحمن الأخضري، والشيخ محمد بن علي الخروبي، والشيخ أحمد زروق، والشيخ عبد الكريم الفكون. انظر تاريخ الجزائر الثقافي 1/ 507؛ 527؛530]
والعجيب من الكاتب أنه لمّا تكلّم عن ثقافة الأمير قال: إن والد الأمير كان يُعدّه لمشيخة القادرية من بعده!!!! وأنا أسأله ما مصدر معلوماتك عن هذا الأمر؟
يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله: ((إن الأمير عبد القادر فوق الطرق الصوفية كلها، أي إنه كان يعمل من أجل فكرة أشمل وهي الدين والوطنية)).انتهى [الحركة الوطنية الجزائرية ص400]
¥