وإذا طالعت كتاب المصنف لعبدالرزاق والمصنف لا بن أبي شيبة، والاستذكار لابن عبدالبروكذا التمهيد والسنن الكبرى للبيهقي والمعرفة
له أيضاً وكتاب المحلى وكتاب الأوسط لابن المنذر وحلية الفقهاء للقفال،
والبحر الزخار في معرفة علماء الأمصار وغير ذلك من الكتب التي تعنى بذكر الخلاف يهون عليك الخطب وتعرف مدى السعة والشمول والتطور والمرونة في التشريع الإسلامي
واعلم أن الحق مشاعاً ومشتركاً بين جميعها، فقد يكون الحق في مسألة ما مع مذهب مالك، وفي ثانية مع الشافعي، وفي ثالثة مع
أحمد، وفي رابعة مع داود، وهكذا فلو تمسكنا بمذهب واحد، والتزمناه
لأضعنا كثيراً من الحق الموجود في المذاهب الأخرى.
ولمَّا كان لا سبيل لمعرفة الحق مما اختلف فيه المذاهب إلا بالرجوع
إلى السنة، جعلها الدعاة إلى السنة الأصل الذي يرجعون إليه، والأساس الذي يبنون آراهم وأفكارهم عليه.
وأنا لا أدعوك إلى أن تكون مالكياً أو شافعياً أو داودياً أو حزمياً بل أدعوك إلى الكتاب والسنة الصحيحة، وفهمهما على النهج الذي كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم.
فالواجب علينا أن نستفيد منهم، ونقتدي بهم، ونأخذ عنهم جميعاً دون تعصب لواحد منهم على الآخرين، ولا نتقيد بواحد دون سواه.
قال مبارك: الكتب التي توجد لدي للإمام أبي محمد بديع الراشدي
السندي سواء من تاليفه أو تحقيقه ليس فيها النسبة إلى الظاهرية وإنما فيها الثناء على ابن حزم وذكر أقواله وذكر الحديث من طريقه على الرقم أنه موجود عند من تقدمه بل أخبرني أحد الثقات أن العلامة السندي رحمه الله تعالى كان يدرس كتاب " المحلى " للإمام ابن حزم
رحمه الله في الحرم.
أما القول بأنه حنفي لعل القائل يجهل حال الشيخ وكونه من بلاد السند والذي يغلب على هذه البلاد هو المذهب الحنفي فنسب إليه من هذا الباب.
ولا أنسى إمام مدرسة الرأي (أبوحنيفة النعمان) العالم العامل التقي الورع الزاهد كان في الفقه بحراً لا تكدره الدلاء فرحمه الله رحمة واسعة.
ورحم الله إمام السلفية، وشيخ العصر، فقيه البدن محمد ناصر الدين الالباني رحمة واسعة على ماقدمه وبذله في خدمة الإسلام والمسلمين والذود عن حياض سنة سيد المرسلين.
والله الذي لا إله إلا هو فقد تعلمنا منه حب العلم وأهله وتعظيم العلماء وتوقيرهم والاستفادة منهم جميعا من غير تعصب لواحد منهم
إنما التعصب لا يكون إلا للنبي المعصوم سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ورحم الله الأئمة الثلاثة الكبار سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز، والإمام
الفقيه محمد بن صالح العثيمين، والإمام المحدث الأثري مقبل بن هادي
الوادعي.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[08 - 02 - 03, 08:50 ص]ـ
اخي المبارك سلمه الله
الظاهرية تنتسب الى داوود , واهل الحديث امامهم احمد.
اما شيخنا بديع فمن اهل الحديث , وان ساءك ذلك.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[08 - 02 - 03, 02:11 م]ـ
بل أهل الحديث امامهم النبي صلي الله عليه وسلم
ـ[مبارك]ــــــــ[08 - 02 - 03, 07:52 م]ـ
* أهل الظاهر لا ينتسبون إلى رجل بعينه وإنما هي نسبة إلى مذهب الأخذ بالظاهر والاكتفاء به، أو نقول هي: دعوة إلى منهج فكري
وليس إلى إمام بعينه. وقد ألمح إلى ذلك الإمام الجليل الشوكاني في
كتابه " البدر الطالع " (2/ 290) في ترجمة أثير الدين بن حيان الأندلسي
صاحب تفسير " البحر المحيط " قال ـ أي الشوكاني ـ:
" وكان ظاهرياً وبعد ذلك انتمى إلى الشافعي وكان البقاء يقول أنه
لم يزل ظاهرياً قال ابن حجر: كان أبو حيان يقول: محال أن يرجع عن
الظاهر من علق بذهنه انتهى.
ولقد صدق في مقاله فمذهب الظاهر هو أول الفكر وآخر العمل عند من منح الإنصاف ولم يرد على فطرته مايغيرها عن أصلها وليس هو
مذهب داود الظاهري وأتباعه فقط بل هو مذهب أكابر العلماء المتقيدين
بنصوص الشرع من عصر الصحابة إلى الآن وداود واحد منهم وإنما اشتهر
عنه الجمود في مسائل وقف على الظاهر حيث لا ينبغي الوقوف وأهمل
من أنواع القياس ما لا ينبغي لمنصف إهماله.
وبالجملة فمذهب الظاهر هو العمل بظاهر الكتاب والسنة بجميع
الدلالات وطرح التعويل على محض الرأي الذي لا يرجع إليهما بوجه من وجوه الدلالة.
¥