تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أدعو لوالدك بنجاح مساعيه وأن يرده إليك سالماً في دينه ودنياه وأن يسمعنا عن أخباره ما تسر به الأفئدة.

أنجالنا يهدوك سلامهم. ولابد أن فيصل قد حظي بمشاهدة طلعتك البهيّة بالفيحاء. إننا لا نزال نذكرك كما تذكرنا والله يتولى رعايتك أيها العزيز.

20/ 5/1333هـ أمير مكة

حسين))).انتهى [جهاد نصف قرن ص63ـ65]

ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[16 - 10 - 08, 03:33 م]ـ

ويتابع الأستاذ أنور فيقول: ((قدم فيصل دمشق في 26 آذار عام 1915م، فتلقاه جمال باشا بحرارة .... وبقي في دمشق هذه المرة ستة أسابيع .... وكانت أولى مقابلات الأمير سعيد مع الشريف فيصل خلال تلك الإقامة القصيرة ... وقد زاره في منزل آل البكري وذكر له ما سعاه لدى جمال باشا عن حسن التفاهم بين قادة الدولة العثمانية وشريف مكة، مع العلم أنّ انضمام الحسين إلى جانب الحلفاء لم يكن قد تم بعد .. )) [المرجع السابق ص63]

((وعاد فيصل من الأستانة، وتردد على دمشق مرات، وتم الاتفاق بينه وبين قادة العرب فيها على الثورة، وكان والده قد أتم اتفاقه مع البريطانيين، وكان جمال باشا في دمشق يكرم فيصلاً من ناحية ويراقبه من ناحية أخرى، وكان الأتراك يتوددون للشريف حسين وأولاده ويكرمونهم، ولكنهم كانوا يخشونهم ويخافون أن يقوموا عليهم؛ وكأن تلك المراسلات السرية بين حسين ـ مكماهون، قد شمّ الأتراك رائحتها أو تنبّؤوا حدوثها دون أن يتمكنوا من كشف أسرارها والوقوف على حقيقتها، فكانت كل حركة وسكنة من الأشراف أولاد الحسين تؤوَّل لدى المقامات التركية. ويروي الأمير سعيد إحدى قصص جمال باشا والشريف بقوله:"بينما كنتُ في دارٍ لي "بالجسر الأبيض"، قدم الشريف فيصل، فاستقبلته استقبالاً يليق بمثله، .. وبعد أن استوى بنا المكان أخذ يحدثني والدمع يترقرق في عينيه:

فيصل:"أحب أن أحدثك يا أمير بحديث جرى لي اليوم مع جمال باشا، وآخذ به رأيك"

الأمير:"خيراً إن شاء الله"

فيصل:" طلبني جمال (باشا السفاح) وقال لي:"بلغني أنّ أخاك الشريف علي، قد وصل المدينة المنوّرة وأخذ يتصرف بأمور ليست من اختصاصاته، وأخشى أن يكون غير مخلص النية نحو الدولة العثمانية، وأنت تعلم أنني لا أسكت عن إنسان مهما علت منزلته، ولن أسمح له أن يحيد عن طريق الإخلاص للدولة، لذلك أرى أن تكتب لأخيك الشريف علي حالاً، بأن يغادر المدينة ويعود من حيث أتى، وإلاّ فسأضطر لشنقه .. "

الأمير:"يا سمو الشريف! نحن أبناء عمومة، ننتمي إلى الأسرة النبوية الشريفة، ونحن على السرَّاء والضرَّاء، ومن واجبي أن أحميك وأمنع عنك وعن أخيك أذى جمال السفاح، وخاصة أنني أنا الذي كنت واسطة الصلح بين الشريف والدك وبين جمال، فإن شئت سرتُ أنا إلى جمال ودافعت عنك وعن أخيك وأفهمته أن الحجاز تحت إمارتكم، وأنتم تتنقلون أينما شئتم وحيثما أردتم، وليس لأحد عليكم سلطان، ولا لرجل مهما علت مرتبته في الدولة أن يمنعكم من دخول المدينة أو غيرها من مدن السلطان، وإما أن تترك دمشق وتعود إلى والدك، تخبره بسوء نيات جمال، وأنا على استعداد لإيصالك إلى الحجاز سالماً آمنًا مع عدد من رجالي الذين أعتمد عليهم دون أن يتمكن جمال وعيونه من معرفة شيء من أمركم، وإما أن تعود إلى دار آل البكري وتمتنع عن الحضور إلى مقر جمال باشا حتى ينجلي الموقف، ويرجع عن ظلمه لكم أو ترى فيه رأيًا"

فيصل:"ولكنك تعلم أنني لا أستطيع أن أقوم بعمل إلا بما يأمرني به والدي وقد كتبت له بتفصيل ذلك اليوم. وأنا بانتظار جوابه"

الأمير:"إنني أخشى أن يكون جمال قد أضمر لكم الشر، ولا بد أنكم ستنتقمون منه شر انتقام، ولكن الزمن لم يحن لمثل هذا العمل، وعلى كلٍ إذا امتنعتَ عن المجيء إلى مقرّه، فإنه لابد سيسترضيك لأنه بحاجة إلى مساعدتك أنت وجميع عائلة والدك الكريم"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير