ـ[مبارك]ــــــــ[09 - 02 - 03, 07:45 م]ـ
بعض ماتميز به إمام أهل الحديث في عصرنا الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ:
1ـ بث في قلوب الناس أهمية التحقق من الأحاديث، والبحث عن صحتها وضعفها.
ولا يخفى أن الغاية من دراسة علم الحديث تمييز ما صحت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم مما لم تصح نسبته، وتصفيته من كل دخن شاب السنة النبوية المطهرة.
ولم يقف شيخنا عند ذلك بل ترقى إلى الثمرة المرجوة من معرفة صحة الحديث من ضعفه وهي: معرفة المعنى الحق الذي أراده الله ورسوله؛ لأن الأحاديث النبوية قاضية على الكتاب، وهي تفسر بعضها بعضاً.
ولا تتم الغاية والثمرة على وجهها المرضي عند جهابذة هذا الفن من أئمة الصناعة الحديثية إلا بالوقوف على طرق الحديث، وتعدد رواياته وذلك محصور في الاعتبار: معرفة المتابعات والشواهد والطرق بالتتبع والاستقراء في كتب الحديث المسندة: من صحاح، وسنن، ومسانيد، ومعاجم، وأمالي ,وأجزاء، وفوائد، وعوالي،وأربعينيات،ومشيخات،وكتب الفقه
التي تروي الأحاديث بالأسانيد ككتب الشافعي، وكتب ابن المنذر
، وكتب البيهقي، وابن عبدالبر، وابن حزم وغيرهم، وكتب التواريخ والتراجم التي تعنى بذكر رواية الأحاديث بالاسانيد ,
وكتب الطبقات ... الخ.
2ـ كان مثلاً وقدوة حسنة في الجهر بالحق، فما كان يخاف في الله لومة لائم، بل كان يصدع بالحق الذي يعتقده، ويرد الباطل مهما كان صاحبه، لا يحابي، ولا يجامل، ولو على نفسه، فكم رأيناه يرجع عن خطئه بعد أن يتبين له الصواب، ويجهر بذلك، ويبينه بأبلغ بيان وأوضحه.
3ـ صرف الناس إلى العقيدة الصافية، والمنهج القويم، القائم على الأصول العلمية، المبنية على الدليل والبرهان، بعد أن كان أخذُ الدين قبل ذلك وتلقيه بطريق التقليد والعشوائية.
4ـ كان رحمه الله من أكثر وأشهر علماء هذا العصر الذين دعوا إلى منهج السلف الصالح، وأظهروا وجوب اتباعه، ووجوب الانتساب إليه.
5ـ ودعوته رحمه الله لم تكن محصورة على العقيدة فقط بل كان يضم إلى المنهج والسلوك، فمن الممكن أن نشترك مع شخص في الدعوة إلى العقيدة الصحيحة التي كان عليها سلف الأمة غير أنه يخالفنا في المنهج، فقد يكون إخوانياً أو سرورياً
أو تحريرياً أو تبليغياً أو غير ذلك.
ومن فضل الله على شيخنا لا تجد تلامذته إلا يسلكون طريقة السلف الصالح في العقيدة والمنهج والسلوك، وما ذاك إلا بالتربية الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة الصحيحة على فهم السلف الصالح التي كان يزرعه في نفوس تلامذته.
6ـ مناظرة أهل البدع بالتي هي احسن للتي هي أقوم، وكشف زيغهم وضلالهم وتعريتهم للملأ وبيان ما عندهم من جهل وجرأة وعدم معرفة بالعلوم الشرعية.
7ـ التحذير من البدعة وأهلها، ومن المنكرات، والعادات والتقاليد الأجنبية الدخيلة على المسلمين.
ولهذا نجده رحمه الله تعالى يخصص ذيلاً في بعض مصنفاته يسرد فيه جملة من البدع للتحذير منها.
8ـ النظرة إلى أئمة المذاهب نظرة متساوية، لأنه لا معنى للتعصب لأبي حنيفة دون أحمد، أو غيره.
فيستفيد من شروحهم وأفهامهم وترجيحاتهم وإدراكهم لمقاصد الشريعة دون التعصب للواحد بعينه.
9ـ إحياؤه لعدد من السنن المهجورة، في كثير من الأمصار من خلال كتابته واجتماعاته.
10ـ دعوته إلى التصفية ـ أي تصفية التراث الإسلامي مما علق به مما ليس منه ـ والتربية على ذلك التراث المصفى.
قال أبوعبدالرحمن: من أجل هذا وذاك قال بعض أهل العلم والفضل أن الطعن في الألباني هو طعن في السنة؛ لأنه هو حامل لواء السنة في هذا العصر.
ولا يطعن في الشيخ رحمه الله إلا:
1ـ صاحب هوى.
2ـ جاهل بعلم الشيخ ومكانته العلمية السلفية الأثرية.
3ـ أو متعصب محترق في المذهب الذي ترعرع ونشأ عليه سواء في الأصول أو الفروع.
قال أبو عبدالرحمن: وقد كان في هذا العصر من له عناية في الحديث النبوي كزاهد الكوثري إلا أنه ابتلي بآفتين اثنتين:
1ـ العصبية المذهبية فقواعده التي يبني عليها الجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف غير منضبطة فالرجل الضعيف قد يصبح ثقة إذا وافقت روايته المذهب الحنفي، ويصبح ضعيف إذا خالفت روايته المذهب.
¥