وهو متحامل على أئمة السلف المثبتين لله عز وجل من الصفات ما وصف بها نفسه، أو وصفه بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم،لكن إثباتاً بلا تكيف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، فنجده يصف ابن خزيمة بكلمات تقشعر منها الجلود أثناء تعليقه على كتاب الأسماء والصفات للبيهقي، وكلامه في ابن تيمية وابن القيم معلوم لا يخفى على طلبة العلم.
وهناك أحمد بن صديق الغماري وإن كان أحسن حالاً من الذي قبله إلا أن عنده شطحات في العقيدة والمنهج.
وهناك إمامان سلفيان أثريان هما أحمد محمد شاكر والمعلمي اليماني إلا أنهما أقل حظوة وشهرة من شيخنا الألباني رحمهم الله جميعاً ولعل سبب ذلك عدم انتشار الفهارس وكتب الأطراف وتحقيق المخطوطات التي ازدهرت في عصرنا الحاضر.
ومع هذا الحب والتقدير والتعظيم والإجلال لشيخنا الإمام، حسنةالأيام، وريحانة بلاد الشام أبي عبدالرحمن محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى لا نعتقد فيه العصمة فهو رجل من بني آدم، يصيب كما يصيب غيره، ويخطىء كما يخطىء غيره، ولم يدع لنفسه عصمة من مفارقة الزَّلل، ولا أمناً من مواقعة الخطل، وكتبه شاهدة على ذلك، لاسيما ماجدَّد طبعه أو الأجزاء الأخيرة من الصحيحة والضعيفة، فقد تراجع عن تصحيح أحاديث بعدما استبانت له علَّتُها، وتراجع عن تضعيف أحاديث، بعد أن وقع لها طرق أو شواهد، والكلام في التصحيح والتضعيف أمرٌ اجتهادي، فلا ينبغي أن يشغَّب على المخطىء فيه ـ بعد أهليته ـ إن ثبت أن أصوله التي يعتمد عليها منضبطه
فإذا كان الخطأ ملازماً للبشر، لا يعرى عنه مخلوق مهما اجتهد واحتاط لنفسه في تحري الحق، فليس من الإنصاف أن يعير المرء به إذا وقع منه، لا سيما إن كان أهلاً للنظر، ولو أراد أحد أن لا يخطىء في شيء من العلم، فينبغي له أن يموت وعلمه في صدره، فليس إلى العصمة من الخطأ سبيل إلا بتفضل رب العالمين على عبده.
(فائدة): قال الإمام الشوكاني:
" فمن كان دليل الكتاب والسنة معه فهو الحق وهو الأولى بالحق ومن كان دليل الكتاب والسنة عليه لا له كان هو المخطىء ولا ذنب عليه في هذا الخطأ إن كان قد وفى الاجتهاد حقه بل هو معذور بل مأجور كما ثبت في الحديث الصحيح (إنه إذا اجتهد فأصاب فله أجران وإن اجتهد فاخطأ فله أجر) فناهيك بخطأ يؤجر عليه فاعله ولكن هذا إنما هو المجتهد نفسه إذا أخطأ لا يجوز لغيره أم يتبعه في خطئه ولا يعذر كعذره ولا يؤجر كأجره بل واجب على من عداه من المكلفين أن يترك الإقتداء به في الخطأ ويرجع إلى الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإذا وقع الرد لما اختلف فيه أهل العلم إلى الكتاب والسنة كان من معه دليل الكتاب والسنة هو الذي أصاب الحق ووافقه وإن كان واحد والذي لم يكن معه دليل الكتاب والسنة هو الذي لم يصب الحق بل أخطأه وإن كان عدداً كثيراً فليس لعالم ولا لمتعلم ولا لمن يفهم وإن كان مقصراً أن يقول أن الحق بيد من يقتدي به من العلماءإن كان دليل الكتاب والسنة بيد غيره فإن ذلك جهل عظيم وتعصب شديد وخروج من دائرة الإنصاف بالمرة لأن الحق لا يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق وليس أحد من العلماء المجتهدين والأئمة المحققين بمعصوم ومن لم يكن معصوماً فهو يجوز عليه الخطأ كما يجوز عليه الصواب فيصيب تارةً ويخطىء أخرى ولا يتبين صوابه من خطئه إلا بالرجوع إلى دليل الكتاب والسنة فإن وافقهما فهو مصيب وإن خالفهما فهو مخطىء ... "
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[09 - 02 - 03, 08:09 م]ـ
الاخ المبارك مبارك سلمه الله
اوافقك على ما قلت , وجزاك الله خيرا
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[09 - 02 - 03, 09:09 م]ـ
الاخ محمد الامين سلمه الله
ما احسن كلامك لولا كثرة اطلاقاتك, قيدها تصب.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 - 02 - 03, 09:21 م]ـ
وجدت هذا النقل وهو يفسر بعض أسباب انقراض ما عدا المذاهب الأربعة:
قال المقريزي في الخطط المقريزية: 2/ 333:
" استمرت ولاية القضاة الأربعة من سنة 566 هـ حتى لم يبق في مجموع أمصار الإسلام مذهب يعرف من مذاهب الإسلام غير هذه الأربعة، وعودي من تمذهب بغيرها، وأفتى فقهاؤهم في هذه الأمصار بوجوب اتباع هذه المذاهب وتحريم ما عداها، والعمل على هذا إلى اليوم، وأعلن الظاهر بيبرس سد باب الاجتهاد، ومازال أمر بيبرس نافذا بالرغم من زوال ملكه " (انتهى).
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[10 - 02 - 03, 09:25 م]ـ
الشيخ: أبا خالد السلمي.
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة النفيسة، و حقاً إنها لمن الأعلاق النفيسة، و إنها لمن معلقات العلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 02 - 03, 09:56 م]ـ
الأخ الفاضل ابو الوفا العبدلي
أرجو أن تتفضل وتخبرني بالتقييد الذي تستحسن إضافته لكلامي.
ـ[الباحث عن الحق]ــــــــ[10 - 02 - 03, 10:15 م]ـ
أمنية تمنيتُها
وهي لو بقي النقاش حول الموضوع الأساسي وذكر الإخوة ما يعضد صحة
هذه الحقيقة (وهي عدم جواز الخروج عن المذاهب الأربعة) لاستفدنا
كثيراً
كما أفادنا شيخُنا أبو خالد السلمي حفظه الله ووفقه
ويا ليته يتحفنا بمزيد من النقولات التي تؤيد هذه الفكرة
ولكن في هذه النقاشات الجانبية فائدة لنا ولكم
والله يحفظكم ويرعاكم
ملاحظة: أخي محمد الأمين (استفدت منك كثيراً فغفر الله لك)
¥