تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1ًـ في الرسالة المزعومة والموجهة إلى قنصل فرنسة بدمشق جاء فيها: (( ... فإذا استحسنتم جنابكم تتخابرون (كذا) مع الوزير فإذا أحسن عنك (كذا) مساعدته (كذا) أكتب (كذا) مكاتيب خصوصية لكل قبيلة من القبائل الذين (كذا) مع المفسد (كذا) بعد أن يعرفوني (كذا) أين هو وأسماء القبائل هم (كذا) عندهم (كذا) ليتحقق الناس أنني بريء منه ومن عمله)). انتهى [كفاح الجزائر ص279]

أرأيتم إلى هذا النص المقطع الأشلاء والركيك. أيُعقل أن يكتب شخص عربي كلامًا كهذا؟

فما بالكم بالأمير العالم والأديب والشاعر؟

2ً ـ جاء في النداء المزعوم من الأمير إلى سكان الجزائر: ((إن ولدنا التعيس (كذا) محي (كذا) الدين قد تجاسر من مدة (كذا) وذهب ضد (كذا) إرادتنا إلى نواحي المغرب وبمقتضى (كذا) ما بلغنا أنه اتحد مع بعض الأشقياء وشرعوا في زرع الفساد وعمل الحركات في جهات (كذا) حكومية (كذا) قسنطينة التي من شأنها سلب راحة الأهالي ...... وعليكم أن تردعوا جهالكم من موافقته وعدم المداخلة (كذا) في عمل أو هيجان (كذا) وأن تحرضوهم على الخضوع لأوامر الحكومة الفرنساوية التي تحسب (كذا) سيادتها قد وطدت الراحة التامة في بلادكم وكثرت ثروتكم ورفعتكم إلى أعلى درجة من المجد والترقي محترمة شرائعكم الدينية وعظمة نبيكم وكتابكم. والذين يتجاسرون على المساعدة في سلب الراحة وإلقاء البلاء بل (كذا) يستحقون غضب الله لأنه يكره الشر ويحب الخير .. )) انتهى [كفاح الجزائر ص280]

وكأننا نقرأ كلمة لقسيس في كنيسة فرنسية في الجزائر، سواء من جهة التراكيب الدينية أو التراكيب اللغوية، أو من جهة إظهار فرنسة بأنها راعية للدين الإسلامي. ونحن نعلم كيف كانت الأوضاع في الجزائر في ذلك الوقت من هدم للمساجد أو تحويلها إلى مستودعات واصطبلات وكنائس، ومحاربة الدين ونشر التنصير!! وهذه الرسالة لم تمهر بختم الأمير في النهاية!!! ولم يوضع لها تاريخ محدد كالعادة في سائر الرسائل!! وقد لاحظ الدكتور بوعزيز هذه الأشياء وأشار إلى بعضها في النص.

3ً ـ جاء في الرسالة المزعومة من الأمير إلى وكيل قنصل فرنسا بدمشق: ((فنقول إننا مصممين (كذا) ألا نراه مدة حياتنا قط (كذا) وذلك ليس فقط في بيت واحد بل كنا معتمدين (كذا) على أننا لا نوجد معه (كذا) في مدينة واحدة ولذلك أطردنا (كذا) من دارنا حريمه وأولاده!! ...... والحالة المزعجة الموجود هو بها الآن (كذا) عرفوه (كذا) جرم الجنون الذي ارتكبه ونتأمل أن يكون ذلك كفالة له في المستقبل (كذا)، ولا حراعة (كذا) لنا لإطالة الشرح إذا (كذا) أننا مخجولين (كذا) من تصرف محي (كذا) الدين الخبيث ... )).انتهى [كفاح الجزائر ص281]

وهنا أيضًا نرى بوضوح التحطيم الإعرابي وسقامة النص العربي والأخطاء الإملائية. إضافة إلى المعلومات الخاطئة ففي الرسالة قرأنا أن الأمير يقول أنه طرد حريمَ وأولاد ابنه محيي الدين!!

وهذه سقطة كبيرة من مزوِّري هذه الرسائل، بها انفضح أمرهم وانكشف باطلهم وتزويرهم وكذبهم؛ فمن المعلوم والثابت أن السيد محيي الدين لم يكن له أي زوجة أو أولاد عندما سافر إلى الجزائر ليلتحق بثورة 1871م، وإنما تزوج بعد عودته!! وتأخّر إنجابه للأولاد.

ولكن غاب هذا عن المزورين، ففضحهم الله!! وهذا أكبر دليل وبرهان على بطلان تلك الرسائل وسقوطها، ولا يمكن أن تعدّ من الوثائق ولا يُبنى عليها حكم!

ثم إذا لم يستح مزوّر هذه الرسالة من قوله إن الأمير طرد زوجة ابنه وأولاده من داره؟! فكيف يقبل مؤرّخ جزائري مثل هذا الكلام؟! والأمير كان يصفح ويسامح الذين خانوه في الجزائر ويضمهم إلى جواره وينفق عليهم!

ويزعمون أنّ كل هذا الغضب من الأمير على ابنه لأنه ذهب وشارك في ثورة 1871م، ومرَّ معنا آنفًا كيف كان الأمير يوصي الوزراء في تونس بآل المقراني خيرًا وهم الذي أشعلوا ثورة 1871م!!

وكذلك استضاف الأمير آل المقراني؛ الذين هربوا من الجزائر بعد ثورتهم؛ في دمشق وأكرمهم وكان ينفق عليهم! فما هذا التناقض؟ كيف يغضب الأمير على ابنه لمشاركته في الثورة، ثمّ هو يكرم زعماء الثورة ويوصي بهم خيرًا ويكتب الرسائل والتوصيات ويرسلها، دون أن يخشى من فرنسة وجواسيسها؟ أفلا تعقلون؟!!!!

أظن أنّ ما ذكرته فيه الكفاية لبيان سقوط تلك التهم. وأسأل الله تعالى أن يرزقنا السداد ويلهمنا الصواب.

ولا حول ولا قوة إلا بالله

خلدون مكي الحسني

للبحث صِلة إن شاء الله

ـ[أبو الحسين الزواوي]ــــــــ[12 - 11 - 08, 03:47 م]ـ

والله إن البحث لممتع مفيد، فبارك الله فيك أبا إدريس ..

ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 10:17 م]ـ

بارك الله فيكم - شيخ خلدون - على هذه الحقائق التاريخية؛ التي تنقض ما نشر هذه الأيام في بعض الصحف عندنا على لسان واسيني الأعرج من إثبات استسلام الأمير عبد القادر وتبرأه من ابنه محيي الدين والوثوق بكتاب (المواقف)، مع الرد على الفاضلة الأميرة بديعة - حفظها المولى -،،،

وفقكم الله لإتمام هذه الحلقات، وأساله - سبحانه - أن يهدينا جميعا لما اختلف فيه من الحق بإذنه،،،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير