تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

طبعًا في كلام الصمادي أشياء عجيبة تفرّد بها وهي قوله أنّ الأمير انتقل من دمشق إلى مصر ونزل بضيافة حليم باشا، وهذا غير صحيح ومخالف لكل مَنْ كتب في سيرة الأمير بل ومعارض لمجريات الأحداث، على كل حال المهم في هذا النقل أنّه يؤكد مسألة ادّعاء الماسون انتساب الأمير للماسونية قبل 1864، وهذا يظهر بوضوح مدى تناقضهم وكذبهم. والمعلوم أنّ البرنس حليم باشا مات في أواخر سنة 1862م، إذن فمن غير المعقول أن يكون التقى بالأمير عبد القادر واستضافه، ((والأمير لم يقدم إلى مصر إلاّ في 5/ 1/1863م، والثابت أنّ الذي استقبل الأمير هو الخديوي سعيد باشا)). [انظر تحفة الزائر 2/ 121].

هذا كل ما استطاع جرجي زيدان أن يروّج له في كتابه بخصوص الأمير، وطبعًا كل ذلك دون أدنى بيّنة أو دليل، وإنما مجرّد افتراءات ضمن سلسلة تناقضات وتخبطات؟!

والعجيب حقًا كيف يرضى البعض الاستشهاد بكلام جرجي؟!

ومحلّ التعجب ليس محصورًا في سقوط وتفاهة كتاب جرجي، وإنما في شخص الكاتب نفسه. فإنّ المدعو جرجي زيدان هو أحد أركان الكذب والدجل في القرن الماضي، وهذا الصليبي الحاقد قد سخَّرَ حياته كلها لتشويه الإسلام والطعن فيه وفي رجاله، بدءًا من رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مرورًا بأصحابه وذريّته وأئمة المسلمين وانتهاءً بالأمير عبد القادر!! وقد أُلِّف الكثير من الكتب لفضح هذا اللّعين وكشف زوره وبهتانه، أذكر منها كتاب (نبش الهذيان من تاريخ جرجي زيدان) لفضيلة الشيخ أمين حسن الحلواني المدني المتوفى سنة (1316هـ = 1898م) وفيه بيان بالتزييف العجيب الذي قام به زيدان في نقله لأخبار التاريخ الإسلامي وأقوال رجاله، وكتاب (انتقاد تاريخ التمدن الإسلامي لزيدان) تأليف العلاّمة شبلي النعماني، وهو من رجال الإصلاح الإسلامي في الهند، المتوفى سنة (1332هـ = 1914م)، وحكم على جرجي بعد مناقشة أقواله والعودة إلى مصادره بأنه جريء على الكذب، عظيم التدليس. وكتاب (جرجي زيدان في الميزان) لشوقي أبو خليل الصادر سنة 1980م.

وأرى من الضروري إعطاء الإخوة القرّاء لمحة إلى حياة هذا الشخص وآثاره الشنيعة، وذلك لخطورة أمره فهو لا يكتب إلاّ في التاريخ الإسلامي والأدب العربي، وقد يقع بعض الناشئة في شِباك أكاذيبه، وخاصة بعد أن يجدوا في منتديات إسلامية مقالات لمسلمين تستدل بأقول ذلك المأفون!

وسأنقل لكم ما لخّصه الأستاذ الفاضل الدكتور مازن بن عبد القادر المبارك الجزائري في مقاله (جرجي زيدان وتاريخ الإسلام) (مجلة "المنتدى" العدد 99).

((أما جرجي زيدان فهو نصراني من لبنان ولد عام 1861م. اتصل فكريًا بجمعيّة الشبّان المسيحيين التي انتسب إليها. هاجر إلى مصر وعمل في جريدة "الزمان"، وهي الصحيفة التي سمح لها الإنكليز بالصدور بعد أن عطّلوا صحافة مصر الحرة. قيل إنه عمل في الاستخبارات البريطانية، ورافق الحملة الإنكليزية إلى السودان. زار إنكلترا ثم عاد إلى مصر وعمل في مجلة "المقتطف" ولم يلبث أن أصبح صاحب مطبعة الهلال وأصدر مجلة الهلال، ومات سنة 1914م.

وكان اهتمامه فيما ألّف أو ترجم متصلاً بالتاريخ وتاريخ الإسلام، وتاريخ الأدب العربي، واللغة العربية، وهي من الموضوعات التي أثارت وما زالت تثير اهتمام الكثيرين!

ووضع جرجي عددًا من الكتب التاريخية منها تاريخ التمدن الإسلامي، وتاريخ مصر، وتاريخ إنكلترا، وتاريخ الماسونية .. وغيرها، كما أخرج سلسلة من الروايات بعنوان "روايات تاريخ الإسلام".

وعُرِفَ عنه أنه كان يُترجم بعض ما في كتب الفرنسيين ويُضيف ما ترجمه إلى كتبه دون إشارة تدل على الترجمة ليُوهم أنه من تأليفه، اتّهمه بذلك صراحة الأب اليسوعي لويس شيخو، وذكر الدكتور أبو خليل أمثلةً تَدُلُّ على ذلك وتُثْبِتُه))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير