تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((وذَكَرَ الدكتور عمر الدسوقي أن جرجي زيدان رافق الحملة النيلية إلى السودان سنة 1884م مترجماً بقلم المخابرات) ((وسُئِلَ الدكتور أحمد الشرباصي عن روايات جرجي زيدان فأجاب:"إن هذه الروايات لا تليق بالمسلم قراءتها، لأنها وُضِعَت لتشويه التاريخ الإسلامي وتحريف حوادثه وقلب أموره رأسًا على عقب والنَّيْل من جماله وجلاله. وكأنما كانت هذه الروايات نتيجة لخطة أريد بها مسخ التاريخ الإسلامي في أنظار أهليه ..... ونجد في هذه الروايات أنّ صاحبها يدُسُّ في كل واحدة منها راهبًا من الرهبان يصوره بصورة البطولة، يدافع عن الحريّات أو يدعو إلى المكرُمات، فإن لم يختلق راهبًا اختلق ديرًا يصوّره على أنه معقل الجنود المسلمين الهاربين، وحصن المجاهدين المطَاردين .. ! "))

((قال الدكتور شوقي أبو خليل:"أبرز ما في حياة جرجي أنه أولاً: صَنَعَت شخصيّته المدارس التبشيرية في لبنان. ثانيًا: رجل استخبارات بريطانية" وقال: إنه "أظهر شعوبيةً وحقدًا على العرب، فلقد حقَّر جرجي ـ في ذهنه فقط ـ أمتنا وأظهر مساوئها، بل ما ترك سيئة إلاّ وعزاها لأمتنا، وابتزّ منها كل مكرُمة، لقد جعل جرجي العربَ غرضًا لسهامه .. يرميهم بكل نقيصة وعيب وشر"

وقال:"روايات جرجي زيدان تعمَّدَ فيها التخريب والكذب لأجل تحقير العرب عن سوء قصد لا عن جهل .. تعمّدَ التحريف وتعمّدَ الدسّ والتشويه، وتعمّدَ فساد الاستنباط مع الطعن المدروس! .. لعمالته الأجنبيّة وتعصّبه الديني الذي جعله ينظر إلى تاريخنا العربي الإسلامي وآداب اللغة العربية بعين السخط والحقد")).انتهى

ومن شدّة حقد جرجي زيدان على الإسلام والمسلمين أنه لم يترك أحدًا من أعلامهم إلاّ وتناوله بالتشهير والتشويه والطعن، فبدأ برسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ بالصحابة والخلفاء والفاتحين ..

لقد نذر حياته الخسيسة لتشويه الإسلام ورجاله، وذلك حتى يصرف غير المسلمين عن التفكير بالإسلام والدخول فيه، وليزرع البغضاء في قلوبهم تجاه المسلمين، وما أظنّه كان يحلم أن يأتي يوم تصبح فيه كتبه وكلماته مرجعًا لبعض المسلمين!!

وإليكم بعض أقواله الساقطة؛

· ((قال عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن سطوته انتشرت في جزيرة العرب، ويسمى أتباعه المسلمين .... وهو لم يدع قافلة تمر بالمدينة إلاّ غزاها وفرّق أسلابها وأموالها بين رجاله"!!

· ووصف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأنه "تشغله فتاة تورّدت وجنتاها وذبلت عيناها، وتكسّرت أهدابها، واسترسل شعرها الأسود على ظهرها وصدرها"!!

· ومحمد بن أبي بكر ومروان بن الحكم يتنافسان على حب فتاة مسيحية.

· والصحابي ابن الحواري عبد الله بن الزبير "ملحد"!!!

· وسُكينة بنت الحسين "أمرت أشعب، وكان مضحكاً لها،أن يقعد على بيض حتى يفقس، وقعد أيامًا ثم فقس البيض وملأت فراريجه الدار، فسمتها بنات أشعب"!!

· وأما السيدة نائلة زوجة عثمان رضي الله عنهما، فيصفها جرجي قبّحه الله وصفًا أخجل أن أنقله [انظر عذراء قريش ص32]

· وعبد الرحمن الغافقي "له خباء من النساء، وفي خبائه عشرات من النساء، وهو هائم بحب إحدى الفتيات، وله قهرمانة تشرف على خباء نسائه .. وهي ذات نفوذ تولي وتعزل من تشاء"!!

· ويقول عن الخليفة المعتصم:"إنه أنشأ كعبة في سامرا ليحوّل المسلمين عن كعبة مكّة ويذهب بما بقي للعرب من مصادر الرزق حتى يميت عرب الحجاز لأنهم يرتزقون من الحُجّاج، فأنشأ كعبة في سامرّا ليغني المسلمين عن الحجاز، ولكنه ليس أول من فعل ذلك من الخلفاء أو الأمراء، فقد حاول ذلك الحَجَّاج والمنصور ولم يُفلحا"!!

يتابع الدكتور مازن المبارك قائلاً: وكأني بجرجي .. يظن أن الحج إلى الكعبة صادر بمرسوم أو أمر من الخليفة! وأن الخليفة يستطيع أن يبني كعبةً حيث يشاء، وأن يأمر المسلمين بالحج إليها، وأن المسلمين يطيعون فيستغنون عن كعبة بيت الله الحرام في مكّة!!

والجدير بالذكر أن التاريخ يقول عن الخليفة المنصور الذي يتهمه جرجي بمحاولة بناء الكعبة أنه مات محرماً في طريقه إلى الحج على بعد أميال من مكّة.

وما لنا نعدد الأسماء؟ ولم لا ننظر إلى ما قاله عن العرب والمسلمين كافّة؟

· يقول جرجي "لم يبق أحدٌ يحاربنا إلاّ ثلاثة: العرب والمغاربة والأتراك؛ والعربيّ بمنزلة الكلب (هكذا!) اطرح له كسرة واضرب رأسه، والمغاربة أكلة راس، والأتراك ما هي إلاّ ساعة حتى تنفد سهامهم، ثم تجول الخيول عليهم فتأتي على آخرهم، ويعود الدين إلى ما لم يزل عليه أيام العجم" [انظر (عروس فرغانة) ص168]

· وفي مجال الصراع بين العرب وخصومهم يقول "إن السِّخال لا تقوى على النطاح، والبغال لا صبر لها على لقاء الأُسْد"!!

· ويقول:"إنّ ما عند كسرى من ذهب وحجارة كريمة ذهبَ كلّه غنيمة للمسلمين، وهم يومئذ أهل بادية، حفاة عراة، لا يفرّقون بين الكافور والملح، ولا بين الجوهر والحصى .. فاقتسموا الآنية، وقطّعوا الأبسطة، ومزّقوا الستائر. وكان نصرهم من آيات تغلب البداوة على الحضارة"!!)).انتهى

هذا غيضٌ من فيض نتن من آثار جرجي زيدان ذلك الكذاب الأشر والحاقد والمزوّر القذر.

وهو المرجع الذي يعتمد عليه المتهجّمون على الأمير!

ومرّ معنا آنفًا كيف اتّهم الكذّاب جرجي القائد صلاح الدين بالماسونية، ومن قبله الخليفة الوليد بن عبد الملك! بل وعلماء المسلمين وفقهاءهم.

فالذي يفتري كل هذا الكذب والبهتان هل يصعب عليه أن يفتري على الأمير عبد القادر ويتهمه بالماسونية؟!

ثمّ إذا كانت الماسونية دخلت إلى سورية من أيام الوليد وصلاح الدين فلماذا يقول جرجي إن الأمير هو أول من أدخلها إلى سورية؟! الجواب: لأنّه كذّاب أشر في كلّ ما قاله وادَّعاه.

والعجيب من الأخ صاحب (فك الشفرة) أنّه لم يطلب من كل هؤلاء الكذّابين الحاقدين الصليبيين أي برهان أو بيّنة!!

والحديث عن تفاصيل قصّة ادعاء الماسونية انضمام الأمير إليهم سيأتيكم إن شاء الله

في الحلقة القادمة.

وإنا لله وإنا إليه راجعون

خلدون مكّي الحسني

للبحث صِلة إن شاء الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير