تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونعود إلى ذكر الذين أرسلوا إلى الأمير رسائل الشكر والثناء:

(جمعية حماية بني الوطن)، وفي أيّام زيارته إلى مدينة "لوندرا" في بريطانيا ـ وذلك بعد زيارته لفرنسة سنة 1865م مُرْسَلاً من قِبَل السلطان للقاء نابليون الثالث ليطلب منه التوسط لدى قيصر روسيا لإطلاق سراح زعيم الجهاد الشيشاني، الشيخ شامل الداغستاني ـ قدَّمَتْ إليه هذه الجمعية تحريرًا صوْرَتُه: ((إلى سمو الأمير عبد القادر أما بعد: فنحن الواضعون اسمنا في هذا التحرير عمدة جمعية حماية بني الوطن قد سررنا وابتهجنا عندما سمعنا بوصولك إلى عاصمتنا لأننا نحب شخصك ونحترمه نظرًا لِمَا نعرفه من حسن أخلاقك، وصفاء طويّتك لسائر عباد الله، ولا يخفى أنّ مبادئ هذه الجمعية التي نحن مرتبطون بها، توجب علينا أن نحبّ ونحترم أبناء الشَّرَف، وتلزمنا بمراعاة مصالحهم؛ وقد رجَحَ ميلنا لنحوك لأنك مملوء بالشفقة والرحمة على عباده تعالى، وبرهان ذلك ما أبديته مع ألوف من مسيحيي دمشق حين التجؤوا إليك، فإنّك آويتهم وبالغت في الإحسان إليهم مع أنهم ليسوا من أبناء دينك! فنحن الآن بالنيابة عن نصارى هذه العاصمة نؤدي لك الشكر والثناء الجميل حيث أنك جبرت المنكسرين، ثم نخبرك أننا قد تمثّلنا بين يدي إمبراطور فرنسة وأدَّينا له ما يليق بعظمته من الشكر على إحسانه إلى سكّان الجزائر، ونفرح الآن بكوننا نخاطبك أيها السيد المحترم ونسأل الله تعالى أن يديمك رحمةً للمساكين زمنًا طويلاً)).انتهى [تحفة الزائر 2/ 160]

4ـ جريدة (مندابلوسنمري) الفرنسية، التي نشرت في عددها الصادر في 4/ 8/1860م تحت عنوان: "عبد القادر أمير (مْعسكر) سابقًا" ما نصّه: ((إنّ حوادث سورية المحزنة قد أظهرت للوجود اسمًا كان محجوبًا بغياهب الغربة، وهو ذاك الاسم الذي طالما كررته ألْسِنَة الأمّة الفرنسوية بالرَّجفة والاضطراب؛ هو ذلك الاسم المرسوم بأحرف دمويّة من شاطئ نهر (شْلف) إلى رمال الصحراء في الجزائر. وقد أبدت له قناصل الدول ونصارى دمشق الشكران الجميل في سورية، وبذلك انكشف عن مزاياه الحجاب الذي كان ساترًا لها، وغدونا جميعًا نتبارك باسم عبد القادر؛ وهو الذي اقتحم الأخطار لأجل أولئك المساكين من أيدي سافكي الدماء ثمّ جمعهم في قصره وأفاض عليهم من سجال كرمه وبرّه، وقام فرسان المغاربة الأمناء بمساعدته أحسنَ قيام فبذلوا وسعهم في انقاذ المسيحيين وحمايتهم من اعتداء سفهاء الشام والدروز، هو ذلك الرَّجل الذي كان يلوح على وجهه أمارات الثبات، وعلامات الحزم والفطنة، مما يدل على شرفه واتّصال نسبه بالرسول! هو ذلك الرَّجل الذي أقام في منفاه سنين ولم يتغيّر عمّا كان عليه من المحافظة على الأوامر الشرعيّة!، وأداء الحقوق الثابتة للإنسانية، هو ذلك الرجل الذي كان عدوًا لدولة فرنسة وأقام مدّة سبع عشرة سنة ينادي بالجهاد فيها؛ ثمّ إنّ ما نَسَبَه إليه أعداؤه من الأفعال غير اللائقة كقتل الأسرى والحنث في اليمين إلى غير ذلك مما نسبوه إليه، ويأباه طبعُه الكريم، قد كذّبه تحريرُه الشهير الذي بعثه إلى لويس فليب ملك فرنسة الدّال على كرم أخلاقه ولطف جانبه ...... وغاية الأمر فإنّ مزايا الأمير وأخلاقه الكريمة كانت دليلاً على شرف نفسه وتقدّمه في الجزائر كما هو الآن في سورية، وبرهانًا قويًا على طهارة قلبه وإرادته الخير إلى سائر عباد الله .... الخ)).انتهى [انظر (تحفة الزائر) 2/ 112ـ113]

5ـ ونشرت جريدة فرنسية أخرى مقالاً فيه: ((الأمير عبد القادر هو ذلك الرجل الباسل الذي أبدى أمورًا وأعمالاً لم يكن أحدٌ يتصورها ولذلك كانت جديرة بأن تدوّن في أجمل تواريخ العالم، وآخر ما نقول إنّ عدونا القديم في الجزائر قد جعله الله الآن سببًا لإنقاذ المسيحيين في الشام)).انتهى [تحفة الزائر 2/ 114]

6ـ ليس هذا فحسب، ((ففي مدّة إقامة الأمير في الحجاز سنة1280هـ = 1864م، توفّي ملك اليونان وانعقد مجلس نواب الأمة اليونانية في أثينا للنظر فيمن يولونه عليهم ملكًا، فكتبوا اسم الأمير في المنتخبين لذلك، ونادى كثيرٌ منهم باسمه،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير