? و قال تعالى {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ .... الآية}
? و قال تعالى مستثنياً من يحل لها كشف الوجه من القواعد و من في حكمهن {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} النور60
فما الذي يفهمه العربي الأصيل الذي نزل القرآن بلسانه {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} فصلت3 المتجرد من الهوى و التبعية و لرأي غيره من تلك الآيات؟
أليس الصحابة رضي الله عنهم هم أهل اللغة العربية، وأهل التجرد من الهوى و التبعية؟ فانظروا إلى فهمهم و تطبيقهم العملي لمقاصد تلك الآيات و معانيها حيث فهموا أن المقصد تغطية الوجه و ستره.
ففي مسند الإمام أحمد و سنن أبي داود: تقول عائشة رضي الله عنها (كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم – محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه.
وفي صحيح ابن خزيمة: تقول أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- (كنا نغطي وجوهنا من الرجال).
وفي البخاري و غيره: تقول عائشة رضي الله عنها –: يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما نزلت (َلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) شققن مروطهن فاختمرن بها.
قال ابن حجر و الشنقيطي: اى غطين وجوههن.
وفي الصحيحين: تقول عائشة _ رضى الله عنها- كنَّ نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس.
بل إن من أعظم الشواهد الإذن للخاطب أن ينظر إلى وجه المخطوبة ولو خفية ولو كانت الوجوه مكشوفة لما احتاج إلى الاختفاء. يقول جابر – رضى الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – إذا خطب أحدكم المرأة فان استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجتها (رواه أحمد وأبو داود)
بل خذ يا طالب الحق ما هو أقوى دلالة وأشمل، يقول صلى الله عليه وسلم: المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها (رواه الترمذي) يقول الإمام أحمد و مالك: كل شيء منها عورة حتى ظفرها.
ولتحقيق كمال العفة وصون العرض وسد أبواب الفساد شرع الله أحكاما شرعية كالسياج و الحصن الواقي و الحافظ للشرف و الكرامة. فمن ذلك:
• جعل القوامة للرجال على النساء {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} النساء34
• ومنها أمرهن بالقرار في البيوت لأنه أعظم حجاب إلا الخروج لحاجة أو ضرورة مع وجوب التستر وعدم التبرج {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ... الآية)
• ومنها وعيد ولعن المتبرجة السافرة: يقول صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما ... وذكر نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها .. (رواه مسلم) وقال: سيكون في أمتي رجال يركبون على سروج أشباه الرحال (أي السيارات) ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات (رواه احمد) فمادمن يُلعنَّ وهن على أبواب المساجد فكيف إذا كنَّ بغير تلك الأماكن؟
• ومنها نهيهن عن الخضوع بالقول عند الحاجة لمخاطبة الرجال (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} الأحزاب32
¥