• ومنها نهيهن عن التطيب عند الخروج: ففي سنن النسائي يقول صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية.
• ومنها الأمر بغض البصر {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} النور30، {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ... الآية) النور31
وكيف يستطيع غض بصره عن من جلست أمامه امرأة على طاولة واحدة!
• ومنها تحريم سفر المرأة بلا محرم كما في الأدلة المشهورة.
• ومنها أمر النساء بلزوم حافات الطريق و البعد عن وسطه ليبتعدن عن الرجال.
• بل حتى في الصلاة خير صفوف النساء آخرها لبعدهن عن الرجال و الفتنة.
• ومنها تحريم مس الرجل بدن المرآة الأجنبية حتى المصافحة كما في الأحاديث الصحيحة.
• ومنها أمر النساء بالخروج من المسجد قبل الرجال بل إن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد بخمس و عشرين درجة
فهذه السبل وغيرها مما شأنه أن يدرأ الفتنة و يحفظ العفة كثير في أحكام الشريعة.
فهل بعد هذا يجيز عاقل فضلاً عن عالم للمرأة أن تكشف وجهها وتخالط الرجال بناءً على الأدلة الضعيفة أو المشتبهة أو العلل المقتبسة، بدعوى طهارة القلوب وحسن النوايا وحاجة المجتمع لاختلاط المرأة مع الرجال في العمل وعدم تعطيل نصف المجتمع؟
فما دام أطهر القرون وأفضلها حُرّمَ عليهم ذلك وهم أطهر الناس قلوباً و أزكاهم أرواحاً حيث قال تعالى (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) فكيف بنا في هذا العصر ونحن نشاهد التبرج و السفور و العري وقلة الحياء مما تستحي البهائم من رؤيته عبر الشاشات و في الأسواق و الاجتماعات. فلو كان حلالاً للقرون الأولى المفضلة لحرم علينا اليوم. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
فأنادي أهل الغيرة و الرجولة و العفة و الكرامة بان يكون سداً منيعاً وحصناً حصيناً أمام مخططات الأعداء لإفساد بنت الجزيرة و بلاد الحرمين الشريفين حفيدات عائشة و أسماء من أن ينزلقن في الهاوية ويكنَّ فريسة للزبانية.
كما أنادي المؤمنات العفيفات أن يرضين بما شرع الله لهن، و أن يكنَّ متبوعات بالخير لا تابعات بالشر قال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب36
وليطلعن على كتابات و صرخات عقلاء و عاقلات الغرب و الشرق ممن ذاقوا مرارة التبرج و السفور و الاختلاط أثاره المحذره من التبرج و السفور و الاختلاط. بل جهدهم و سعيهم لعزل النساء عن الرجال في الجامعات و الحافلات و غير ذلك كما في أميركا و غيرها.
ونحن قادرون على تهيئة بيئة منعزلة تماماً عن الرجال كما في مدارسنا فلماذا لا نعمم ذلك في مستشفياتنا و أسواقنا و منتزهاتنا و ما احتاجته المرأة من إدارت متعلقة بشئونها و موافقة لفطرتها و أنوثتها ليعملن مطمئنات النفوس آمنات من الفتنة حافظات لشرع الله.
علماً أن وظيفة النساء الكبرى و مهمتهن العظمى ما اصطفاه الله لهن من القيام بالحمل و الولادة و الرضاعة و التربية و القيام بشئون المنزل وحقوق الزوج. يقول أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي (إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقاً إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة).
وأخيراً أرفع صوتي و ندائي لمقام قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله و رعاه فأقول: إن والدكم الملك عبد العزيز غفر الله له كتب له التاريخ صفحة من ذهب بتحكيمه الشرع و نشر الأمن و العدل وجمع الكلمة و تطوير البلاد و ازدهارها وقد جمع بين المحافظة على أحكام الشريعة و الاستفادة من تقنيات العصر و منتجاته. فتحققت المصالح الشرعية و المصالح الدنيوية. بينما ((كمال أتاتورك)) كتب له التاريخ صفحة سوداء بقضائه على الخلافة الإسلامية و مواكبة الانحراف الغربي و الخلقي فهاهي بلاده تعيش فقراً وضعفاً. وأنت يا والدنا و قائدنا: بين علماء و دعاة و صالحين يدعونك و يرغبونك بالمحافظة على إرث والدكم و ما شيده وما بناه.واقتفاء خطاه. وبين قوم يرغبونكم بمسلك كمال أتاتورك وخطاه ليقضى على تلك الولاية الإسلامية المباركة
ولا نظنك إن شاء الله تحيد عن مسلك ووصايا والدكم غفر الله له وقد قال صلى الله عليه وسلم (ما من وال إلا وله بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف و تنهاه عن المنكر و بطانة لا تألوه خبالاً فمن وقي شرها فقد وقي وهو إلى من يغلب عليه منها)
حفظ الله ديننا و أمننا و نساءنا وصرف عنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن. وأصلح الله ولاة أمورنا و رزقهم البطانة الصالحة الناصحة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بقلم / عيسى بن درزي المبلع
خطيب جامع الأمير سعود الفيصل بحائل
الخميس 15/ 6/1429هـ
¥