جولة سياحية في كتاب: براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأُمة
ـ[خديجة المسلمة]ــــــــ[20 - 06 - 08, 07:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الكرام: بين يدي كتاب نافع عظيم الفائدة وهو كتاب: (براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأُمة) بتقديم سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
الجولة الأولى: (مؤلف الكتاب):
هو: فضيلة الشيخ العلامة: بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله ورعاه وشفاه، ولا يخفى شخصه على أحد غالباً إذ أن سماحته عضو متقاعد – بسبب المرض – عن هيئة كبار العلماء، وعلامة سلفي، و منجنيق ناري على أهل الأهواء والبدع، ألف كتباً عظيمة القدر، كثيرة النفع، رفيعة المباني والمعاني منها:
1 - حكم الانتماء للفرق والأحزاب الجماعات الإسلامية.
2 - خصائص جزيرة العرب.
3 - تصنيف الناس بين الظن واليقين.
4 - هجر المبتدع.
5 - الكتاب الذي بين أيدينا (براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأُمة).
وغيرها مما لم يحضرني كثير وجلها ردود على المخالفين، فهو علم من فوقه نارٌ، ثبته الله على السنة وقمع به أهل الأهواء المضلة.
الجولة الثانية: (تعريف بموضوع الكتاب):
هذا الكتاب العظيم النفع، المحلى بمقدمة عظيمة لإمام عظيم رحمه الله، صنفه مؤلفه في التحذير من رجلين وهما:
1 - محمد زاهد بن الحسن الكوثري.
2 - من تكنى به ونسب نفسه إِليه: أَبو زاهد عبد الفتاح أبو غدة الكوثري.ولقد وصف المؤلف (العلامة بكر أبو زيد) الأول منهما بقوله: "وكان الأَول ((صريع أَهل السنة)) " و " المهاتر " وغيرها من الأوصاف. و وصف الثاني بقوله: " البائس" و " حاضن مبتدعها " – أي: أن عبدالفتاح أبو غدّة هو حاضن المبتدع: محمد زاهد الكوثري، و وصفهما بأقبح وصف فقال: " هذه الحطة المندسة في صفوفهم ".
ولخص المؤلف حفظه الله سبب تأليفه للكتاب، مبينا أن ليس المراد فضح المبتدع الأفاك محمد زاهد الكوثري فقط، إنما كشف من حمل لواءه دفاعاً عنه، وانسياقاً خلف باطله، وهو: عبدالفتاح أبو غدّة فقال حفظه الله: " ثم لتنفض عن الأَنظار غبار الترويج, وتحسر عن أُناس يحملون على رؤوسهم بياضاً, وفي قلوبهم سواداً, معلنةً أَنه لا مكان للمُسْتَخْفِين و الساربين هنا: ذلك بما عملته أَيديهم. و به تعلم أَنه ليس القصد هنا الكشفَ عن ذاك المبتلى, وإِنما المسير إِلى الكشف عمن خلفه بالعض على هذا البلاء بطريق نصرته البالغة لبائس تشعبت به الأَهواء, قد فرغ أَهل السنة من الإِطاحة به ".
واعتذر المؤلف حفظه الله عن إقدامه على ذلك بأسباب وهي:
1 - كشف حال أهل الضلال – وهذين بالخصوص - حتى يتبين ذلك لأهل العلم الذين قد يخفى عليهم حال الأشخاص وحتى لا يُظن أنهم في جملة أهل الحق والإتباع فيضل بهم أقوام. قال حفظه الله: " ليرى أَهل العلم ماذا يحتضنون, وماذا يراد بهم وهم نائمون ". و قال: " وكان الأَول ((صريع أَهل السنة)) قد فُرغ منه, إِذ أطيح به بردود متعاقدةٍ متناصرة, كاشفة خبيئته, موضحة حقيقته:
جَاءَتْ تَهَادى مُشْرِفاً ذراها ** تحن أُولاها على أُخْرها
فطاح جملةً واحدة, ولن تجد له بَعْدُ من الراسخين في العلم تَبِيعاً, لا سيما بعد صدور كتابَي ((التنكيل. . .)) و ((طليعته)) لذهبي العصر العلامة المعلمي, المتوفى سنة 1386هـ - رحمه الله تعالى -. ". وفي هذا بيان أن بعض أهل العلم قد يخفى عليه حال بعض أهل البدع، فمن علم حجة على من لا يعلم.
2 - أن الرد على المخالف، والتحذير منه، وبيان بدعته وجرحه سنة ماضية سنها رسوله الله صلى الله عليه وسلم وحابته وأتباعهم إلى أن تقوم الساعة، فلا لوم على من عرف الحق وعمل به و دعا إليه وعرف الباطل واجتنبه، وحذّر منه.قال المؤلف حفظه الله عقب كلامه المقتبس السابق مباشرةً: " وهذه (أي الردود على أهل المخالفة) - ولله الحمد - سُنَّة ماضية "
3 - أن الرد على المخالف من حفظ الله لدينه، قال حفظه الله بعد كلامه المقتبس السابق مباشرةً " في حفظ الله لدينه مادام في الأَرض كتابٌ يتلى, وسُنَّة تدرس, وفي القلوب عقل وإِيمان. فإِن هذا وأَمثاله لا مكان لهم في سجل العلماء المعتدِّ بهم إِلا على سبيل إِسبال بُردة التفنيد, والرمي في وجهته بكل نقدٍ وتنقيد.".
¥