ـ[خديجة المسلمة]ــــــــ[20 - 06 - 08, 07:19 م]ـ
(3)
الجولة السادسة: (وقفات مع كلمات ذهبية في هذه الرسالة):
قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله: محذرا من كتب أهل المخالفة لمنهج السلف واعتقادهم:
" يا أَيها الراغب في السنة: اعتبر اعتبار أُولي الأَبصار, وكن من كتب عصبة التعصب على تَقِيَّة, فإِنها ليست بِنَقِيَّةٍ, وفيها دَسَائس خَلَفية، وَتَبَصَّر أَي الفريقين أَحق بالأَمن من الهوى وغَلَبة العصبية واحذر العزو إِليها فإِن فوتها غنيمة, والظفر بها هزيمة. ".
وقال مبيناً أن النقل عن أهل البدع دون الإشارة لبدعهم أو التحذير منهم ليس من النصيحة في الدين، قال:
" كيف يرضى ((السلفي)) باعتماد النقل عن هذا البائس- الكوثري - مع إِغراقه في العصبية, ولا تحذير؟ أَليس الدين النصيحة؟ ".
وقال حفظه الله مجيباً عن من يقول: إن نقلت حقاً فلا تثريب علي إن لم أشير إلى بدعته أو ابتداعه قال:
" وإِذا رضي ذلك لأَن ما ينقله يعتقده حقاً, فكيف لا يبين للناس تهالكه في عتبة التجهم والاعتزال. وهذا من واجب البيان, ولا يجوز تأْخيره عن وقت الحاجة.".
وقال العلامة السلفي بكر أبو زيد حفظه الله في رده على من يقول: لا بأس أن تقرأ كتب المبتدعة و المخلطين بالبدع وتأخذ النافع وتجتنب الضار، قال مجيباً:
" ومن قال: آخذ ما صفى, وأَدع ما كدر, قيل: هذا غير مقبول فيمن غلا وجفا, ونأَى عن الصدق والتُّقى مع السكوت عن مسالكه في: التضليل والردى. والمعقود في: اعتقاد أَهل السنة والجماعة أَنه لا ولاء إِلا ببراء, فلا موالاة للسنة إِلا بالبراءة من البدعة, ولا موالاة لعلماء السنة وأَهلها, إِلا بالبراءة من علماء المبتدعة وحملتها, وهلم جرا. فالمنابذة مستحكمة, والرحم جَذَّاء بين السنة والفعلات الشنعاء ".
وقال مبيناً أهمية الرد على المخالف، والتحذير من البدع والمبتدعة والحذر منهم وأن هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
" النهي عن المنكر من واجبات الشريعة الغراء, وكل امرئ بقدر ما فيه يكون الولاء و البراء, و يناصح وينبه على خَطَئِهِ وخطله, على ضوء شريعة رب الأَرض والسماء ".
وقال حفظه الله مبيناً علامة أهل الأهواء والبدع وعلامة أهل السنة والاتباع:
" هل يصدق من قال: بأَنه تائب من البدعة, وهو محتضن لحاملها, متنكر لمفترعها ".
" لا يجتمع الولوع بين المتضادين فكما لا يجتمع في قلب عبدٍ: حب القرآن وحب الغناء, فكذلك لا يجتمع حب السنة والبدعة, ولا حب السني والمبتدع ".
" من ينحو في الاعتقاد منحى السلف, المعروف عند الإِطلاق, ينفض يديه من المبتدعة, ويغسل كتبه من الخلفية, ويكف قلمه عن المدح, والتمجيد, والحفاوة بمن يلعن السلف, ويسبهم, ويكفرهم ".
" من مارس لغة المرتاب عُرِف في لحن خطابه. وكيف يصافحُ أَهْلَ السنة مَنْ يَداهُ مشغولتان بحمل المبتدعة؟ "
وقال العلامة السلفي المؤلف لهذه الرسالة مؤكداً أهمية توحيد المشرب على الكتاب والسنّة، والحذر من البدع والأفكار الدخيلة، و مبينا خطر انشطار المجتمع إلى فئات مختلفة كل له فكره، واعتقاده، و ولاؤه و براؤه على مبادئه المجرد عن الدليل وفهم السلف قال حفظه الله:
" تعدد الاتجاهات, والتموجات العَقَدية, والفكرية في البلد الواحد, تورث انشطار أَهله, وصراعهم, وضعفهم".
" دين الإِسلام واحد لا يقبل الفرقة ولا الانقسام, ويأْبى هذه النواقض أَشد الإِباء, فيجب على من بسط الله يده أَن يقلم أَظافير الفتن, ويقمع نوابت الضلال, وطوبى له في حماية الإِسلام والمسلمين".
الجولة السابعة: (مع الخاتمة)
ختم العلامة السلفي بكر بن عبدالله ابو زيد حفظه الله هذه الرسالة المباركة بنصيحة مشفق، نصح بها طلاب العلم، وهي من أثمن ما يتناصح به المتناصحون، ألا وهو الاستسلام للحق متى عرف وظهر وبان، والحذر من المخاصمة بجهل، أو هوى، قال حفظه الله:
" وجميل بمن سمع الحق: أَن يقيم الوزن بالقسط فيتبعه بوضوح وجلاء, فالاعتقاد لا يحتمل المجاملة ولا المتاجرة, ولا نثر ماء الوجه وإِهداء صيانته. فليصل العبد قلبه بربه. وليقطع أَسباب مثل تلك المحبة الجامحة به إِلى الهلكة.وليبحث: ليعلم. وليكتب: ليفيد. ولينقد: لنصرة الحق والحقيقة المستقيمة على الطريقة بمثل ما كان عليه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأَصحابه -رضي الله عنهم-. ومن حاد: فسيكون علمه وبالاً, وبحثه ضلالاً, وجهده هباءً. نعوذ بالله من الشقاء, والفتن الصماء. وإِن وراء الأَكمة رجالاً, وللحق أَنصاراً. {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} ".
في ختام جولتنا السياحية في هذا الكتاب المبارك أسأل الله تعالى أن يجزي المؤلف خير الجزاء على هذا السِفر المبارك، وأن يجنبنا غوائل النفس ومداخل الشيطان وأن يغفر للإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله و جزى الله علماءنا خير الجزاء ورفع قدرهم وأعلى شأنهم.
والحمد لله رب العالمين
منقول