تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلا غرابة من اشتراط الباحثين والعلماء اليوم شروطا كثيرة في جواز الزّواج من كتابيّة، فهي كلّها مستقاة من تلكم المقاصد الّتي بُثَّت في كتب العلماء القدماء حيث النّقاء والصّفاء، فكيف في عصر ذاعت فيه الفحشاء، ومجملها:

التأكّد من كونها من أهل الكتاب.

الإحصان.

ألاّ تكون حربيّة.

توفّر شروط العقد.

عدم الخشية على الأولاد: من الانسلاخ من الدّين، وأكل الحرام.

رجاء إسلام تلك المرأة.

أن يكون المسلم متين العقيدة.

أن يكون مستقيما على تعاليم الإسلام.

وإلاّ، فإنّه آثم بزواجه ووقع فيما حذّر الله منه: {أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة: من الآية221].

السؤال الثاني والثلاثون:

- قرأت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (23/ 164) قوله:

(ويرخّص للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يأتي بعض ما ينهى الناس عنه إن كان إتيانه بغرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسما لمادة الفساد، فيجوز له حضور مجالس المنكر بغرض الإنكار على أهله، ويجوز له التخلّف عن صلاة الجمعة أحيانا لينظر من لا يصليها فيعاقبه .. ).

هل هذا الأمر يعمّ كلّ من يأمر أو ينهى، أو هو خاصّ بمن ولاّهم الحاكم كهيئة الحسبة؟ وما معنى قول شيخ الإسلام: (يأتي بعض ما ينهى الناس عنه .. ) هل معناه أن فعل ذلك الأمر أو إتيانه بمعنى حظوره؟

الجواب:

الله أعلم، ولم أقف على كلامه هذا، فإن صحّ عنه ذلك، فلا بدّ من النّظر أهو ناقل لكلام غيره ليردّه، أو نحو ذلك، فإن كان قد قاله فهو مخالف للنّصوص الكثيرة والثرّة الغزيرة الّتي تنهى المسلم أن ينهى عن الشّيء ويأتيه، ومخالف أيضا لما ذكره رحمه الله في موضع آخر فقال:

" ولا يجوز لأحد أن يحضر مجالس المنكر باختياره لغير ضرورة، كما في الحديث أنّه قال: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الخَمْرُ)) ورُفِع لعمر بن عبد العزيز قومٌ يشربون الخمر فأمر بجلدهم فقيل له: إنّ فيهم صائما. فقال: ابدءوا به، أما سمعتم الله يقول: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}؟ فبيّن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنّ الله جعل حاضرَ المنكر كفاعله، ولهذا قال العلماء: إذا دُعِي إلى وليمة فيها منكر كالخمر والزمر، لم يجز حضورها، وذلك أنّ الله تعالى قد أمرنا بإنكار المنكر بحسب الإمكان، فمن حضر باختياره ولم ينكره فقد عصى الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم بترك ما أمره به من بغضّ إنكاره والنّهي عنه ".

السؤال الثالث والثلاثون:

- هناك بعض الأسواق الأسبوعيّة وغيرها أين يباع فيها الأغراض المستعملة، وبعض السّلع الرّخيصة وغيرها، وهناك بطبيعة الحال بعض اللّصوص الذّين يبيعون سلعهم، ولكن في كثير من الأحيان لا يعرفهم المشتري، فهل هناك بأس على من يشتري في هذه الأسواق، وهل عليه التحقّق والسّؤال عن هذا البائع، أم الأمر واسع؟

الجواب:

في مثل هذه القضايا فإنّ الحكم والعبرة بالغالب، فمتى غلب عليك شيء فعليك أن تحكم بموجبه:

فإِنْ كان الغالب على هذه الأسواق أن يباع فيها الأشياء المسروقة فلا يجوز الشّراء منها إلاّ ممّن يوثق به.

أمّا إن كان الغالب خلاف ذلك، جاز إلاّ إذا علم المشتري أنّ السّلعة مسروقة، أو أنّ البائع معروف بالسرقة.

هذا واللهَ نسأل أن يوفّقنا وإيّاكم لما يحبّه ويرضاه، وأن يثبّتنا على طاعته وتقواه، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

وكتبه أبو جابر عبد الحليم توميات لأخيه الفاضل والعزيز أبي عبد الرّحمن الأندلسيّ المالقي.

ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 01:18 ص]ـ

أسئل الله يا شيخنا أن يجازيكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأن يرفع قدركم في الدارين و أن يثبت أقدامكم ويشرح صدوركم ويحفظكم بحفظه وأن يجمعنا بكم في الدنيا - عاجلا غير آجل - على حبه وطاعته وفي الآخرة في دار كرامته في يوم مزيده مع طب القلوب ودوائها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

محبكم في الله وخادمكم

محمد

كان الله له

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 07:19 م]ـ

جزاك الله خيراً.

فهذه من مواضيع الساعة التي ابتُلي بها كثير من المسلمين، هذا إن لم نكن ابتُلينا نحن ببعضها، والله المستعان!!!

ـ[محمد احمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[23 - 06 - 08, 07:29 م]ـ

جزاك الله خيراً اخي الحبيب الاندلسي واسئل الله تعالي بالتضرع والدموع ان يوفقنا لفتح الاندلس مرة اخري

واسئل منه سبحانه وتعالي ان يوفقني لتادية الصلاة في مساجد القرطبة والغرناطة, وما ذلك علي الله بعزيز, انه علي كل شيء قدير وبالاجابة جدير, وبنعمته تتم الصالحات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير