تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقارنة بين النظرة التكاملية الإسلامية بين الرجل والمرأة والنظرة التنافسية العلمانية]

ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[21 - 06 - 08, 12:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[مقارنة بين النظرة التكاملية الإسلامية بين الرجل والمرأة والنظرة التنافسية العلمانية]

نشهد في هذه الأيام صراعاً فكرياً وعقدياً على صفحات الجرائد والمجلات، ووسائل الإعلام المختلفة والمنتديات حول مساواة المرأة بالرجل في مجالات العمل، ومزاحمته والاختلاط به في النوادي والملاهي والمؤتمرات، وشتى التجمعات.

وذلك بسبب تزايد ارتفاع الأصوات العلمانية المدعومة من الغرب في هذه الأيام بمثل هذه الدعوى، والترويج لها، خدمة وتطبيقاّ للنظرة العلمانية الغربية في الدعوة إلى المساواة بين الرجل و المرأة في كافة الحقوق والواجبات.

على الرغم من أن النظرة الغربية لا تستند إلى مبادئ أخلاقية، ولا إلى حقائق منطقية عقلانية، و لا إلى دراسات علمية تجريبية، وإنما تستند إلى ثورة عبثية

لا أخلاقية على الأديان والأخلاق والقيم والفضائل قامت بها الثورة الفرنسية والانجليزية وغيرها من الثورات التي توالت في الغرب ضد الدين والكنيسة والأخلاق والقيم. ثم روّج لها الاستعمار في دول العالم الثالث ومنها دول العالم الإسلامي بعد أن وجد في هذه الدول حلفاء مارقين عن دينهم وقيمهم وأخلاق مجتمعاتهم من المنافقين العلمانيين والذين في قلوبهم مرض الشهوات والشبهات. فكانوا قوة وسنداً للمستعمرين في فرض هذه النظرة على بلدانهم، وترويجها بالنيابة عنهم.

وللرد على هؤلاء ومعلميهم الغربيين، نعقد المقارنة بين النظرة التكاملية الإسلامية بين الرجل والمرأة، والنظرة التنافسية العلمانية التي تقوم على دعوى المساواة بينهما، ومنافسة المرأة للرجل في كافة الحقوق والواجبات.

النظرة الإسلامية:

إن حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام أنها علاقة تكاملية وليست علاقة تنافسية كما هي عند الغرب. بمعنى أن كلاً منهما يكمل الآخر.

فالإسلام ينظر إلى الرجل والمرأة على أنهما شيء واحد هو الإنسان، وأن هذا الإنسان جنسان أو قُل جزآن متكاملان هما الرجل والمرأة، وأنهما ليسا متساويين في التكوين والقدرات، وبالتالي فيستحيل أن يتساويا في الحقوق والواجبات، لأن المساواة في أي شيء بين المختلفين نقص في العقل، وظلم في الحكم. وإن من حكمة الله الخالق جل وعلا أنه لم يجعل الاختلاف بين الرجل

و المرأة في التكوين الجسمي والنفسي اختلاف تضاد، بل جعله اختلاف تكامل. فطبيعة الرجل الجسمانية مكملة لطبيعة المرأة، وكل منهما لا يستغني عن أن يكمّل نفسه بالآخر، ولذلك أصبح الزواج ضرورة إنسانية، نظراً لأن الجنسين

لا يمكن أن يستقل أحدهما عن الآخر.

كذلك فإن بقاء الجنسين في هذه الحياة لا يكون إلى عن طريق هذا التكامل، ولو استقل كل منهما عن الآخر ليكون منافساً له – كما تصوره النظرة التنافسية العلمانية التي تدعي المساواة – لفنيَ بنو الإنسان، وانتهت الحياة.

إن قوة الرجل الجسمانية والنفسانية تناسب مواجهة ظروف الحياة الخارجية للأسرة لحمايتها وتموينها، وإن ضعف المرأة الجسماني والنفساني يناسب الطمأنينة والسكينة التي تحتاجها الأسرة في جوها الأسري الداخلي.

ولذلك فالعلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة تحيط الأسرة بسياج أمني لحياتها المعيشية، وجوّ مخملي لطيف لحياتها النفسية والاجتماعية.

إن المرأة ليست أقل ولا أكثر من الرجل في قيمتها الإنسانية، ولا منزلتها الإيمانية، فهما سواء في القيمة، ولكنهما مختلفان في الدور والوظيفة.

إن كلاُ من الرجل والمرأة إنسان مكلف في الإسلام، ولكن وظيفة كل منهما في الحياة تختلف باختلاف طبيعته الجسمانية والنفسانية، واختلاف إمكاناته الفطرية التي فطره الله عليها.

هذا هو عدل الإسلام، ورحمة الإسلام، وحكمة الإسلام.

إن الرجل والمرأة لكل منهما في الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم دوره الذي يكمل دور الآخر، ووظيفته التي لا تتعارض مع وظيفة الآخر، وقُل إن شئت إنهما شيء واحد جزآه يكمل بعضهما الآخر.

النظرة العلمانية:

أما العلاقة التنافسية بين الرجل والمرأة القائمة على دعوى المساواة بينهما، كما في النظرة العلمانية، فإن من صفاتها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير