1/ أنها تقوّض الأسرة التي هي نواة المجتمع الأولى بإبعاد المرأة عن دورها الأساسي في الأسرة وهو الأمومة ورعاية الأسرة، وتحرم الطفولة من رعاية الأمومة وحنانها، وتجعل المنزل أشبه بالفندق أو النادي الذي يعج بالفوضى والمتاعب.
2/ أنها تقوّض الحياة التنموية والاقتصادية حين تخرج المرأة إلى ميادين الرجل لتنافسه، وتحرمه كثيراً من فرصه الوظيفية، وأدواره التنموية، مع قصورها عن أداء دوره، والقيام بمهمته. ولا يخفى أن معظم معاناة كثير من دول العالم لمشكلة البطالة، إنما كان سببه مزاحمة النساء للرجال في وظائفهم، مع ترك البيوت شاغرة عمن يشغل وظيفة الأمومة والرعاية الأسرية.
3/ إن خروج المرأة للعمل أو غيره مقروناً بدعوى الحرية – كما في النظرة العلمانية – يقوّض الأخلاق، ويدفع بالمرأة إلى الانحلال والتبذل، ويعرِّضها للابتزاز، ويشيع الفواحش والفضائح في المجتمعات، ويبدد معاني العفة والفضيلة والاحتشام.
ونتائج ذلك مسجلة في الإحصاءات الغربية حيث تتضاعف فيها معدلات الزنا والاغتصاب والجرائم الأخلاقية المتنوعة مئات الأضعاف عن غيرها من البلدان الملتزمة بالقواعد الأخلاقية، والحياة الطبيعية للإنسان.
4/ إن العلاقة التنافسية وفق نظرية المساواة بين الرجل والمرأة، تشيع روح العداء و التسخط بين الجنسين، كما تحيل العلاقة بين الجنسين من علاقة مودة ورحمة إلى علاقة تحدٍ واستعلاء.
وهذا معروف في صرخات التحدي والمطالبات والشكوى المرة التي ترتفع في الجمعيات النسائية المشحونة بالكره والحقد على سلطة الرجل السائدة في المجتمع. وأكثر ما تكون في المجتمعات الغربية التي تدعي المساواة بين الرجل والمرأة، وذلك لأنها في نفس الوقت تشحن المرأة بمشاعر القهر والظلم وروح التحدي والعداء.
5/ إن هذه الروح العدائية للمرأة ضد الرجل في المجتمعات الغربية وغيرها من المجتمعات العلمانية، وهذه المطالبات النسائية الحقوقية للمساواة بالرجل، لن تجدي شيئاً، ولن تغيّر من طبيعة الإنسان وفطرته التي فطره الله عليها. فستظل المرأة امرأة والرجل رجلاً. وستظل السيادة خارج المنزل للرجل في أي مجتمع كان. وإن ظهر بعض المسترجلات الشواذ من النساء في أدوار رجالية، فستظل المرأة التي أخرجتها الفلسفة الغربية العلمانية من وظيفتها الإنسانية العظمى وهي الأمومة ورعاية الأسرة، ضحية السير في الطريق المعاكس للفطرة والحياة الطبيعية الإنسانية.
6/ إن جريمة إبعاد المرأة عن دورها الأسري الذي يتمثل في الأمومة ورعاية الأسرة، والزج بها في الشارع المزدحم بشتى المنافسات، هي جريمة العصر الذي نعيشه الكبرى، والتي تولى كبرها فلاسفة الغرب الملاحدة وحكوماته الاستعمارية الماكرة، وعمل لهم في بلدان الإسلام منافقوا هذه الأمة ومغفلوها، حتى أصبحت قضية العصر التي تتردد على كل لسان، وينعق بها كل ناعق.
لذا فإنه يجب إيقاف هذه الدعوة الشاذة المنحرفة عن بلاد المسلمين ومحو آثارها السيئة من مجتمعاتهم، و إن كانت بلدان إسلامية كثيرة قد ابتليت بها قهراً، أو بسبب الترويج العلماني الماكر، فإنه يجب أن ترفض رفضاً باتاً في بلد الحرمين الشريفين، ويحاسب مروجوها، ويحاكموا بحكم الإسلام الذي شرعه الله لعباده في هذه الحياة الدنيا.
وكتبه:
أبو حامد محمد بن حامد آل عثمان الغامدي
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[21 - 06 - 08, 12:34 م]ـ
بارك الله فيكم وفي صاحب هذا المقال
لفتة رائعة في الفرق بين معطيات وحي السماء وبين إملاء الشارع الغربي.
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[22 - 06 - 08, 05:08 ص]ـ
أبو عبدالرحمن المدني
آمين
جزاك الله خيرا