ثم امتن الله علينا بأن ألف بين هذه القلوب وجمعها فقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
وهل يجمل بقلوب اجتمعت على الإيمان بالله ومحبته وطاعته أن يحصل بينها ما ينقض هذا الائتلاف العظيم ..
- أرى أخي الحبيب أبي فهر لم يعرج على ذكر أمر مهم وهو أن عقد الاجتماع وفضل الله عز وجل كان بأمرين الأول هو الإيمان بالله عز وجل (وقد ذكره الشيخ الفاضل) الثاني وهو مقتضى الإيمان بالله عز وجل هو طاعة الرسول وتحكيمه فيما شجر قال جل وعلا (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) وقال جل علا (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وسميت هذه الآية آية الابتلاء كما لا يخفى .. والشاهد على هذا الأصل أكثر من أن يذكر ولا يخفى صاحبي ..
- إذا تقرر هذا فلا شك أن أهل الإسلام المتمسكين بالسنة الذابين عنها الدائرين في فلك أهلها لمحبين لها مخطؤهم ومصيبهم قريبهم منها وبعيدهم عن رأس الأمر المجتهد في الحق الضال عنه لعارض ما ..... لا شك أننا من حبه (الضال) تنفير الناس عنه حتى لا يُضِلَ الناس فيحمل أوزارهم يوم لا ينفع مال و لابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...
- تنبيه الضال عن الحق من أهل الإسلام يكتنفه أمران وينظر إليه الإنسان بعينين (عين القدر) وهو الشفقة عليه ورحمته وخشية أن يُحذلَ الإنسان عياذً بالله فيسلك سبيله نسأل الله العافية والسلامة (عين الشرع) وهو أن تحمله على الشرع وتأمره به وتبينه له وتجري عليه أحكام الشرع في حقه ....
- فيبنى على ما سبق أن الائتلاف المطلوب والمأمور به هو الأئتلاف الشرعي على الحق وعلى طريق النبي صلى الله عليه وسلم لا مجرد الأئتلاف على بدع تنسب للإسلام و الإسلام منها براء .. نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين
قال الشيخ حفظه الله
- فيا أيها الذين أمنوا إن الاختلاف في تمييز الحق وتفسير مراد الله من عباده سنة كونية، وقد ثبت لكم ولمخالفيكم عقدُ الإسلام وظاهر الالتزام بحدود الإيمان،وهذا من أعظم موجبات حصول ائتلاف القلوب، ولا يجوز أن يُضيع هذا الائتلاف العظيم بخلاف الرأي في العلميات أو العمليات، وإنما تُوزن كل مسألة بحسبها، ولا يُزيل ألفة القلب إلا الكفر البواح والخروج عن شريعة الإسلام، أما ما دون ذلك فرتب ودرجات ليسوا سواء ..
جزاك الله خيرا وهنا لعله لا يكون اعتراضاً وإنما توضيح إذا صحت التسمية ..
فلا شك أن الألفة للمسلم باقية بعقد الإسلام و لا يعني هذا عدم بغض بعض المسلمين لمخالفتهم هدي سيد المرسلين وما بين رأس في الضلالة ومبتدع متأول مراتب كما لا يخفى!! فالألفة لا يلزم منه تقديم المبتدع بين يدي أهل السنة ووضعه على المحاريب يدرس الناس والدفاع أو الإستماتة في تأويل أخطاء المبتدع!! بل وجفاء من يتعرض له من أهل السنة .. والله المستعان
واللبيب بالإشارة يفهم:)
ثم قصد الشيخ إلى سبيل العدل سلك الله بنا وبه سبيل الجنة.
الأصل الأول: أن يُعلم أن كل من استفرغ وسعه في طلب الاجتهاد وأدواته في مسألة من مسائل العلم جلت أو دقت،في العلميات أو العمليات؛فأخطأ =فهو مغفور له خطأه مأجور على اجتهاده واستفراغه وسعه، وأنه لا يُتَّبَع في خطأه،ولا يُتْبَع ويُحط عليه بسبب خطأه.
وهذا أخي الحبيب حق عندما نتوجه إلى الكلام عن ما بينه وبين الله وهذا ليس لنا
- تنبيه أراه مهما ولا يخفى على الشيخ العمل الصالح يحتاج إلى أمرين:
1 - الإخلاص (وهذا ما بينه وبين الله وقد يعذر فيه وعليه ينصب كلامك فلا ندخل نحن ولا أنت فيه)
2 - المتابعة (وهذا الذي جرى فيه الخلاف وهو الذي سطرت لأجله الردود وأخرج من أخرج من السنة به وكلامنا مع المخالف فيه لا في الأول)
¥