وأنا أقول لهم: إن التيسير منهج نبوي، أمر به النبي الكريم أبا موسى ومعاذا حين أرسلهما إلى اليمن، وأمر به الأمة كلها فيما رواه أنس عنه "يسروا ولا تعسروا " فلا بد أن يكون لهذا التيسير معنى. وقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه، حين همُّوا بالصحابي الذي بال في المسجد: "لا تزرموه (أي لا تقطعوا عليه بوله) وصُبّوا عليه ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين" رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة.
ومعنى هذا: أنه لو كان هناك قولان متكافئان أو متقاربان أحدهما أحوط، والآخر أيسر، فبماذا نفتي عموم الناس؟ أما أنا فأفتيهم بالأيسر، وخصوصا في عصرنا، الذي رَقّ فيه الدين، وقَلّ فيه اليقين. ودليلي على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم (ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما).
ولا شك أن الفقهاء يتفاوتون في التشديد والتيسر، فمنهم من يتمسك بحرفية النص، ومنهم من ينظر إلى مقصوده، ومنهم من يتوسع في الأخذ بالرخص، ومنهم من يُضَيِّق، وقد عرف تراثنا شدائد ابن عمر، ورخص ابن عباس.
وأرى أن الإعلام خاصة أحوج ما يكون إلى فقه التيسير، فإذا كان هناك من يُشَدِّد ويقول: الوجه عورة، فعلى الفقه الإعلامي أن يأخذ بقول من يقول: الوجه ليس بعورة. وإذا كان هناك من يُحَرِّم التصوير، فلا بد لنا من ترجيح القول بجواز التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني وغيرهما. وإذا كان هناك من يُحَرِّم الغناء بآلة أو بغير آلة، وهناك من يجيزه بشروط فلا بد لنا أن نرجح جوازه بشروط. وهكذا.
الأصل الثاني: هو (التدرج) والتدرج: سنة كونية، وسنة شرعية، ولا يمكن أن نُوجد إعلاما إسلاميا يحقق الأهداف، ويُشْبع طموحات المؤمنين، بغير أن نُعد له القوة، ونهيئ له الأسباب، ومنها الطاقات أو (الكوادر) البشرية الفنية المتخصصة والمدربين، وهذا يحتاج إلى زمن طويل، وإلى أعداد كبيرة من البشر، وإلى أموال غزيرة تجند لتهيئتهم للقيام برسالتهم المتنوعة والمتعددة.
ونحن نعلم كيف تدرجت تعاليم الإسلام وأحكامه، في فرض الفرائض، وتحريم المحرمات، ولعل تحريم الخمر على مراحل من أوضح ما يذكر هنا. فلماذا ننسى هذا في إقامة مجتمع إسلامي معاصر قادر على منافسة المجتمعات المتقدمة، مع المحافظة على أصوله وقيمه ومعتقداته وشرائعه؟!
بناء على تقرير هذين الأصلين: التيسير والتدرج، لا أرى مانعا من استخدام المرأة غير المحجبة في غير تقديم البرامج؛ لأن مقدمة البرامج موظفة أساسية في القناة أما الأمور الأخرى فلا مانع منها، إذا لم تكن متبرجة ولا مبتذلة، ولكنها تلتزم بالحشمة المعقولة.
وهذا بحكم الضرورة، أو الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة، وللضرورات أحكامها، ولكن ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها، وما ألحق بالضرورات من الحاجات – خاصة كانت أوعامة – يأخذ حكمها. وهذا من فضائل هذه الشريعة.
على أن تسعى القناة ما أمكنها للبحث عن المحجبات والملتزمات، كلما وجدت إلى ذلك سبيلا، فهي تتعامل مع الواقع، مع السعي في إصلاح الحال.
ـ[أبوأحمد الحتاوي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 10:23 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
ولله قول ابن سيرين - رحمه الله تعالى -: (إن هذا العلم دين. فانظروا عمن تأخذون دينكم)
نعم يجب أن ننظر عمن نأخذ ديننا .... ونحن نرى فتننا كقطع الليل المظلم
ونرى تخبط أوضح من الشمس في غسق النهار
تخبط في أناس يتكلمون بأسم الدين
وإلى الله المشتكى إذا صارت ثوابت الدين ترجح بالتصويت والعويل وحسببنا الله ونعم الوكيل
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:19 م]ـ
و اللهِ إن القلبَ ليحزن و إن العينَ لتدمع و إنّا على ضياعِ الأمانةِ لمحزونونَ لمحزونون
جزاكم الله خيرا يا شيخنا الكريم إحسان
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:20 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
لقد سمعت محاضرة في إذاعة القرآن الكريم حول الفتوى والتصدر لها بغير علم وقد تطرق لهذا الأسلوب أقصد أسلوب الإستفتاء على ثوابت المسلمين
المحاضرة كانت لعالم من علمائنا وأريد أن أتوثق اولا.
ثم لعلي أبحث عن الماحضرة و أوافيكم بها
ـ[ابوعمرالتميمي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:55 م]ـ
كان بودي أن يكون هناك تعيين لهذه القناة لتكون رادعة لها،،، ولا أظن أن التحفظ على اسم القناة فيه مصلحة
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:03 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ إحسان و لا شك أن هذه القناة و أمثالها تدعو إلى الإنسلاخ من الشريعة من انحلال و فساد و عرض نصوص الشريعة إلى الرأي و مما زادني هماً أن أغلب الناس يحبون ما تدعوا إليه مثل هذه القنوات لأنهم كما يقولون فيها الوسطية و الإعتدال و الإنفتاح فحينما ينظرون إلينا و إلى ما نقول، يقولون أنتم تُشددون.
فالله المستعان.
ـ[زهير بني حمدان]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:09 م]ـ
هذا الغبيّ الدعيّ مرة في رسالته!
كان يعمل لقاء مع اعلاميين ومن ضمنهم مدير قناة الهدى وكان ينكر عليه انكم لماذا ياصحاب قناة الهدى لاتخرجون النساء على قناتكم؟!
وسؤاله كان على وجه التهمة ناهيك عن مافي قناته من دجل وضلال!!
جزاك الله خيرا شيخنا احسان والاخوة الاكارم
¥