تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ? اهـ.

ففي كلامه رحمه الله تعالى بيان للحقيقة الواقعة - اليوم - و هي أن انتصارات اليَهُود لا تتم إلا بالتحالف مع غيرهم، و أنه لا ملك لهم بعد أن ضربت عليهم الذلة و كذبوا رسول الله عيسى عليه السَّلام، ?فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي اْلأَبْصَارِ ?!؟

نعم، هم قد استولوا منذ أكثر من خمسين عاما على أرض فِلَسطِين و بعض ما جاورها غير أن هذا استيلاء لم يكن يوما ما قياما على الحقيقة لدولتهم.

فالدولةُ الإسرائيلية! التي لا زالت تحت مد السلم و الحرب، و القتالُ فيها غيرُ منتهٍ، و الدُّولُ التي تحيطُ بها تتحيّنُ الفرصةَ للانقضاضِ عليها، و غالبُ مَنْ فيها من غير بني إسرائيل - و هم ممَّن اشترتهُم الصهيونيةُ و قامتْ بتهجيرهم إلى فِلَسطِين - أيُّ دولة هذه؟!

و قد أثبتَ ما ذكرته العلامة محمد عزة في كتابه ((اليَهُود في القرآن الكريم)) ص:135 - 136 حيث قال: ((على أن الهدف الصهيوني لم يتحقق في معناه و مداه القومي و التاريخي و الديني المزعوم برغم ما بذله الصهيونيون جهود جبارة و دعايات قوية وحبكود من مؤامرات واسعة و حتى برغم ما وصلوا ‘ليه من نتائج إيجابية قد تبدوا عظيمة فيما تم حشد عدد كبير من اليَهُود في القسم الذي ساعدهم طواغيت الاستعمار و تقصير العرب و خيانة بعضهم على اغتصابه من فِلَسطِين، و فيما أنشئوه من منشآت و حصلوا عليه من اعترافات دولية بكيانهم فاليهود الذين حشدوا إلى الآن في فلسكين لا يزيدون إلى الآن (سنة 1966) عن 15 % من مجموع يهود العالم، و تسعون بالمئة من المحشودين لم يأتوا بدافع صهيوني قومي و ديني و تاريخي و بكلمة ثانية بدافع عاطفي و هو المفرض بالحركة الصهيونية و إنما أتوا بالدرجة الأولى بدافع الفقر و البطالة و الخوف من الإضطهاد و الإغراء بالحياة الآمنة الرضية و لم يأت من اليَهُود من هم في خالة مادية حسنة و أمن ممن يعيشون في أوربا الغربية و الأمريكتين إلا القليل جدا برغم ما يتظاهرون به من حماس للصهيونية ورغم ما بذل من جهود و دعايات و إغراآت و خداع لأن ذلك الهدف غير متسق مع طبائع الأشياء وراهن و الوقائع في شيء، ولم يبق في الأرض حماعات كبيرة من اليَهُود تحفزها حالتها إلى الهجرة إلى فِلَسطِين، الاميركتين نحو ستة ملايين و في أوربا الغربية، نحو مليون و نصف و جميع هؤلاء في حالة يسر و أمن اجتماعي و لن يجازفوا بها لأنه ليس في فِلَسطِين عوض عوض عنها قط، و هؤلاء هم 70 % من يهود العالم تقريبا و 15 % منهم في فِلَسطِين، و نحو 25 % منهم في الاتحاد السوفياتي و البلاد الشيوعية الأخرى التي تدل الدلائل على أن إنكانيات هجرتهم غير قوية أو غير واسعة.

و في هذه دلائل على أن الحركة الصهيونية في حالة جمود أو تراجع من ناحية هدها القومي و الديني و التاريخي و قد بدأ الإنحسار فيها بما هو معروف من تضائل عدد المهاجرين إلى الأرض المحتلة ستة بعد سنة و من نزوح الآلاف عنها سنة بعد سنة كذلك و لو تيسرت أسباب النزوح سياسيا و اقتصاديا ـ لأن السلطات تتشدد كثيرا بالاذن به و لأن الراغبين فيه لا يحصلون على ما يساعدهم عليه ـ لتضاعف عدد النازحين أضعاف كثيرة، و إمكانيات الأرض المحتلة أضعف من أن تحتمل عددا أكبر من الموجود حتى لو صار ذلك ممكنا، و ما يبشر به اليَهُود من إمكانيات التي سوف تتيحها عمليات إروء النقب دعاية فارغة من مضمون صحيح فالماء الذي يسرقونه من بحيرة طبريا و التي تبذل الحكومات العربية جهدها لقطعه عنهم و ليس من المستبعد أن ينجحوا فيه لا يروي أكثر من (700000) دونهم و لو تضاعف بتحليلة ماء البحر لكان كل الأمر أن لأكثر من خمسين ألف أسرة إذا وزع على كل أسرة (30) دونما أي سبعة فدادين، و هذا الأمر لن يزيد عدد أفرادها عن (200000) يضاف إلى هذا الضائقة الشديدة التي تخنق إسرائيل حكوميا و شعبا بسبب ضعف مواردها الذاتية و ضعف فرص العمل فيها واضطرار الحكومة إلى إنفاق نصف إيرادها على الأقل للتسلح و الدفاع و قبضة المقاطعة العربية تشتد على خناقها يوما بعد يوم و التي استطاعت أن تجبر أكثر من تسعة آلاف شركة أجنبية على نفض يديها منها حتى لا ينسد في وجهها باب السوق العربية الواسع واشتداد ملاحقة الحكومات العربية لها في إفريقيا التي حاولت أن تجعلها مجالا حيويا لها مما يشير بسد هذا الباب عليها، و قد أخذ يخف تدفق الأموال التي استطاعت بها أن تقوم بما قامت به من منشآت و أعمال وجلب مهاجرين و تأمين إسكانهم و معيشتهم)).

و قال ص:137: ((و اليَهُود في فِلَسطِين بعد ليسوا إلا عوامة في بحر لجي عظيم يحدق بهم العرب من كل ناحية و قد زاد عددهم على مئة مليون، و من وراثهم المسلمون، و قد بلغ عددهم الستمئة مليون بل و معهم جمهور عظيم من النصارى إن لم نقل الجمهور الأعظم، و لن يكون لهم مفر من القضاء المحتوم الذي ينهدم به ما بنوه و يتفرقوا به أشتاتا إيدي سبأ كما كان أمرهم من قبل)).

الهوامش:

(1): الجواب الصحيح (5/ 95).

(2): الجواب الصحيح (5/ 224).

(2): قاعدة في التوسل و الوسيلة ص: 230 - 231 و هي ضمن المجموع (1/ 301 - 302).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير