تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ب) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ص خرج من عندها وهو قرير العين طيب النفس، ثم رجع إليها وهو حزين، فقال: " إني دخلت الكعبة وودت أني لم أكن فعلت؛ إني أخاف أن أكون قد أتعبت أمتي من بعدي " [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn9).

3- أحاديث يأمر أصحابه فيها بالتخفيف، وينكر عليهم فيها التشديد والغلو:

أ) قوله ص: " يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا " [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn10).

ب) عن ابن مسعود ر قال: قال رسول الله ص: " هلك المتنطعون " ثلاثاً. [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn11).

ثالثا / منهج الصحابة ومن بعدهم في الأخذ بالتيسير:

1 - خرج عمر ر في ركب فيهم عمرو بن العاص، حتى وردوا حوضا، فقال عمرو: يا صاحب الحوض هل ترد حوضك السباع؟، فقال عمر: لا تخبرنا فإنا نرد السباع وترد علينا.

2 - مر عمر ر مع صاحب له، فسقط عليه شيء من ميزاب، فقال صاحبه: يا صاحب الميزاب ماؤك طاهر أم نجس؟، فقال عمر: يا صاحب الميزاب لا تخبرنا. ومضى.

3 - يقول عمير بن إسحاق: لما أدركت من أصحاب رسول الله ص أكثر ممن سبقني منهم فما رأيت قوما أيسر سيرة ولا أقل تشدداً منهم.

cdcdcdcdcd

ضوابط اليسر في الإسلام

إذا تقرر ما مضى من بناء الشريعة في أصولها وأهدافها على اليسر، فإن هذا اليسر له ضوابط تنظمه وتضبطه، ولعل هذه الضوابط تتلخص في العناصر التالية:

1 - أن يكون التيسير ثابتاً بالكتاب أو السنة:

فالتيسير لا بد أن يكون ثابتا بأحد الوحيين، حتى يتسنى للمسلمين العمل به واعتماده، لا أن يكون التيسير بحسب الهوى والتشهّي واستحسان العباد واستقباحهم. فكل تيسير لا يستند إلى الكتاب أو السنة فهو تيسير ملغى مطّرح؛ لأن الشرع لا يثبت بمجرد الاستحسان العقلي دون التقيد بأي دليل. كما ينبغي أن لا يكون التيسير ناتجا عن ضغط الواقع القائم في مجتمعاتنا المعاصرة، وهو واقع لم يصنعه الإسلام بعقيدته وشريعته وأخلاقه، ولم يصنعه المسلمون بإرادتهم وعقولهم وأيديهم، إنما هو واقع صُنع لهم وفُرض عليهم في زمن غفلة وضعف وتفكك منهم. فليس معنى التيسير أن نحاول تسويغ هذا الواقع على ما فيه، وجرّ النصوص من تلابيبها لتأييده.

2 - عدم مجاوزة النص في الأخذ بالتيسير:

فلا يجوز الاستزادة في التخفيف والتيسير كمّاً أو كيفاً على ما ورد به النص، فلا يصح مثلاً أن يُقال أن مشقة الحرب بالنسبة للجنود تقتضي وضع الصلاة عنهم أو تأخيرها إلى القضاء فيما بعد. وإنه كلما كان التمسك بالنص الشرعي والتزام الحكم المستفاد منه، كان ما يفيده من التيسير ورفع الحرج أبلغ.

3 - أن لا يعارض التيسير نصّاً من الكتاب أو السنّة:

فلا اجتهاد مع النص، فالكتاب والسنة هما المصدر الأساس لهذا الدين، وبقية الأدلة والأصول الشرعية تبع لهما، فمتى حصل تعارض بينهما وجب المصير إلى الأخذ بالنص.

4 - أن يكون التيسير مقيّداً بمقاصد الشريعة:

فالشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصالح الخلق، واليسر يجب أن ينطلق من الشرع ويتقيد بقيوده، فلا التفات إلى تيسير يحكم به العقل وحده، بل لابد أن يكون راجعاً إلى حفظ مقصود من مقاصد الشرع، فإن ناقضه فليس بتيسير.

cdcdcdcdcd

مفهوم التيسير المعاصر

أولاً / مفهوم منهج التيسير المعاصر عند العلماء المعاصرين:

العلماء في الإسلام لهم منزلة ليست لغيرهم؛ فقد جعل لهم الشارع مقاماً رفيعاً، وجعلهم أدلّاء للناس على أحكام الله عز وجل، فهم الذين يقومون بدور الطلائع الذين يكتشفون الخطر قبل وقوعه، وينبهون الأمة على المزالق قبل التورط فيها.

والعلماء المعاصرون تأسّوا بسلفهم من السابقين، فحذروا من الغلوّ في الدين والتشدد فيه، وحذّروا كذلك من التساهل والتفريط، وتتركز جهودهم في مجابهة التيسير غير المنضبط في التأصيل الشرعي لموضوع اليسر ورفع الحرج، وكذلك في الرد على أصحاب هذا المنهج ومناصحتهم. ومن الكتب التي ألّفها علماء الإسلام في هذا المجال:

1 - (رفع الحرج في الشريعة الإسلامية ضوابطه وتطبيقاته) للدكتور صالح بن حميد.

2 - (رفع الحرج في الشريعة الإسلامية) لمنّاع القطّان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير