تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فتنة الناس بالمنامات والرؤى، وهل تقع الرؤيا عند أول تعبير لها؟ اقرأ للفائدة]

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 02:38 ص]ـ

فتنة الناس بالمنامات والرؤى، وهل تقع الرؤيا عند أول تعبير لها؟

السؤال: أود الاستفسار عن موضوع " تفسير الأحلام " عندي شخص مقرب لي يفسر الأحلام، والناس يتصلون عليه دائماً، استفساري: ما حكم ذلك من الناحية الشرعيَّة؟، وما حكم تفسير الأحلام أيضاً في بعض الصحف والمجلات، ونشرها؟ هل تفسير الأحلام يجعل الرؤية تتحقق كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟

الجواب:

الحمد لله

أولاً:

شُغل الناس في هذا الزمان برؤاهم وأحلامهم، واقتطعوا من أوقاتهم الشيء الكثير، بحثاً عن تعبير، وتلمساً لتأويل، وفي المقابل أشغل المعبرون الناسَ بالتعبير، وتنوعت وسائل إيصال ذلك التعبير بين الصحف، والجوالات، والفضائيات، فأشغل بعضهم بعضاً، وصار كل واحدٍ يبحث عن الآخر، ووقعت الفتنة، فالباحثون عن التعبير أقلقهم ما يرونه في منامهم، وسبحوا في فضاء التأملات والأماني، وتلقاهم المعبرون، وأشهرهم صنفان:

1. معبرون تجار، سحبوا ما في جيوب الحالمين من أموال، مقابل التعبير.

2. باحثون عن الشهرة.

ومن تأمل حال الطرفين علم مدى السوء الذي وصلت له الأمور، من تضييع للأوقات، وتعلق بأوهام وخيالات، واتكاء على المنامات مع ترك الواجبات في اليقظة.

قال الشيخ عبد المحسن العباد – حفظه الله -:

" لا ينبغي للإنسان أن يُشغل نفسه بالرؤى، لكن إذا حصلت له رؤيا، وأمكنه تعبيرها: فإنه يعبرها، وإن لم يعبرها ووثق في أحد، وسأله: عبرها له، وإن كان فيها شيء لا يعجبه: فيأخذ بالآداب التي أرشد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أن يشغل نفسه بالرؤى وتعبيرها: فإنه قد يشتغل بذلك عن غيره مما هو أهم منه، والعلماء ما كانوا يحرصون على الاشتغال بالرؤى ... .

فهذا يحتاج إلى وقت، ليبحث، ويقرأ عن فلان، وعن فلان، ولهذا نجد الآن بعض المعبرين الذين تصدوا للتعبير سوقهم رائجة، والناس يشغلونه أكثر مما يشغلون العلماء في مسائل الدين، وفي مسائل الفقه، والأمور التي يحتاجون إليها في أمور دينهم " انتهى.

" شرح سنن أبي داود " شريط رقم (359).

وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم: (115945 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/115945) ) .

ثانياً:

قد افتتن كثير من المعبرين في زماننا هذا، فراحوا يبحثون عن الوسائل المعاصرة لتبليغ تعبيراتهم للناس، فأشغلوهم، وأكلوا أموالهم، أو تسلقوا على مناماتهم لبلوغ الشهرة وانتشار الصيت، وكثير منهم جاهل أصلاً في هذا الباب، ومن كان منهم عالِماً فإنه يعلم أن التعبير يختلف في الرؤيا الواحدة من شخص لآخر، وأن معرفة المعبِّر به، ورؤيته له لها دورٌ كبير في صحة التعبير، فكيف سيصيب هؤلاء وهم لا يعرفون الرائي هل هو ذكر أم أنثى، وهل هو متزوج أم أعزب، وهل هو مسلم أم كافر!.

وفي " حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب " – من كتب المالكية - (2/ 660):

" فلا يجوز له تعبيرها بمجرد النظر في كتاب التفسير، كما يقع الآن، فهو حرام؛ لأنها تختلف باختلاف الأشخاص، والأحوال، والأزمان، وأوصاف الرائين، ولذلك سأل رجلٌ ابنَ سيرين بأنه رأى نفسه أذَّن في النوم، فقال له: تسرق، وتُقطع يدك، وسأله آخر وقال له مثل هذا، فقال له: تحج! فوجد كلٌّ منهما ما فسره له به، فقيل له في ذلك، فقال: رأيتُ هذا سُمَيَّتُهُ حسنة، والآخر سُمَيَّتُهُ قبيحة " انتهى.

قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ – حفظه الله -:

" أما المعبِّرون: فالواجب عليهم تقوى الله عز وجل، والحذر من الخوض في هذا الباب بغير علم؛ فإن تعبير الرؤى: فتوى؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) يوسف/ 43.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير