فلما ضرب المغيرة ضربة بالمعول سقط مغشيا عليه يرتكض فصاح أهل الطائف صيحة واحدة كلا زعمتم أن الربة لا تمتنع بلى والله لتمتنعن وأقام المغيرة مليا وهو على حاله تلك ثم استوى جالسا فقال يا معشر ثقيف، كانت العرب تقول ما من حي من أحياء العرب أعقل من ثقيف، وما من حي من أحياء العرب أحمق منكم ويحكم وما اللات والعزى، وما الربة؟ حجر مثل هذا الحجر، لا يدري من عبده ومن لم يعبده ويحكم أتسمع اللات أو تبصر أو تنفع أو تضر؟ ثم هدمها وهدم الناس معه فجعل السادن يقول - وكانت سدنة اللات من ثقيف بنو العجلان بن عتاب بن مالك. وصاحبها منهم عتاب بن مالك بن كعب ثم بنوه بعده - يقول سترون إذا انتهى إلى أساسها، يغضب الأساس غضبا يخسف بهم. فلما سمع بذلك المغيرة ولي حفر الأساس حتى بلغ نصف قامة وانتهى إلى الغبغب خزانتها وانتزعوا حليتها وكسوتها وما فيها من طيب ومن ذهب أو فضة فبهتت ثقيف وأقبل أبو سفيان والمغيرة وصحبهما حتى دخلوا على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بحليتها وكسوتها وأخبروه خبرهم فحمد الله تعالى على نصر نبيه وإعزازه دينه وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مال الطاغية من يومه.
3) الحجاج بن علاط السلمي:
روى أهل السير والحديث قصة إسلامه فقالوا:
قال الحجاج بن علاط السلمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لي بمكة مالٌ عند صاحبتي أم شيبة ابنة أبي طلحة وهي أم ابنه معرض بن الحجاج ومال متفرق بمكة فأذن لي يا رسول الله.
فأذن له.
فقال: إنه لا بد من أن أقول.
قال: قل.
فقدم الحجاج مكة فسأله أهل مكة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما صنع بخيبر ولم يكونوا علموا بإسلامه فقال لهم: إن يهود هزمته وأصحابه وقتل أصحابه قتلًا ذريعًا وأسر محمد وقالت يهود: لن نقتله حتى نبعث به إلى مكة فقتلوه.
فصاحوا بمكة بذلك فقال: أعينوني في جمع مالي حتى أقدم خيبر فأصيب من فل محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار.
فجمعوه كله كأحث شيء.
فأتاه العباس وسأله عن الخبر فأخبره بعد أن جمع ماله بفتح خيبر وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ صفية بنت حيي لنفسه وأنه قدم لجمع ماله وسأله أن يكتم عنه ثلاثًا خوف الطلب.
فكتم العباس الخبر ثلاثًا بعد مسيره ثم لبس حلة له وخرج فطاف بالكعبة فلما رأته قريش قالوا: يا أبا الفضل هذا والله التجلد.
قال: كلا والله! لقد افتتح محمد خيبر وأخذ ابنة ملكهم وأموالهم.
وأخبرهم بخبر الحجاج.
فقالوا: لو علمنا لكان له ولنا شأن.
4) كيف قتل بعض الصحابة كعب بن الأشرف؟:
كان كعب بن الأشرف يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسب المسلمين، ويحرض المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، في شعره ويشبب بنساء المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من لي بابن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله.
فقال محمد مسلمة الأنصاري: أنا لك يارسول الله، أنا أقتله، قال: فافعل إن قدرت على ذلك.
فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثاً لا يأكل ولا يشرب إلا ما تعلق نفسه، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه، وقال له: لم تركت الطعام والشراب؟ قال: يا رسول الله قلت قولاً ولا أدري هل أفي به أم لا، فقال: إنما عليك الجهد.
فقال: يا رسول الله إنه لابد لنا من أن نقول، قال: قولوا ما بدا لكم فأنتم ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك، فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة وسلكان بن سلام وأبو نائلة، وكان أخا كعب من الرضاعة، وعباد بن بشر والحارث بن أوس وأبو عيسى بن جبير، فمشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم، قال: انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في ليلة مقمرة.
¥