تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المواهب الرضية شرح العقيدة الواسطية]

ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[07 - 02 - 03, 10:33 م]ـ

شرح العقيدة الواسطية/1 للشيخ صادق البيضاني حفظه الله ... اضغط هنا لقراءة الموضوع بالالوان

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:

فهذه سلسلة علمية مباركة، تتعلق بشرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، كنا قد شرعنا بوضعها بين يدي طلبة العلم بمدينة العين وتم بحمد الله الإنتهاء منها وتسجيلها من خلال دروسنا بجامع الحارثي في ثلاثة عشر شريطاً.

قام بالنشر والتنسيق إخواننا بمكتبة وتسجيلات منهاج السنة بمدينة العين حماها الله.

ثم تفضل إخواننا بمركز الأندلس بكتابتها وعرضها عليَّ بعد صفِّها، وطباعتها فرأيت أن تهذب بأحسن مما هي عليه في الشريط فنقحتها، وهذَّبتها، وزدت فيها من الفوائد ما يجعلها حُلةً براقة تستأنس بها النفوس، وتهنأ بأُطروحاتها الأفئدة.

ثم شاء الله أنْ طلب إخواني القائمون على هذا الموقع مشاركتي فاتصلت بأخي الحبيب فضيلة الشيخ أبي عبد الله الموصلي كي آخذ رأيه لصلته بالقائمين على هذا المنبر المبارك، فشجع وطلب أن أكتب في العقيدة والتوحيد فاستعنت بالله بوضع هذه السلسة المباركة بين يدي طلبة العلم – على هيئة حلقات - عسى أن تكون مشكاةً يستضيئون بها ليقفوا على أهم النكت والفوائد التي اشتملت عليه العقيدة الواسطية.

والله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

توطئة

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في سبب تسميتها بالعقيدة الواسطية كما في مجموع الفتاوى 3/ 164ما نصه: ((قدم علي من أرض واسط بعض قضاة نواحيها شيخ يقال له: رضي الدين الواسطي من أصحاب الشافعي، قدم علينا حاجاً، وكان من أهل الخير والدين، وشكا ما الناس فيه بتلك البلاد وفي دولة التتر، ومن غلبة الجهل والظلم ودروس الدين والعلم.

وسألني أن أكتب له عقيدةً، تكون عمدةً له، ولأهل بيته.

فاستعفيت من ذلك، وقلت: قد كتب الناس عقائد متعددة فخذ بعض عقائد أئمة السنة، فألح في السؤال وقال: ما أحب إلا عقيدة تكتبها أنت فكتبت له هذه العقيدة وأنا قاعد بعد العصر)).أ. هـ

قلت: فهي واسطية نسبةً لبلدة واسط، وليست نسبةً للوسطية التي عليها أهل السنة والجماعة وإن كان مضمونها يحتوي على ذلك، إذ أهل السنة والجماعة وسط بين الطوائف.

قال شيخ الإسلام في طيَّات هذه الورقات عن وسطية أهل السنة والجماعة: ((فهم وسط في باب الصفات بين أهل التعطيل الجهمية، وأهل التمثيل المشبهة.

وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم.

وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم.

وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية. وفي أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام بين الرافضة والخوارج)).أ. هـ

فلو كانت العقيدة الواسطية نسبةً للتوسط لصح أن يقال العقيدة الوسطية بدون ألف بعد الواو فلما انتفى ذلك ثبت المسمى الصحيح لغةً واصطلاحاً على ما هو عليه في الواقع.

أهمية تدريس العقيدة الصحيحة

تكمن أهمية دراسة العقيدة الإسلامية الصحيحة في جمع كلمة المسلمين وربطهم بربهم ومليكهم جل وعلا، ليحققوا العبودية الصحيحة على مراد الله وينزهوه عن النضيروالند والمثيل، ويدفعوا بذلك تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ليعيدوا للأمة الإسلامية مجدها التليد وفقاً للفهم الذي سلكه صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام -الذي زكاهم ربنا بقوله: ((والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)).

قال الشاطبي في الموافقات 4/ 79: (( .. ومن أبغضهم فقد أبغض النبي عليه الصلاة والسلام وما ذاك من جهة كونهم رأوه أو جاوروه أو حاوروه فقط. إذ لا مزية في ذلك وإنما هو لشدة متابعتهم له وأخذهم أنفسهم بالعمل على سنته ونصرته. ومن كان بهذه المثابة حقيق أن يتخذ قدوة وتجعل سيرته قبلة)).أ هـ

قال ابن مسعود: ((إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته. ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه. فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن. وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيئ)).

وهذا أثر صحيح (انظر تخريجنا له في كتابنا تذكرة الأنام ص11 - 13)

وذكر الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية ص 49 بسنده إلى أبي زرعة أنه قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.أ. هـ

فحاجتنا إلى العقيدة وفقاً لفهم سلفنا الصالح أشد من حاجتنا إلى الطعام والشراب إذ هي غذاء الروح، والطعام والشراب غذاء الجسد الذي سيبلى ويأكله الدود. فلزاماً، لزاماً على أبناء الأمة الإسلامية أن يدرسوا هذه العقيدة الصحيحة، ويفقهوها ليحققوا العبودية على مراد الشرع الحنيف لا على مراد الهوى والنفس والشيطان.

- تمت الحلقة الأولى ويليها الحلقة الثانية بمشيئة الله -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير