[انتصار المورسكيين للنبي اسماعيل عليه السلام- وثائق حصرية-]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[01 - 07 - 08, 12:34 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم. و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على أله و صحبه و من اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد,
فقد حافظ المسلمون بالأندلس بعد سقوط غرناكة سنة 1492م بأغلب تعاليم الدين الإسلامي. و قد خوّلت لهم معاهدة تسليم غرناطة التي عقدها الملكان الكاثوليكيان مع الملك المسلم أبي عبد الله الزغبي- عفا الله عنه- خولت للمسلمين الأحتفاظ بدينهم بل و حمايتهم من أذى النصارى.
فقد جاء في المادة الرابعة من المعاهدة: " يسمح صاحبا السمو, و سلالتهما, للملك أبي عبد الله الصغير و شعبه أن يعيشوا دائما ضمن قانونهم (أي بممارسة الشعائر الإسلامية) دون المساس بسكناهم و جوامعهم و مناراتهم ...... "
و جاء كذلك في المادة الثانية عشر:"لا يسمح بأي نصراني بدخول المساجد, أو أي مكان لعبادة المسلمين, دون إذن من الفقهاء. ومن يخالف ذلك يعاقبه صاحبا السمو"
و جاء في المادة الثانية و الثلاثون:"لا يجوز إرغام مسلم أو مسلمة على اعتناق النصرانية".
لكن ما كاد حبر المعاهدة يجف حتى نقض النصارى و ثيقة التسليم و كشر الصليب عن أنيابه و بدأ المسلمون الأندلسيون أطول رحلة اضطهاد في التاريخ يتعرض له شعب ما.
قام القساوسة و الرهبان بتحريض الملوك الكاثوليك ضد المسلمين و أوعزوا لهم بضرورة تنصيرهم و ذلك للمحافظة على الوحدة الدينية لإسبانية الكاثوليكية و كذلك لتجنب أي عودة محتملة للإسلام بالأندلس.
و بالفعل استجاب الملوك الكاثوليك لهذه التحريشات الصليبية و بدأوا في إصدارقوانين تحرم على المسلمين استعمال اللغة العربية و لباس الزي الإسلامي و التسمي بالأسماء الإسلامية و الإغتسال و الإحتفال بالأعياد الإسلامية بل صدرت قوانين تجبر المسلمين غلى التنصر و من خالف هذه المحظورات أُعدم أو صودرت أمواله أو عُذب حتى الموت إلى غير ذلك من فنون الإضطهاد.
إزاء هذه الفتنة الكبرى انقسم الأندلسيون المسلمون إلى ثلاقة أقسام:
- قسم هاجر من الأندلس إلى بلاد الإسلام بإفريقيا.
- و قسم رفض مفارقة أرض الأجداد و أظهر النصرانية و حافظ على الإسلام سرا في انتظار فرج من الله. فقد كانوا لا يتصورونأن الإسلام سيغيب غيبة طويلة عن الأندلس و كانوا ينتظرون بين ساعة و أخرى وصول جيش مسلم يقوده طارق أخر, لكن قدر الله و ما شاء فعل.
- أما القسم الثالث فقد ضعُف و تنصّر و العياذ بالله و انذمج في المجتمع النصراني الإسباني.
و في انتظار فرج من الله , قام المسلمون الذين ظلوا بالاندلس بتنظيم حياتهم الإسلامية السرية و قد كان الأمر في غاية الخطورة خاصة و أن محاكم التفتيش تتعقبهم و تراقب كل كبيرة و صغيرة عنهم.
لكنهم رغم ذلك حافظوا على الغقيدة الإسلامية و قاموا بما استطاعوا عليه من العبادات و نقلوا الإسلام إلى أولادهم و سطروا تاريخا مجيدا في المحافظة على الإسلام حتى طُردوا من إسبانيا سنة 1609م. نعم ... طٌردوا مرفوعي الرأس بعدما يئس القساوسة و الرهبان من تنصيرهم.
و من العبادات التي حافظ عليها المورسكيون ,خلال فترة عيشهم في جحيم الحكم النصراني, إقامة شعائر عيد الأضحى, بل لم يكتفوا بذلك ووضعوا كتبا سرية تفسر للمورسكيين معنى هذه الشعيرة.
و بما أن النصارى يتسبون حادثة التضحية لإسحاق دون إسماعيل عليهما السلام فإن المورسكيين أخذوا على عاتقهم –جزاهم الله خيرا- مهمة الدفاع عن اسماعيل عليه السلام و بينوا أن ابراهيم عليه السلام أُمر بذبح اسماعيل و ليس اسحاق و ردوا و أفحموا النصارى.
و برز ت في هذا الباب شخصيتان مورسكيتان هما الشاعر محمد الربضان و الفقيه محمد ديفارا و كلاهما من أراغون.
وقد حفظ لنا التاريخ –بفضل الله عز وجل- و ثيقتان مهمتان و قد وُجدتا بالمكتبة الوطنية الفرنسية ببالريس. و تبين هاتان المخطوطتان درجة فقه المورسكيين رغم مرور أكثر من 110 عام على محاولات تنصير مسلمي الأندلس.
و قد قام الدكتور الفرنسي لوي كاردياك بنقل مقتطفات من هذه المخطوطات فيي كتابه " المورسكيون الاندلسيون و المسيحيون" (ص 57 - 58). ومنه نقلتها في هذا الموضوع الذي أضع بين أيديكم.
يقول لوي كاردياك:
¥