"إن المسيحيين و المسلمين يدعون جميعا أنهم من سلالة إبراهيم, إلا أن المسيحيين يقولون أنهم منحدرون من فرع شريف بالتدرج المباشر لإسحاق, بينما المسلمون يعدون من أبناء إسماعيل الغير الشرعيين و قد كان المورسكيون أكثر حساسية لرؤية تاريخ شعب الله المختارحيث عبروا بتأثر عميق عن صدمتهم لذلك. فالشاعر محمد ربضان, أحد مورسكيي أراقون قد كتب قبل عدة سنوات من الطرد , قصيدة طويلة حول:"شهرة نسب" الرسول محمد و الشعب العربي. و في المقدمة النترية للقصيدة, شرح الأسباب التي دفعته ليكتب مثل هذا العمل:" إنه فوق كل ذلك, نلاحظ شيوع الرأي لدى المسيحيين الكفار و حيث يمنحون, بثقة كاملة و إصرار, صفة اللقيط لإسماعيل و لكل سلالته و ينزعون عنه مجد التضحية و يمنحونها لإسحاق. كما أن المسيحيين ينسبون إليهم إبراهيم الطيب عليه السلام.
و كانوا يقولون أنه نظرا لنسبه اللقيط, فإنه لا يمكن أن يكون نبيا, و على الرغم من أن الإيمان متمكن جدا في كل المملكة, بفضل عناية الله تعالى, فإن هؤلاء الناس يولدون دوما لدى الأشخاص الضعفاء الفتور و العار, فقلبهم ضعيف و تربيتهم الدينية مخزية, و بالإضافة إلى ذلك قد حثوا و تحت تهديد هؤلاء الكفار الذين وضعوا من أجل ذلك كل سعادتهم و غبطتهم" (155) إن رد الإعتبار هذا لإسماعيل عوض إسحاق سوف يتم انطلاقا من تفسير السورة رقم 37 من القرأن و حيث يظهر أن الإبن الذي قبل إبراهيم التضحية به هو إسماعيل, و بالفعل, اثر هذا الإمتحان, وحيث خرج الرسول منتصرا, بشر عليه السلام"بنبإ طيب": تمثل في ولادة إسحاق (156).
أما المورسكي الأراقوني محمد ديفارا فقد شرح لإخوانه أساس عيد الأضحى, وقد كتب:"أطلق عليه إبراهيم و قد جرب على ابنه الحبيب إلى نفسه إسماعيل, إلا أن تجربة الله وقعت عليه, و الذين يقولون أن ذلك وقع لإسحاق لم يدركوا شيئا, لأن الأمر كان, بالفعل, متعلقا بإسماعيل, ومحاولة التجربة قد تمت بالفعل لإبراهيم عندما لم يكن لديه إلا ابن واحد, وحدث هذا قبل ولادة إسحاق, و لو كان لإبراهيم ابنان , فإن الجواب سيكون حتما أقل نبلا, لأنه في هذه الحالة, سيبقى له ابن أخر يسليه عن التضحية عن الإبن الأول" و قد ذكر هذا المورسكي أيضا, قبول أبراهيم بتضحية ابنه و شجاعة إسماعيل ثم تدخل الملائكة و تقديم كبش بدلا عنه للتضحية:" و سوف يطلق ابراهيم ابنه اسماعيل حيث كان و سوف يبقى نسبه متعددا و مدعوما". (157)
الهوامش
(155) -مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس رقم esp.251.f°3 r° - V¨°. و قدم هذا القصيد على الشكل التالي: باسم القانون و السلالة و النسب المشهور لسيدنا و رسولنا محمد عليه السلام من خادم الله و الذي يرجو شفقته و رحمته محمد ربضان الأراغوني, أصيل مدينة رودا دو زالون ( Rauda de Xalon), في سنة 1603 من ولادة المسيح ليتقبله الله برحمته. لقد أضفنا تاريخ إقامة الإسرائيليين و سلالتهم و تاريخ القيامة برزنامة الإثنى عشر قمرا و أخيرا 99 إسما من أسماء الله سبحانه" (ص10). "إن كل القصائد الموجودة في هذا المخطوط قد نشرها اللورد ستانلي من الديرلاي ( Lord Stanley of Alderly) من مخطوطة بالمتحف البريطاني. راجع لذلك:
P. de Gayangos. Catalogue of de spanish mss in the British Museum. t1. p31)
و حسب مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس الموجودة في:
Journal of thr Royal Asiatic Society of Great Britain and Irland (1868-1872)
أما قصيدة الإثنى عشر قمرا فقد كانت تنقص في "مخطوطة باريس". و على ضوء ملحوظة دو ساسي ( De sacy) يمكن أن نضيف أن تيكنور) Ticknor) قد نشر فقرات مطولة من قصيدة ربضان في كتابه:
Historia de la litertura espanola. Madrid; Rivadeneyra 1851-1856..LIV.pp 275-326
أما القسم المعنون Espantos del dia del juiciv من القصيدة فقد نشر في t.V pp 405-409Memorial Historico Espanol
(156) القرأن سورة الصافات. أما الإنجيل فقد قدم رواية أخرى للإنجيل سفر التكوين 12 ص1 - 19. " إن إبراهيم استفاق مبكرا, أسرج حماره و أخذ معه رفيقين و ابنه اسحاق ... " اقتبسنا فقرات الإنجيل من الترجمة: ( Ecole biblique de Jerusalem) edition du cerf; Paris. 1961.
(157) المكتبة الوطنية بباريس ms.esp.397. f°40.r°-v° وحول إبراهيم و المسلمين راجع الكتاب التالي:
ِ Claude Layron. l'homme que Dieu aime. ABRAHAM ...Paris. Les editions du cerf. 1969... 3°^partie "le premier des musulmans" pp 149-166.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[02 - 07 - 08, 10:46 م]ـ
بارك الله فيك اخي ونفع بك