تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[07 - 02 - 03, 10:34 م]ـ

شرح العقيدة الواسطية/2 للشيخ صادق البيضاني حفظه الله ... اضغط هنا لقراءة الموضوع بالالوان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:

ظهور الفرق والطوائف عَلَمٌ من أعلام النبوة

وردت مجموعة من الأحاديث الصحيحة التي تؤكد ظهور فرق الضلال في أمة الإسلام فكان الأمر كما أخبر عنه عليه الصلاة والسلام ومن ذلك:

1. ما أخرجه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم. فقال: يا رسول الله اعدل. فقال: ((ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبتَ وخسرتَ إن لم أكن أعدل)). فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه. فقال: ((دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس)).

قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم، وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته. قلت: فهذا علم من أعلام النبوة فإن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر عن قوم بأوصاف ونعوت وُجِدَتْ كلها في الخوارج فكان الأمر كما أخر عليه الصلاة والسلام حتى قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه.

وذكر البخاري في صحيحه باتصال السند إلى يسير بن عمرو قال: قلت لسهل بن حنيف هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئاً؟ قال: ((سمعته يقول وأهوى بيده قبل العراق يخرج منه قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية)). قلت: وكان سلفنا الصالح يحذرون منهم غاية التحذير وذلك لعظم فتنتهم.

قال الإمام مسلم في صحيحه: حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا حماد وهو ابن زيد قال حدثنا عاصم قال: كنا نأتي أبا عبد الرحمن السلمي ونحن غلمة أيفاع. فكان يقول لنا: ((لا تجالسوا القصاص غير أبي الأحوص وإياكم وشقيقاً)). قال: وكان شقيق هذا يرى رأي الخوارج وليس بأبي وائل.

قال الحافظ في الفتح 12/ 283 - 286: أما الخوارج فهم جمع خارجة أي طائفة، وهم قوم مبتدعون سموا بذلك لخروجهم عن الدين، وخروجهم على خيار المسلمين، وأصل بدعتهم فيما حكاه الرافعي في الشرح الكبير: أنهم خرجوا على علي رضي الله عنه، حيث اعتقدوا أنه يعرف قتلة عثمان رضي الله عنه، ويقدر عليهم ولا يقتص منهم لرضاه بقتله، أو مواطأته إياهم كذا قال وهو خلاف ما أطبق عليه أهل الأخبار. فإنه لا نزاع عندهم أن الخوارج لم يطلبوا بدم عثمان، بل كانوا ينكرون عليه أشياء، ويتبرءون منه وأصل ذلك: أن بعض أهل العراق أنكروا سيرة بعض أقارب عثمان فطعنوا على عثمان بذلك. وكان يقال لهم: القراء لشدة اجتهادهم في التلاوة والعبادة إلا أنهم كانوا يتأولون القرآن على غير المراد منه، ويستبدون برأيهم ويتنطعون في الزهد والخشوع وغير ذلك، فلما قتل عثمان قاتلوا مع علي واعتقدوا كفر عثمان، ومن تابعه، واعتقدوا إمامة علي، وكفر من قاتله من أهل الجمل الذين كان رئيسهم طلحة والزبير فإنهما خرجا إلى مكة بعد أن بايعا علياً، فلقيا عائشة وكانت حجت تلك السنة فاتفقوا على طلب قتلة عثمان، وخرجوا إلى البصرة يدعون الناس إلى ذلك. فبلغ علياً، فخرج إليهم فوقعت بينهم وقعة الجمل المشهورة وانتصر على وقتل طلحة في المعركة وقتل الزبير بعد أن انصرف من الوقعة فهذه الطائفة هي التي كانت تطلب بدم عثمان بالاتفاق أ. هـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير