تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[07 - 02 - 03, 10:37 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:

قواعد مهمة لا بد من معرفتها

هناك بعض القواعد المهمة يلزم طالب العقيدة والتوحيد أن يتعرف عليها حتى تكون مفتاحاً لمعرفة واقع عقيدة المسلم في الكتاب والسنة وأجملها في الأتي:-

القاعدة الأولى: مصدر توحيد الباري ينحصر فيما جاء عن الشرع.

لا يُوَحَّدُ الباري حقَّ التوحيد إلا بكتاب الله، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام على فهم سلف هذه الأمة.

وكلُّ مَنْ وحَّد الله بفطرته السليمة، ثم خالط أهل الأهواء والزيغ فلا يُؤْمَنُ على توحيده فإنَّ: "مَنْ جَالَسَ جانس" (1).

ولأن المبتدعة أعداءٌ للتوحيد الخالص، فمصدر التوحيد عندهم العقل والهوى.

ومصدر توحيد السلف وأتباعهم من هذه الأمة الوحي السماوي المنزل على رسوله عليه الصلاة والسلام سواء كان قرآناً أوسنة.

قال تعالى: (وهذا كتابٌ أنزلناه مبارك فاتبعوه، واتقوا لعلكم ترحمون) [الأنعام: 155]

وقال تعالى: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم، واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك، فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم، وإن كثيراً من الناس لفاسقون) [المائدة: 49]

وقال جل شأنه: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض، لا إله إلا هو يحي ويميت، فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته، واتبعوه لعلكم تهتدون) [الأعراف: 158]

وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار).

قال ابن كثير في تفسيره 2/ 257: وقوله الذي يؤمن بالله وكلماته أي يصدق قوله عمله وهو يؤمن بما أنزل إليه من ربه – واتبعوه - أي اسلكوا طريقه واقتفوا أثره - لعلكم تهتدون أي الصراط المستقيم أ. هـ

وما مات نبينا عليه الصلاة والسلام حتى بين لنا شرع الله القويم المشتمل على العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص، والمنهج القويم، والشريعة المطهرة، والسلوك الحسن وهو القائل عليه الصلاة والسلام: (لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء).

فتوحيد الله مُسَطَّرٌ، وواضحٌ بَيْنٌ، في كتاب الله، وفي سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن أعرض عنهما فقد أعرض عن الحياة الحقة (أومن كان ميتاً، فأحييناه، وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس، كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) [الأنعام: 122].

القاعدة الثانية: أن رسولنا عليه الصلاة والسلام ما مات حتى بين لنا ما يختص بالعقيدة والتوحيد بياناً شافياً كافياً.

فهو القائل صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء).

وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إنه ليس شيء يقربكم من الجنة، ويباعدكم من النار، إلا قد أمرتكم به، وليس شيء يقربكم من النار، ويباعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه، وأن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفسي حتى تستوفي رزقها، فاتقوا الله،وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته) (2).

وفي الصحيحين من حديث جابر يقول النبي عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع: ( .. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟) قالوا: نشهد أنك قد بلغت، وأَدّيت،ونصحت. فقال: (بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد ثلاث مرات).

وأخرج مسلم في صحيحه عن سلمان قال قيل له: قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة.

قال فقال: أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط، أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع، أو بعظم.

وعن أبي الدرداء قال: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في السماء طائر يطير بجناحيه، إلا ذكرنا منه علماً.

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير