البَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ? [الحج: 62]، وقال تعالى: ?فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ? [يونس: 32]، وهذا كلّه إذا ما اقترن عُرف الاستعمال بالحلف بهذه الأوصاف التي هي حقوقٌ يستحقّها اللهُ لنفسه من البقاء والعَظَمة والجلال والعِزَّة، فَتَنْصَرِفُ إلى صفة الله تعالى، أمَّا إن نوى القَسَم بمخلوقٍ مثلَ طاعته التي أوجبها والعباداتِ التي فرضها فهي حقُّ الله، ولا تكون على الصحيح يمينًا مكفّرةً لظهورها في المخلوق، والقَسَمُ به غيرُ جائزٍ، قال ابنُ قدامة: «إلاَّ أنّ احتمالَ المخلوق بهذا اللفظِ أظهرُ» (2 - «المغني» لابن قدامة: (8/ 693) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2'))). وعليه، فينبغي العدول عنه لوجود هذا الاحتمال إلى قَسَمٍ لا احتمالَ فيه حِفظًا للدِّين وجناب التوحيد.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
03 - في صحَّة استعمال عبارة: «جاب لي ربي»
السؤال: ما قولكم في بعض الألفاظ المستعملة من بعض الناس بعد الانتهاء من الأكل بقولهم: "بصحتك"، وكذلك بعد الصلاة قولهم: "اللهم تقبل"، أو "تقبل الله صلاتك"، أو "ربي يقبل". وجزاكم الله خيرا.
الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما، أمّا بعد:
فإنَّ قول بعضهم للآكل أو الشارب عند انتهاء منه: "بالصحة والعافية" وغيرها من العبارات الدالة على اهتمام الأخ بأخيه، وهي تحمل معنى الدعاء فلا أرى مانعًا من ذكرها إذا لم يقصد بالتعبُّد بذات العبارة ولا التزام بكلماتها، وذلك لدخولها في عموم القول بالمعروف والكلمة الطيبة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ، فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ" (1) فتكون الكلمة الطيبة مطلقًا وبين الناس صدقة فهي شاملة لكلمة التوحيد، والذكر، والبدء بالسلام ورده، وتشميت العاطس، والكلام الطيب في ردِّ السائل قال تعالى: ?قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى? [البقرة: 263]، كما يدخل كل كلام حسن يثلجُ به صدر المؤمن، ويفرح به قلبه، ويدخل فيه السرور قال تعالى: ?وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً? [البقرة: 83]، ففي الحديث: "اتَّقُوا اللهَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِالكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ" (2).
غير أنَّ الذي اعتاده بعض الناس قولهم عقب الصلاة الجماعية مباشرة وعند المصافحة: "تقبَّل الله" ونحوها من الكلمات ويقول الآخر: "منَّا ومنكم" فإنَّ مثل هذا لصيق بالعبادة، ولا أصل له في الشرع ومخالف للسنة التركية، لأنَّ هديه صلى الله عليه وآله وسلم عقب السلام البدء بالاستغفار، ثمَّ الأذكار الواردة، ثم التسبيح، والتحميد، والتكبير، وغيرها مما هو معلوم في السنة.
والفرق بين الحكمين السابقين، أنَّ الأول يتعلَّق بالعادات فالأصل فيها الجواز مالم يرد دليل مانع أو يحمل في ذاته عبارات لا يرضاها الشرع، بينما الحكم الثاني فمتعلق بالعبادات لإضافته لحكم الصلاة، وكلُّ ما أضيف إلى حكم شرعي، فإنَّه يحتاج إلى دليل من الشرع يسنده ويؤيده.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
الشيخ محمد علي فركوس - حفظه الله -
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[07 - 07 - 08, 03:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله، بارك الله فيك، ولكن - بصحتك - غير مخالفة كما قد يفهم من العنوان ومقدمة الموضوع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 07 - 08, 03:59 م]ـ
بارك الله فيكم
¥