تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: كيف؟

قال: (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس).

قال: قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟

قال: (تسمع، وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك فاسمع وأطع).

4. وأخرج مسلم في صحيحه أيضاً عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم، ويحبونكم، ويصلون عليكم، وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم، ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم).

قيل: يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف؟

فقال: (لا ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئاً تكرهونه فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يداً من طاعة).

5. وأخرج أحمد في مسنده والحديث صحيح عن أبي ذر قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو علي هذه الآية (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً) حتى فرغ من الآية.

ثم قال: (يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم).

قال: فجعل يتلو بها، ويرددها علي حتى نعست.

ثم قال: (يا أبا ذر كيف تصنع إن أُخْرِجت من المدينة؟)

قال: قلت إلى السعة، والدعة أنطلق حتى أكون حمامة من حمام مكة؟

قال: (كيف تصنع إن أخرجت من مكة؟)

قال: قلت إلى السعة، والدعة إلى الشام، والأرض المقدسة؟

قال: (وكيف تصنع إن أخرجت من الشام؟)

قال: قلت إذن والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي.

قال: (أو خير من ذلك؟)

قال: قلت أو خير من ذلك؟

قال: (تسمع وتطيع وإن كان عبداً حبشياً).

والعجب العجاب أن بعض الجماعات الإسلامية في العصر الحديث أهملت العمل بمثل هذه الأحاديث، وأخذت بمذهب من سبقهم من المعتزلة والخوارج الذين يسعون لمنابذة حكام المسلمين ركضاً للحصول على كراسي الحكم، والتسلط بحجج واهية وشبه مختلفة، سبقهم إليها المبتدعة.

وهذا شأن من ينهج خطَّاً معوجاً يخالف الخط المستقيم الذي خطه لنا نبينا عليه الصلاة والسلام.

قال الإمام الشوكاني في كتاب الدراري المضية 1/ 505: وطاعة الأئمة واجبة إلا في معصية الله، ولا يجوز الخروج عليهم ماأقاموا الصلاة، ولم يظهروا كفراً بواحاً، ويجب الصبر على جورهم، وبذل النصيحة لهم، وعليهم الذب عن المسلمين، وكف يد الظالم وحفظ ثغورهم، وتدبيرهم بالشرع في الأبدان والأديان والأموال (5) أ. هـ

- تمت الحلقة الخامسة ويليها الحلقة السادسة بمشيئة الله -


(1) إلا مَنْ سلَّمه الله.

(2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف واللالكائي في اعتقاد أهل السنة وغيرهما عن ابن مسعود مرفوعاً والحديث صحيح.

(3) نقلاً من كتابنا شرح عقيدة أهل السنة والجماعة ص13 - 14.

(4) مغني المريد للدكتور إبراهيم القريبي ص9 - 10.

(5) ننصح بقراءة كتاب فضيلة الشيخ خالد العنبري المسمى بالحكم بغير ما أنزل فهو كتاب لا نضير له ولا يعرف له مماثل في بابه فجزاه عن الإسلام خيراً وثبتنا الله وإياه على طاعته.

ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[07 - 02 - 03, 10:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

تعريف العقيدة:

العقيدة لغة:

كلمة (عقيدة) مأخوذة من العقد والربط، والشد بقوة، ومنه الإحكام والإبرام، والتماسك والمراصة، يقال: عقد الحبل يعقده: شده، ويقال: عقد العهد والبيع: شده، وعقد الإزار: شده بإحكام، والعقد: ضد الحل.

يقال: يَعْقِدُ الشخصُ بمعنى يربط الربطَ الوثيق على قلبه بما يعتقده حقاً كان أو باطلاً، وقد سميت بذلك لأن القلب يَعْقِدُها عَقْدَاً وَثِيْقَاً.

ولذا يمكن تعريفها في الاصطلاح الشرعي بأنها: ما يعتقده الشخص بقلبه، ويدين الله به فإن طابق الشرع فصحيحٌ، وإن خالفه فباطلٌ.

فالرجل يعتقد جواز لبس التمائم، والحروز لدفع الشرور والأمراض ونحوها فهذا اعتقاد باطل.

لأنه خالف الشرع ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام: (مَنْ عَلَّقَ تَمِيْمَةً فقد أشرك).

وإذا اعتقد أن لبسها لا يجوز فهذا اعتقاد صحيح لأنه وافق الشرع، وقس أمثلة بنحو ما ذكرنا فهي كثيرةٌ في مسائل الاعتقاد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير