تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الكنيسة قنطرة للتنصير]

ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[11 - 07 - 08, 03:49 ص]ـ

[الكنيسة قنطرة للتنصير]

تجتاح العالم الإسلامي هذه الأيام موجة متصاعدة من التخاذل أمام النصارى سواء في بناء الكنائس على أرض المسلمين أو الطلب من بابا الفاتيكان لبعض الدول الإسلامية بالسماح ببناء الكنيسة مع ذكر المسوغات لهذا الطلب الذي يحاولون أن يصوروه بأنه طلب له ما يسوغه من الأمور التي تجعله منسجما مع حقوق الإنسان، وقبل التعرض لبيان الحكم الشرعي من بناء الكنائس وكذا المعابد الشركية في أرض المسلمين فإنه من المستحسن الإشارة إلى بعض الحقائق المتعلقة بتمسك النصارى بدينهم وبمدى حرصهم على ارتياد الكنيسة.

من المعلوم أن النصارى لا يذهبون-في عاداتهم المتبعة-إلى الكنيسة إلا يوم الأحد من كل أسبوع وبقية أيام الأسبوع الستة لا علاقة للنصارى بالكنيسة إلا نادرا، وذلك بعكس ما عليه المسلمون حيث يرتبطون بالمسجد في اليوم الواحد خمس مرات، ورغم ضآلة الفترة الزمنية التي يرتبط فيها النصراني بالكنيسة مما يمكنه من الوفاء بهذا الارتباط لو أراد من غير أن يؤثر على مصالحة وارتباطاته الدنيوية، فإننا نجد أن الإحصاءات المتعددة تبين انحسار إيمان النصراني بالنصرانية وغلبة الإلحاد على الكثيرين منهم، وأن من بقي منهم على نصرانيته فلا يكاد يذهب إلى الكنيسة منهم إلا أقل القليل حيث يقدِّر الباحثون أن أعداد المسلمين التي تذهب إلى المساجد يوم الجمعة في لندن أكثر من أعداد النصارى الذين يذهبون للكنائس يوم الأحد، على الرغم من أن أعداد النصارى في لندن تفوق أعداد المسلمين سبع مرات، وقد ذكرت شبكة محيط الإخبارية وموقع رسالة الإسلام وغيرهما من المواقع نقلا عن أحد الباحثين قوله: "إن الذين يؤمنون في أوروبا بوجود إله أقل من 14% من السكان، والذين يذهبون في القداس مرة في الأسبوع في فرنسا "بنت الكاثوليكية وأكبر بلادها"، أقل من 5% من السكان أي أقل من 3 ملايين أي أقل من نصف عدد المسلمين الفرنسيين".

وجاء في المصدر نفسه "أن10% من كنائس إنجلترا معروضة للبيع، وفي ألمانيا توقف القداس في 100 كنيسة أي 30% من كنائس إبراشية آيسين وحدها، وفي إيطاليا بلد الفاتيكان غنت مادونا في إحدى الكنائس التاريخية بعد أن تحولت إلي مطعم وملهي ليلي، مضيفا: "إن تلك المؤشرات تدل علي إفلاس الكنائس الغربية في عقر دارها"أهـ، وليس من شك أن لا عقلانية دين النصارى القائم على تخيلات مريضة لا يقرها عقل صحيح، إلى جانب وقوع القساوسة في حمئة الرذيلة والشذوذ والتحرش الجنسي، الذي بات أمرا معلوما مشهودا للناس من أسباب كفر كثير من النصارى بدينهم أو ابتعادهم عن الكنيسة، التي صارت تمثل في أحيان كثيرة ملاذا آمنا للقساوسة يمارسون فيه الفاحشة مع الأطفال أو النساء، في صورة يندى لها كل جبين.

إن الإلحاح النصراني ببناء الكنائس في أرض المسلمين في حين لا يذهب الكثيرون منهم إلى تلك الكنائس في بلاد الغرب، حتى توشك كثير من الكنائس على إقفال أبوابها لعدم أو قلة من يرتادها من النصارى ليضع علامات استفهام كثيرة إمام هذا الإلحاح الذي لا يفسره إلا الرغبة في استخدام هذه الكنائس لتكون قاعدة الانطلاق للتنصير لتعويض النقص الكبير في أعداد النصارى بمرور الزمن.

"ففي دراسة مسيحية بريطانية تعلن هذه الدراسة أنه بعد عقدين من الزمن سوف تقفل ما يقابل العشرين بالمائة (20%) من الكنائس الموجودة هناك وذلك بسبب ارتفاع تكلفة إصلاحاتها وهجر الكثيرين لها وأشارت الدراسة إلى أن كنيستين يتم إغلاقهما أسبوعيًّا وأظهرت الدراسة تراجعا ملحوظا في عدد الحضور بالكنائس، بينما ذكرت بعض الصحف عن قساوسة قولهم: “إن هناك مئات الكنائس لا يدخلها سوى العشرات كل يوم أحد“، في حين يندر التردد عليها في باقي أيام الأسبوع"، حتى إن هناك بعض البلديات في دولة مثل بلجيكا لا تمانع في تحويل بعض الكنائس التي لم يعد يدخلها أحد إلى مساجد، كما يذكر أن الكنائس في ألمانيا تواجه خطر البيع والاستفادة منها في أمور أخرى في ظل التناقص الشديد والتراجع المذهل في عدد من يرتادون الكنائس حيث تشير بعض الدراسات إلى أن نحو 30 % من كنائسها ربما يتعين بيعها لأغراض تجارية، وقد سبق أن تحولت إحدى الكنائس الكبيرة في ألمانيا إلى مطعم تقدم فيه الخمور نتيجة عدم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير