تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إمكانية توفير المال لاستمرار عمل الكنيسة رغم أنها حاولت عن طريق السماح بعمل حفلات زواج ديسكو ماجنة من أجل جمع المال للبقاء بلا طائل، حتى أصبح من الأمور المعتادة تحويل كنائس إلى بنوك ومحلات بيع أثاث الحدائق وأسواق ضخمة (سوبر ماركت)، والأمر في الدنمارك لا يختلف عن ذلك بل ربما كان أسوأ من ذلك بكثير حيث تم عرض العديد من الكنائس للبيع بعد أن أصبحت فارغة لا يدخلها إلا الأشباح فالناس هناك قد أداروا ظهورهم للكنيسة، وقد دعا إحجام النصارى الشديد عن الذهاب للكنيسة بعض المتحمسين للكنيسة بصناعة ما يسمونه كنيسة متنقلة وذلك أشبه ما يكون بالخيام الكبيرة حتى تذهب الكنيسة نفسها إلى النصارى في أماكنهم ومنتدباتهم، وشعارهم في ذلك "إذا لم يذهب الناس إلى الكنيسة، فالكنيسة يجب أن تذهب إلى الناس" ورغم كل هذا التهاوي في النصرانية وفي كنائسهم نجدهم يجتهدون في فتح وبناء الكنائس في بلاد المسلمين أملا في الوصول من وراء ذلك إلى تنصير المسلمين، وخاصة في ظل التدهور الاقتصادي التي تعيشه كثير من بلاد المسلمين مما يدفع بعض ضعيفي الإيمان إلى القبول بذلك مما يؤمن لهم مستوى اقتصادي مناسب أو يساعدهم في الزواج أو يفتح لهم طريق الهجرة إلى بلاد الغرب حيث الرفاهية والثراء والعيش الرغيد.

لقد بلغت بالكفار الجرأة مبلغا عظيما حتى إن رأس الكفر في العالم بابا الفاتيكان الذي قدح في الإسلام ورسول رب العالمين في محاضرته الخسيسة ليطالب بافتتاح كنائس في بلاد الحرمين للعمالة المسيحية الأجنبية المقيمة على أراضيها، وهذا أمر تطير فيه الرءوس ولا يكون، وقد عصم الله تعالى هذه البلاد من أن يكون فيها دينان.

مع أن هؤلاء النصارى لا يكادون يدخلون الكنائس في بلدانهم التي أتوا منها

ولعل الدراسات الحديثة والتقارير الصادرة عن مؤسسات بحثية بخصوص تناقص عدد النصارى في مقابل زيادة أعداد المسلمين حتى إن بعضها يذهب إلى أن القارة الأوربية النصرانية سوف تتحول عما قريب إلى قارة إسلامية، وهو ما يقض مضجع الصليبيين ويمثل كارثة كبرى بالنسبة لسدنة الصليب، وهو ما يدعو سدنة الصليب إلى الرغبة في الإكثار من عدد الكنائس وخاصة في بلاد المسلمين لتكون سدا أمام تحول النصارى إلى دين الإسلام ولتكون من جانب آخر بوابة خلفية يحاولون من خلالها القيام بعمليات التنصير

لقد اتخذت استراتيجية التنصير في الآونة الأخيرة عدة مسارات متنوعة وبخطوات متسرعة، فمن خدعة الحوار بين الإسلام والكاثوليكية، إلى اتهام الإسلام أنه دين إرهابي قائم على العنف والقسوة، إلى شن حرب عسكرية على بلدان إسلامية بزعم القضاء على الإرهاب المتوقع من تلك الدول، إلى محاربة المؤسسات الخيرية التي تعني بفقراء المسلمين والتي تنشط بالدعوة بين صفوف غير المسلمين، والتدخل في منعها وإغلاقها بزعم أن أموالها تستخدم في تمويل الإرهاب، إلى الطعن في رسول رب العالمين خير من وطئ الثرى-صلى الله عليه وسلم-والاستهزاء به، إلى تمزيق المصحف وإهانته، كل ذلك بهدف إماتة الغيرة في نفوس المسلمين والحمية لدينهم، حتى يسمع المسلم سب الله تعالى وسب رسوله صلى الله عليه وسلم ودينه ويهان كتابه، من غير أن يحرك ساكنا أو تتحرك نفسه للدفاع عن دينه، وآخر وليس أخيرا السعي في بناء الكنائس في بلاد المسلمين، وكل ذلك يجري في منظومة واحدة وإن تنوعت صورها، حتى يحقق هؤلاء المشركون الذين يعبدون مع الله إلها آخر ما يوسوس إليهم شياطينهم به، من تحويل العالم كله إلى النصرانية ويرون أن ذلك العمل حق لهم، كما ذكر ذلك بابا الفاتيكان في خطاب له ودافع عما عده حق الكنيسة الكاثوليكية في نشر رسالتها التنصيرية" بين غير المسيحيين (ومنهم بالدرجة الأولى المسلمون) وأصحاب المذاهب المسيحية الأخرى، ودعا لبذل الجهد في سبيلها حتى الموت. كما ذكرت وثيقة أطلقها الفاتيكان مؤخرا أن: "التنصير بالإنجيل حق وواجب وتعبير عن حرية الأديان".ويؤكد البابا على التلاحم بين المسيحية والتنصير فيقول: "المسيحية دائمًا متداخلة مع تنصير غير المسيحيين حتى لو كان الثمن هو الشهادة"، والشيء الغريب الذي يدعو إلى السخرية من هؤلاء ومن أحلامهم الطائشة أنهم لم يتمكنوا من الحفاظ على النصرانية في بلادهم، ولم يستطيعوا أن يضمنوا ولاء النصراني لدينه وعقيدته فكيف يأملون ويسعون في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير