7. عند الإفتاء كتابياً عن مسائل الشرع لما أخرجه البخاري في الأب والبيهقي في السنن الكبرى وغيرهما - والأثر حسن - أن زيد بن ثابت كتب إلى معاوية أمير المؤمنين رسالة قال فيها: " بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله معاوية أمير المؤمنين، من زيد بن ثابت، سلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله؛ فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد؛ فإنك تسألني عن ميراث الجد والأخوة (فذكر الرسالة)، ونسأل الله الهدى والحفظ والتثبت في أمرنا كله، ونعوذ بالله أن نضل أو نجهل أو نكلف ما ليس لنا بعلم، والسلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ومغفرته [وطيب صلواته.] وكتب: وهيب يوم الخميس لثنتي عشرة بقيت من رمضان سنة اثنتين وأربعين ".
8. عند مبايعة الأمير لما أخرجه البخاري بإسناد صحيح كما في الأدب المفرد: أن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه، فكتب إليه: " بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الملك أمير المؤمنين من عبد الله بن عمر، سلام عليكم؛ فإني أحمد الله إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأقر لك بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله، فيما استطعت ".
9. عند البيع والشراء لما أخرجه الترمذي وغيره عن العداء بن خالد قال كتب لي النبي صلى الله بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى العداء بن خالد بن هوذة من محمد رسول الله، اشترى منه عبدا أو أمة على أن لا داء، و لا غائلة، و لا خبثة، بيع المسلم للمسلم. وزيادة البسملة ثابتة خارج السنن.
ومواضع أخرى كثيرة.
أما حديث: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع ".
فهذا حديث ضعيف أخرجه الرهاوي وقد استوفينا الكلام في تخريجه في كتاب محاسن السنين شرح منظومة البيحاني في تربية البنين.
فلا تغتر بتحسين من حسنه فليس بحسن سوى من حيث اللفظ.
قال القرطبي في تفسيره 1/ 97: " اتفقت الأمة على جواز كتبها في أول كل كتاب من كتب العلم والرسائل ".
فإن كان الكتاب ديوان شعر فروى مجالد عن الشعبي قال: " أجمعوا ألا يكتبوا أمام الشعر بسم الله الرحمن الرحيم ".
وقال الزهري: " مضت السنة ألا يكتبوا في الشعر بسم الله الرحمن الرحيم ".
وذهب إلى رسم التسمية في أول كتب الشعر سعيد بن جبير وتابعه على ذلك أكثر المتأخرين قال أبو بكر الخطيب وهو الذي نختاره ونستحبه.
ثم قال رحمه الله: قال الماوردي ويقال لمن قال بسم الله مبسمل وهي لغة مولدة وقد جاءت في الشعر قال عمر بن أبي ربيعة:
لقد بَسْمَلَت لَيْلى غَداةَ لَقِيتُها فيا حَبَّذا ذاك الحَبِيبُ المُبَسْمِلُ
قلت المشهور عن أهل اللغة: بَسَمَلَ.
قال يعقوب بن السكيت والمطرز والثعالبي وغيرهم من أهل اللغة: بسمل الرجل. إذا قال: بسم الله.
يقال: قد أكثرت من البسملة أي من قول بسم الله. أ. هـ
تمت الحلقة السادسة ويليها بمشيئة الله الحلقة السابعة
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[07 - 02 - 03, 10:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
المتن:
، الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى، ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً به، وتوحيداً.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً.
الشرح:
أردف المصنف البسملة بالحمدلة عملاً بما أخرجه ابن حبان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع "، وعند الأربعة إلا الترمذي بلفظ " كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد فهو أجذم ".
والحديث ضعيف وقد سبق تخريجه والكلام عليه في غير هذا الموضع.
والحمد لغة الثناء باللسان على الجميل الاختياري، وهو ينبئ عن تعظيم المنعم، وهو غير الشكر، إذ الشكر الثناء باللسان في مقابلة النعمة، وأما الحمد فسواء كان في مقابلة نعمةٍ أم لا فهو أعم من الشكر كما ذهب إلى ذلك الجمهور وهو الحق، ألا ترى أنك تحمد الله في جميع أوقاتك وسكناتك وتمجده اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم وتشكره في حالة وجود أي نعمة تسدى إليك، ولذا قال تعالى (لئن شكرتم) أي الله على تلكم النعمة (لأزيدنكم) جزاءً لشكركم.
¥