تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[باب: (من أخذ مقلبا في نفسه).]

ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 07 - 08, 07:48 م]ـ

الإخوة الأفاضل /

أعتذر مقدما.

حقيقة لا أدري على ماذا يُعجب المرء بنفسه؟!.

تأملتُ كثيرا في أحوالنا ... فوجدتُ - وبدون مبالغة - أنه لا يوجد لدينا أي مقّوِم من المقومات التي تدعو المرء للإعجاب بنفسه!.

وحتى لو وجد فلا يعجب المرء بنفسه ... فما بالك وهي لم توجد أصلا!.

عفوا /

رأيتُ من يرفع أنفه كبرا وإعجابا وغطرسة .... ولا يراك شيئا! .... على ماذا؟! .. لا أدري!.

رأيتُ من ينظر إليك وإلى غيرك شزرا واحتقارا ... وكأنه لا ينظر إلى أحد؟!.

رأيتُ من يركب في سيارته الفاخرة أو حتى غير الفاخرة ... ويجوب الطرقات ... ولسان حاله ... لا يوجد في هذا المكان غيري ... ولا يوجد من البشر مثلي!!.

رأيتُ بعض من سيماهم الصلاح - وللأسف - ... لا يراك ولا يرى غيرك شيئا، بل لا يعتبرك مطلقا، ولا يأبه بك ولا بوجودك ... لمجرد أنه قد حصل على أمر لم تحصل أنت (علم، مال، جاه، عمل، إمامة مسجد! ... إلخ) ... وأحيانا هو يعرف ... وغيره يعرف ... وهو يعرف أن غيره يعرف أنه لا يستحقه - شرعا - أو قد حصل عليه بطريقة غير مشروعة .... ومع هذا يرفع أنفه!!.

رأيتُ من يلبس لباس معينا مميزا عن غيره، ومتمايزا عنهم ... ثم يمشي ولسان حاله ... (من مثلي!! .... ثم يجيب الأبله نفسه: لا أحد!!).

سؤال /

هل سبق أن سألك أحد وقال: يا أخي لماذا فلان شايف نفسه؟!. .. أو يقول: فلان؛ على إيش شايف نفسه؟! ... أقول: على خيبته.

أقول:

رأيتُ من يتكبر ويعجب بنفسه .... وهو لا يكاد يقيم سورة الفاتحة!.

رأيتُ من يتكبر ويعجب بنفسه .... وهو لا يعرف كيف يصلي!.

رأيتُ من يتكبر ويعجب بنفسه .... وقد لبس لباس الغباء والبلاهة شعرَ أو لم يشعر!.

رأيتُ من يتكبر ويعجب بنفسه .... ويتعالم في المجالس وهو لا يفقه ما يقول، ولا يدري ما يتفوه به!.

والله المستعان.

أعيد السؤال:

أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع ربه وتقصيره في حقه؟!.

أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتقصيره فيها وفي تبليغها؟!.

أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع والديه وتقصيره في حقهما؟!.

أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع زوجته وتقصيره معها وفي حقها؟!.

أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله وتقصيره في تربية أولاده وعدم تحمله مسئوليتهم؟!.

أنا لا أدري لماذ يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع أرحامه وأقاربه وتقصيره في حقهم؟!.

أنا لا أدري لماذا نتعالم ... ونحن لا نعلم ... ألا نستشعر المسئولية، ونخاف من الله؟!.

أنا لا أدري إلى متى ونحن نقصر، ونؤخر، ونؤجل، ونسوف في حقوقٍ كثيرةٍ أُمرنا بها ثم نُعجب بأنفسنا؟!.

عجيب أمرُنا ... أصلح الله أمرَنا.

---

أعتذر عن عدم ترتيب ما مضى ...

وسيتبع بإذن الله آيات وأحاديث وأقوال للسلف الصالح عن خطورة هذا الأمر ....

لعلي أقرأه ويقرأه غيري فلا نأخذ مقلبا بل مقالب في أنفسنا ...

وأسأل الله أن يسترنا بستره ويعفو عن زللنا وتقصيرنا ... والله المستعان.

ـ[علاء المسلم]ــــــــ[12 - 07 - 08, 08:16 م]ـ

حقيقة العجب:

يقول ابن المبارك: العجب ان ترى ان عندك شيئاً ليس عند غيرك.

فهذا هو جوهر العجب: ان ترى ان عندك شيئاً ذاتياً تتملكه وليس عند غيرك.

أن ترى ان عندك مالاً .. اولاداً ... ذكاءً ... موهبة ... كساء ليس عند غيرك.

فإن قلت ولكن بالفعل عندي من هذه الاشياء ما لا اجده عند غيري. نعم كل منا عنده اشياء ليست عند غيره، ولكن هذه الأشياء ملك من؟!

يقول الله تعالى: " لله ملك السماوات والأرض وما فيهن" فكل ما معنا من أصغر شئ الى أكبر شئ ملك لله عز وجل، أعارنا اياه لننتفع به، ونمتحن فيه "إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً"

فلا يملك أحد - غير الله - شيئاً في ها الكون، ولو مثقال ذرة "قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما لهم منهم من ظهير".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير