فقد فسر العجب بالكبر فظاهره أنهما شيء واحد , وكذا فسره كثير من العلماء.
والتحقيق أن بينهما فرقا دقيقا ذكره المحققون , منهم الإمام الحافظ ابن الجوزي في تبصرته فقال: أعلم أن الكبر خلق باطن يصدر عنه أعمال , وذلك الخلق هو رؤية النفس فوق المتكبر عليه , ويفارقه العجب من جهة أن الكبر لا يتصور إلا أن يكون هناك من يتكبر عليه , والعجب يتصور , ولو لم يكن أحد غير المعجب.
والمتكبر يرى نفسه أعلى من الغير فتحصل له هزة وفرح , وركون له إلى ما اعتقده , وذلك نفخ الشيطان كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم {أنه كان يتعوذ من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه قال: همزه الموتة , ونفثه الشعر , ونفخه الكبرياء}. .
وقال أحد السلف (لآن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا)
أعيد السؤال:
أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع ربه وتقصيره في حقه؟!.
أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتقصيره فيها وفي تبليغها؟!.
أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع والديه وتقصيره في حقهما؟!.
أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع زوجته وتقصيره معها وفي حقها؟!.
أنا لا أدري لماذا يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله وتقصيره في تربية أولاده وعدم تحمله مسئوليتهم؟!.
أنا لا أدري لماذ يعجب المرء بنفسه .... وهو يعلم حاله مع أرحامه وأقاربه وتقصيره في حقهم؟!.
أنا لا أدري لماذا نتعالم ... ونحن لا نعلم ... ألا نستشعر المسئولية، ونخاف من الله؟!.
أنا لا أدري إلى متى ونحن نقصر، ونؤخر، ونؤجل، ونسوف في حقوقٍ كثيرةٍ أُمرنا بها ثم نُعجب بأنفسنا؟!.
الله المستعان نسأل الله أن يصلح حالنا ويحسن خاتمة أعمالنا ...
ـ[علاء المسلم]ــــــــ[12 - 07 - 08, 08:24 م]ـ
رداً على ما طرحته أخى الكريم
-------
أسباب تضخم الذات ووجود الصنم
مما لا شك فيه ان هناك اسباباً عديدة من شأنها أن تهيئ المناخ المناسب لتسلل داء العجب الى النفوس من أهمها:
1. الجهل بالله عز وجل
2. الجهل بالنفس
3. إهمال تزكية النفس
4. كثرة الاعمال الناجحة
5. كثرة المدح
6. علو اليد ونفوذ الأمر
7. قلة مخالطة الاكفاء
8. تربية الابوين (النشأة الأولى)
9. وجود نقاط ضعف في شخصية الفرد
10. الاشتهار بين الناس.
-----
من نفس المصدر السابق
ويرجع للكتاب لمن أراد التفصيل
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[12 - 07 - 08, 08:40 م]ـ
أضحك الله سنَّك يا (المسيطير) على هذا العنوان الرائع الجميل البسيط الدال على خفة روحك , وعذراً على مخالفة النحاة في ندائك بالمعرَّف, فلم أجرؤ على التنكير وإن غضب النُّحاة.
ومن باب المشاركة أقول:
لم يسقط من عيني رجلٌ متكبرٌ قطُّ كرجلٍ يزدريك ويزلقك ببصره بسبب مظهر ثيابك أو لون جسدك أو نوع دابتك التي تقلك , حتى إذا عرف أنك على صلة بالجهة الفلانية التي يحتاج عاملاً فيها , أو من العشيرة الفلانية التي يحتاج رجلاً منها , أو لك صلةٌ بفلانٍ الذي يتمنى معرفة من يوصله له أو تحملُ له توصيةً من عزيز عليه أو رئيسٍ له في عمله أو غير ذلك حتى تراه كالمسحور الذي لا يملك تصرفات نفسه فيتحول بغضه حباً وبعده قرباً وكبرهُ تواضعاً وانبساطاً وشزر نظراته تبسماً وإقبالاً فأفٍّ لذلك ما أدناه وأحقره.
ألا اكتَفى بوصية الله تعالى ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إياه بالضعفاء وذوي الحاجة أياً كانوا بدل أن يشهدك ويشهد الله وملائكته على أنه عبدٌ للدنيا ومصالحها فمن كانت له رحمُ مصلحةٍ دنيوية بلَّها وأغرقها ببلالها ومن كان غيره لن يبالي به ولو كانأصلح الصالحين.!!
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 07 - 08, 01:36 ص]ـ
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأشكر لكم تفضلكم بالمشاركة وإثراء الموضوع.
---
تجد بعضهم إذا سلّمت عليه نظر إليك ولسان حاله يقول: ماذا تريد من السلام عليّ!؟.
تدخل على بعضهم في مكتبه .... فتسلّم عليه .... لينجز لك معاملتك (غصبا على اللي خلفوه: - كما يقال -) فينظر إليك بطرف خفي ... ولسان حاله يقول: سواءً سلّمت أم لم تسلّم ... لن ننجز لك إلا إذ راق المزاج، والمزاج لا يروق في الشهر إلا مرة واحدة!!.
أما إخواننا الفضلاء ممن ظاهرهم الصلاح /
فقد تسأل أحدهم - وإن كانوا قلّة - سؤالا شرعيا: فكأنك تطلب منه مالا ... ، وقد ينتهرك ... ولسان حاله يقول: ليس لك بعد الله إلا أنا ... فعليك احتمال الإهانة والاحتقار ... وأقل شيء ... الانتظار ... (عفوا / لا أتكلم عن العلماء الأفاضل ... ولكن أقصد المتعالمين الأصاغر).
وقد .... (وقد تكون الـ"قد" هذه .. حقيقة) لا يعرف جواب ما سُئل عنه ... ولسان حاله يقول: عرفتُ أم لم أعرف ... سأجيبك ... لكن بعد أن أشبع شهوتي الخفية " بقصد أو بلا قصد " .... (أكثرت عليكم من لسان الحال:).
أعيد وأكرر:
عتبي ليس على عامة الناس ... وإن كان يلحقهم شيء من العتب ... وإنما عتبي على من ظاهره الصلاح ... ثم يُلحظ منه، وعليه، وفيه، وبه هذا الشيء ... والأسوأ من ذلك ... أن يُعرف عنه هذا الشيء ....
لماذا لا نتواضع؟!.
لماذا لا نتبسم؟!.
لماذا لا نساعد ونعاون؟!.
لماذا لا نفرح بخدمة إخواننا؟! ... خاصة المحتاج منهم.
الناس لا يريدون منك إلا كلمة طيبة، وابتسامة صادقة ..... فقط .... بكل ما تعنيه كلمة: فقط.
--
حدثني أحد الأكارم فقال:
ما فيه شيخ مثل الشيخ العريفي وفقه الله ... فقلت له: لماذا؟!.
فقال: الشيخ العريفي هو الوحيد الذي أرسل له رسالة في الجوال ويرد عليّ ولو بعد أيام ... مع علمي بكثرة أشغاله ... ومئات الرسائل التي تأتيه ... ومع هذا لازم يرد عليّ.
فقلت: أسأل الله أن يزيدنا وإياه من فضله.
قال صاحبي: كيف أنت بإمام مسجد نصلي معه ... فأرسلُ له رسالة تذكير أو مناصحة أو معايدة أو تهنئة ... فلا يكلف نفسه قول: شكرا.
¥